أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انتفوا لحية الثوار... د. عوض السليمان

شاهدت قبل أيام مصورة(فيديو) تظهر أحد شبيحة بشار الأسد وهو ينتف لحية شيخين من شيوخ سورية بيديه. يظهر الشبيح وهو يمسك لحية طالب العلم الشرعي بكلتا يديه، ثم ينزعها نزعاً عنيفاً حتى تخرج من مكانها ثم يعرضها لصاحبه ويزهوان في حالة انتصار وابتهاج غامرة.
وجدت أن هناك علاقة واضحة بين نتف اللحية وبين الصواريخ البالستية، لا تخفى على صاحب بصيرة. "فالعالم المتمدن" يميل إلى نتف لحية الثوار بأي طريقة كانت، حتى ولو سمح لبشار الأسد بقصف المدن بصواريخ سكود، أو التفنن بقتل الناس الذين ينتظرون الخبز، أو حتى عن طريق منع اللاجئين من الحصول على دعم من الأمم المتحدة. يبدو لي أنه من الواضح أن اللحية تشكل هاجساً كبيراً لدى بشار الأسد ولدى من يدعمه في الغرب والشرق. تعتبر الطغمة الحاكمة في سورية أن كل صاحب لحية خطر عليها، وقد عمد حافظ الأسد وولد ه من بعده لمنع توظيف الملتحين في مناصب قيادية سياسية أو مدنية، فلا يجوز أن يتولى شخص رئاسة قسم في المشفى على سبيل المثال قبل أن يحلق لحيته، ومن المستحيل أن تجد رئيس تحرير صحيفة وقد أرخى لحيته فما بالك بالوزراء والسفراء. وغني عن القول أن اللحية ممنوعة في الجيش على أساس أنها طائفية.

تعود اللحية اليوم إلى الواجهة ويعود الهاجس إلى الواجهة مرة أخرى فبعد كل محاولات "المجتمع المتمدن" القضاء عليها ظهرت من جديد، وبشكل أكثف من ذي قبل، بل واستطاعت أن تقود الثورة السورية، والليبية والمصرية، وهي سائرة في طريق قيادة ثورات أخرى في المنطقة.

استفاد بشار الأسد حليق اللحية، من انتشار اللحية في الثورة المباركة، فأسرع للغرب يخبره بأن اللحية نمت في سورية وترعرت، وهي تجتاح البلاد كلها، وأيد الغرب خطوات بشار في القضاء عليها، فمنع تسليح الجيش الحر واتهم لحية جبهة النصرة بالإرهاب، وأعطى ضوءاً أخضر لبشار الأسد بنتف كل لحية في سورية حتى لو كانت صغيرة اللهم إلا لحية البوطي وحسون. وعلى الصعيد العربي، حذر وزير الخارجية اللبناني الذي يمثل عددا كبيرا من اللحى في لبنان وإيران، من لحية السوريين بالذات. وكذلك فعلت الحكومة الأردنية، بل والمالكي فعل ذلك وهو الذي نشأ تحت وابل من اللحى.

بالطبع سيكون من المدهش أن نستغرب موقف "العالم المتمدن" من اللحية السورية، فلا يُطلب من الغرب إنصاف لحيتنا وهو الذي يعتاش من نشر الرذيلة. لكننا نستغرب موقف بعض السوريين، إذ قام بعضهم ومنذ البداية بمهاجمة لحية الثورة واتهامها بالتطرف والطائفية. وذهب بعض الكتاب إلى الخوف على الأقليات في سورية من تلك اللحية. بينما طلب بعضهم من ممثلي الثورة أن يحلقوا لحيتهم قبل الظهور على وسائل الإعلام لعدم تخويف أمريكا والأقليات من شعيرات لحاهم، وشرح أحد هؤلاء الكتاب كيف أن الثورة ستخسر بسبب لحيتها مساعدة أمريكا الحنونة. وأذكر شويعراً سورياً مغموراً، طلب من عبد الرزاق طلاس أن يكون شخصاً حضارياً ويحلق لحيته، وادعى بعض المتسلقين أن اللحية خطفت الثورة السورية. ولا أدري لماذا لم يقم الحليقون بتشكيل كتائب حليقة تقاتل بشار الأسد الحليق، إن معظم ثوار سورية من شمالها إلى جنوبها ملتحين، ويحزنني أن أعداء اللحية مدعي الثورة لم يشكلوا إلى اليوم كتيبة عسكرية واحدة تقاتل بشار الأسد، مع أن كثيراً من ثوارنا لا يضيرهم الالتحاق بتلك الكتائب إن وجدت. 

العجيب أن هؤلاء الحليقين لا يجدون وقتاً يسبون فيه بشار الأسد، بل يجدون ساعات وأشهر وسنوات ليصبوا جام غضبهم على اللحية وليس على عدوهم المفترض، فتجد في صفحات هؤلاء حرباً ضروساً على طائفية الثورة و لحيتها، في الوقت الذي لم يحمل واحداً منهم سلاحه ضد ديكتاتور دمشق.
http://www.youtube.com/watch?v=A9xvjflOdSo

*دكتوراه في الإعلام. فرنسا
(151)    هل أعجبتك المقالة (136)

عربي مقهور

2013-03-17

الشيء بالشيء يذكر يا دكتور كما انهم منعوا اصحاب اللحى في الجيش ومن تولي المناصب ايضا.. كذلك منعوا على السفراء ان تكون زوجاتهم محجبات !! أيام الحامعة أخبرتنا واحدة من الطالبات اللواتي كن معنا في نفس الكلية انها تقدمت لوظيفة... يعني منها بتساعد أهلها كحال معظم الناس ومنها تتابع دراستها التي لاتحتاج حضور كثير للمحاضرات كونها كلية حقوق... أول سؤال سألتها اياه مسؤولة الحزب بالجهة التي كانت تنوي العمل فيها هو: لماذا تضعين الحجاب ؟؟ ويأتي بعض الجهلة ليقول ليش قاموا هالسوريين ضد نظام حكمهم ؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي