ماذا بعد عملية اغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق ..؟... خليل صارم

الخرق الأمني ..أمر مفهوم .. ويمكن أن يحدث في أقوى دول العالم وأكثرها تقدماً وامكانيات وتطوراً تقنياً ..هذا أمر مسلم به ولايمكن أن يماري به أحد ..ولكن ..؟
لكل خرق أسبابه .. ومن بينها التراخي والإهمال .. وخاصة لقائد بهذا الحجم مطلوب صهيونياً وأمريكياً ..؟ فهل ماحدث كان نتيجة اهمال وتراخ ٍ أمني ..؟ .
عملية بهذا الحجم والنوعية وقائد بهذا المستوى ..يجب ألا تمر دون مراجعة دقيقة ووقفة مسؤولة وتحديد للمسؤولية ..؟. نعم هناك مسؤولية ..هناك تقصير وإهمال وتراخ ٍ شئنا أم أبينا ..فالأمر لايخص القيادات فقط .. الأمر يخص كل مواطن في سوريا والشهيد هو شهيد لكل شريف في هذا العالم .
إننا ومهما تحدثنا عن قدرات العدو المتطورة خاصة واذا كان عدواً بحجم المخابرات الأمريكية وتوابعها من صهاينة وعملاء وسفارات .. فإن هناك عملاء ساعدوا وسهلوا .. قد يكونوا سوريين مشكوك في أصولهم أو لبنانيين أو عراقيين أو من أية جنسية عربية أخرى . معنى ذلك .
أن البلد مكشوفة .. لأنها منفتحة أكثر من اللزوم .. والحرص واجب .. الحرص لايتعارض مع المباديء .. نعم نحن نريد أن تبقى سوريا كعبة العروبة وموئل الأحرار الوطنيين الشرفاء وكل مناضل ومقاوم ضد العدوان والخيانة والعمالة ..لانعترض ..نبصم بالعشرة . لكن الحرص واجب وضروري خاصة أننا نعيش ظروف حرب دائمة لم تتوقف لحظة واحدة ..معنى ذلك أن لانسمح لكل من هب ودب بدخول البلد مرحباً به لالشيء إلا لأنه ينطق بالعربية أو باسم العروبة والانفتاح على الأمة ..؟!! البعض حضر الينا حاملاً مفاهيماً وعادات تتنافى مع مانشأنا عليه في مجتمعنا .. مفاهيماً وعادات ممجوجة من قبلنا ..مرفوضة .. تتنافى مع الذوق والأخلاق .. والبعض الآخر قد لايرى نتيجة مفاهيم أنظمته وماتنشره من ثقافة منحرفة خطورة العدو الصهيوني والنظام الأمريكي الأشد صهيونية .
نحن نعيش حالة حرب ..وفي هذا لنا عذرنا .. لذا فإن قيادتنا مطالبة بأن تكون أكثر تشدداً ودقة مع كل قادم الى سوريا .. أن تطبق مبدأ المعاملة بالمثل على الأقل .. في الخليج يطالبون السوريين بتأشيرة مسبقة وكفيل .. لنفعل بالمقابل .. وأهلا ً وسهلاً بكل من يلتزم بأخلاقياتنا ويحترم عاداتنا وظروفنا الأمنية . ومن لايعجبه ذلك فليذهب الى أي مكان آخر ..هذا غير مهم بالنسبة لنا .. نتيجة انفتاحنا الأحول ..بعض التافهين من المسؤولين باتوا يرون بالقادم أفضل من السوري ومتميزاً عنه .. هذا ليس كرم ضيافة أيها السادة . هذا تفاهة . هذا تهاوناً بالنفس ودونية لانرضاها .. دخول سوريا يجب أن يكون حلماً إلا للشرفاء والمناضلين ..المقاومين .. كل قادم يجب أن ندقق فيه ..نضعه تخت المجهر .. أين يقيم ..أين يذهب ..أين يأكل ..أين يتنزه .. فالبعض متورط ..وبعض الصهاينة يتقنون العربية باللهجات المحلية ..وبعض الأنظمة متورطة الى الحد الذي يمكن أن تتعاون مع اسرائيل وتعطي جواسيسها جوازات سفر .. البعض متورط مع الصهاينة .. أوباش ..رخيصين ..يعرضون أنفسهم للبيع بقليل من الدولارات .. نتيجة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية .. نتيجة أوضاع أنظمتهم . .؟!!
- الأهم من ذلك كله ..نحن نريد أجهزة أمنية بكوادر مثقفة ..واسعة الاطلاع ..مدربة تدريباً عالياً ..تتقن لغات متعددة ولهجات مختلفة .. نريد أجهزة قادرة على احداث الاختراقات لدى الآخرين وفي كل مكان ..ولاامكانية لاختراقها ..نريد قيادات أمنية متطورة جداً ..تملك سعة الخيال الى جانب كل ذلك ..؟
- هناك مسؤولية عما حدث ومسؤولين ..يتوجب أن يسألوا والعقوبة على قدر الاهمال والخطأ إن وجد . . هي طلبات من حق كل سوري يعتز بسوريته وتاريخه وينظر الى المستقبل بأمل وتفاؤل لكي تنتصر سورية على كل أعدائها وكل الخونة والعملاء .