للثورة السورية دائماً ما يميزها من حيث عدد الضحايا أوطريقة قتلهم وحجم دمار ممتلكاتهم أمام عالم يمثل دور الشيطان الأخرس، ولكن أيضاً ورغم عمق وقساوة المأساة وكثافة الدماء شهدت تلك الثورة مظاهر لا تخلو من خفة دم تحاول التخفيف عن الآلام على مبدأ"شر البلية ما يضحك".
من هنا نأتي على ذكر واحدة من طرائف تلك الثورة تجسدت بترديد الببغاء (كوك) لبعض شعارات شبانها أثناء مظاهراتهم السلمية، ليدخل (أكوك) التاريخ من أوسع أبوابه كأول ببغاء لاجئ سياسي في العالم.
(أكوك)العائدة ملكيته لفتاة أجبرها الدمار والقصف على هجرة عاصمة الثورة حمص، تعرّض ل"محاولة اعتقال"من قبل حرس الحدود الأردنية بحجة ضرورة الفحص البيطري قبل دخول المملكة الهاشمية، إلا أن الفتاة الحمصية -كما بيّنت "زمان الوصل" في مادة سابقة- أصرّت على اصطحابه معها إلى الأردن، وكان لها ما أرادت.
الحادثة كانت سبباً كافياً لتسليط الأضواء على الببغاء اللاجئ السياسي، فبعدما تناولته "زمان الوصل" وصحفي أردني في صحيفة الدستور، دبّج ومَنتجَ أحد الناشطين مقطع "يوتيوب" ل(أكوك) يحمل شيئاً من خفة الدم التي عرفت عن أهل حمص موطن الببغاء وصاحبته.
يُظهر المقطع (أكوك) وهو ينادي الشعار الأشهر من المحيط إلى الخليج خلال العامين الماضيين "الشعب يريد إسقاط النظام"، إضافة إلى عبارة "الله واكبر"
وأضاف صانع المقطع بعض الصور والمشاهد الساخرة حول (كوك)،فتارة تراه منتوف الريش "بعد خروجه من معتقلات مخابرات النظام السوري" أو منفوش ومبعثر الريش بعد الإفراج عنه في السجون الأسدية التي دخلها بتهمة شتم الرئيس والهتاف ضده، ويصف المقطع حال (أكوك) بعد لجوئه، فمُنح خيمة مع عائلته في مخيم الزعتري ذائع الصيت، كما تم تأمين طعامه المفضل من بذور عباد الشمس، ويدلل الناشط على مراحل "التطور النضالي" للبغاء بعبارات مكتوبة تحكي لسان حال كثير من الثوار السوريين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية