أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حمص الشرقية والغربية وتمثال الأسد... قسم المدينة والعباد

في عاصمة الثورة.......بين رمزية نصب الأسد التذكاري و لجنة "التشبيح الوطني" جامعة تجمع الجميع والجامع مغلق!

يقف ذلك الصنم المنحوت كحجر أساس في جدار لا يشبه جدار برلين الحجري بشيء، هو مجرد لَبِنة صُلبة في جدار هلامي اللون يفصل بين الشرقية والغربية، بين الأحياء السنيّة والعلوّية، بين شطريّها المتنافرين كالسالب والموجب، سالب التأييد وموجب الثورة، جدار وضع النظام لبنته الأولى وأكملت بنيانه الأحداث.
ملفتٌ هو هذا الصنم التمثال، تمثال الأسد الأب، الرابض فوق الدوار المسمى بالرئيس، وهو يدير ظهره لأحد شطري حمص بينما وجهه مع يديه المفتوحتين باتجاه آخر تماماً، قد تلخص تلك الوجهة للطرف الأول أسباب ثورته على نظام صاحب الصنم، وللثاني دفاعه المستميت والمميت عنه.

الجامعة تكسر المحظور

حين تعبر من فوضى "البسطات" والمحال مسبقة الصنع في حيّ كرم الشامي إلى قسم المدينة الثاني تُفاجأ بمكان مختلف، مكان يعجّ بحياة أخرى، لا تشبه تلك الموجودة في قسم المدينة الأول، حتى الألم ستراه بلون مختلف.

رغم الاختلاف على اسمها بين الطرفين النقيضين، وحدها الجامعة الواقعة بين حيي عكرمة وكرم الشامي كسرت المحظور، أقلّه في ساعات الصباح الأولى حيث الطلاب والأساتذة من قسمي حمص يتجهون بالمئات إلى الجامعة. 
الحيوية تملأ المكان والازدحام المروري والبشري في أعلى مستوياته، لم يعد غريباً رؤية طالبة محجبّة تمشي في شارع الحضارة القريب من الجامعة في هذه الساعات، وأخرى غير محجبة تمشي في الشارع المؤدي للجسر والملاصق لكرم الشامي، هي الجامعة وحدها وبما تمثله من رمزية جمعت ما لم يستطع أن يجمعه إنسان في حمص منذ الشهر السابع من العام 2011، عندما أحرق موالون للنظام المحلات "السنيّة" في حيي الزهرة وعكرمة.

الجامع مغلق مؤقتاً
قريباً من الدوار الصنم وعلى زاوية شارع الحضارة، يقع جامع الصفا، الجامع السني في بداية حيّ علوي، ليس مستغرباً ذلك إذا ما رأيناه من وجهة نظر الماضي، ولن يكون الأمر مستغرباً في المستقبل كما يردد الجميع على اختلاف موقفهم.

أما الآن وفي ظل الوضع الدموي، الاستثنائي، لم تعد مئذنة الجامع تصدح بجملة "الله أكبر" ولا الفاتحة تقرأ أثناء الصلوات، باختصار الجامع مغلق منذ قرابة العام ولا يهم من أغلقه، سواء كانت السلطة القائمة وعناصر الأمن أم عدم ذهاب المصلين إليه خوفاً من الشبيحة، حتى لو سألت فلن تجد جواباً صريحاً، الحقيقة الوحيدة المعروفة أن الجامع مغلق –مؤقتاً- في وجه المؤذن والمصلين، وحرمه تحول لمأوى ليلي للعسكريين والأمنيين والشبيحة.

فندق المصالحة الوطنية
مقابل باب الجامعة الرئيس يقع فندق حمص الكبير، هو الفندق الثاني من حيث الأهمية في حمص وفق التصنيف السياحي، والأول حالياً حسب التصنيف الأمني.

لا سواح أجانب في حمص الآن، ولا زوار من مدن أخرى يتخذون من غرف الفندق سكناً مؤقتاً، إلا أن أبواب الفندق مازالت مفتوحة وهذه المرة أمام لجنة المصالحة الوطنية، اللجنة المكلفة من قبل النظام بالنظر في قضايا المعتقلين وحل مشاكل الخطف المتفاقمة في المدينة، اللجنة التي يصفها البعض بلجنة التشبيح الوطني، كيف لا؟ وبعض أعضائها رؤوساء للّجان شعبية!.

عمر نجم الدين - حمص - زمان الوصل
(108)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي