رزان في بلاد العجائب.. حقا إنها الجملة الأنسب للتعليق على خبر منح الناشطة والمحامية والثائرة السورية رزان زيتونة جائزة الشجاعة من لدن الأمريكان.
بالله عليكم سلموا لي على "شجاعة" واشنطن المنقطعة النظير، التي تستطيع أن تفرد عضلاتها الكلامية "وغير القاتلة!" كل دقيقة، لكنها وللعجب لا تستطيع أن تقدم للسوريين شيئا واحد يخفف من وطأة الطاغوت الذي يستبيحهم، في كل شيء وأي شيء.
فاليوم، وفي يوم المرأة العالمية، تبدت "شجاعة" إدارة أوباما في أظهر صورها، فوزير خارجيته جون كيري كان ينتظر وصول "رزان" لينال شرف تسليمها جائزة الشجاعة، لكنه نسي أو تناسى أن "رزان" ملاحقة من الطغيان، الذي لم تحرك واشنطن ساكنا لإزالة كابوسه.
الأمريكان "منّوا" على رزان بلقب "المرأة الشجاعة"، وذلك لنجاحها في تسليط الضوء على جرائم وانتهاكات نظام الأسد، ولاستمرارها في نشر الوعي الدولي حول الأزمة السورية، وسعيها نحو بلوغ دولة حرّة وديمقراطية دون أن تكترث لكل ما يهدد حياتها! هكذا ورد في كلمات "التقريظ" التي رافقت منح الجائزة، وكأن كاتبها يعيش في عالم آخر، فالجرائم التي سلطت "رزان" عليها الضوء، لا تزال مسلطة على رؤوس السوريين، ومن بينهم "رزان"، ومساهمة "رزان" بنشر الوعي حول الأزمة السورية حجبت نورها ظلمات سجون الأسد التي تتخفى "رزان" من الاعتقال فيها، لحظة بلحظة، دون أن يلتفت إليها العالم لحظة!
لك الله يا "رزان" فاصبري واعلمي أننا في زمن العجائب والمصائب.. وهل هناك أكثر عجبا أو أفدح مصيبة من أن يخلع عليك لقب الشجاعة، خوار متردد جبان!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية