أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ممنوع الاقتراب والتصوير "قمامة أمنية"

الصورة التي التقطها الناشط خلسة

"حتى وإن كنت ناشطاً إعلامياً ويرافقك أحد عناصر الجيش الحر ولو كنا متأكدين من وقوفك مع الثورة ورغبتك بتغطية الدمار والقمامة التي تملأ الحي، وتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي نعيشها برفقة المدنيين، لكنك غير مخوّل بالتصوير في هذا الحي فنحن نملك منسقاً إعلامياً (وكلّ ديك على مزبلته صيّاح)"، بهذه الكلمات ردّ قائد الكتيبة قبل أن تأتي الأخبار المؤكّدة عن اعتقال هذا القائد.

مازن بلال أحد الناشطين الإعلاميين السوريين والذي يعمل بشكلٍ مستقل، ويدخل كل فترة للشمال السوري عن طريق المعابر الحدودية المحرّرة، ليغطي معاناة المدنيين ويوصل صورتهم المأساوية، دخل حي الفردوس الغارق بالقمامة أثناء تواجده في محافظة حلب، وفكّر بالتصوير لينتج فيلماً وثائقياً يلخص معاناة الحي، إلا أنّ قائد الكتيبة المسيطرة، منعه من التصوير لأسباب قيل أنّها أمنية، حيث أنّ الصور يتم التقاطها فقط عن طريق الإعلامي التابع للكتيبة.

لم يرغب الناشط بالجدال وعاد أدراجه برفقة أحد عناصر الكتائب الذي كان برفقته لينقل صوراً أخرى من الأحياء التي تعاني ظروفاً إنسانية مشابهة، نتجت عن عدم قيام سيارات البلدية بدورها كعقوبة جماعية فرضها النظام على أهالي الأحياء المساندة للثورة، خاصةً وأنّه التقط صورةً خلسة قبل أن يتمّ منعه.

بعد أيام من الحادثة يؤكّد بلال أنّ المحكمة الشرعية ألقت القبض الإثنين على قائد الكتيبة بعد أن ضبطت بحوزته الخمور والحبوب الممنوعة، علماً أنّه كان قد طالب النشطاء الإعلاميين بإحضار الذخيرة لعناصر كتيبته بدلاً من تصوير الدمار الذي لحق بالحي...!

ويوضح الناشط بأنّ هذا الموقف الفردي لم يثنِ عزيمته وقد تابع جولته في المناطق المحرّرة، دون أن يخفي سعادته بالقبض على هذا الشخص الذي يسيء لسمعة الجيش الحر ولو كانت محاكمته ستتم بتهمةٍ مختلفة عن تقييد عمل الناشطين الإعلاميين.

جورج خوري - زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي