يتبادل لصوص يدّعون انتماءهم إلى الجيش الحر وقوات النظام وشبيحته الأدوار في خطف المواطنين وترويع عائلاتهم مقابل طلب فدية مالية كبيرة وإلا كانت "تكبيرة الوداع على روح مواطن قذفه القدر إلى أحضان الأوغاد" كما تتحدث روايات عدد كبير من المواطنين في مدينة حلب وريفها.
هاتف المليونين
أم محمد خُطِف إبنها وهو في طريقه إلى منزله قادماً من عمله في حي حلب الجديدة، ولم تعرف بعد أي تفاصيل عنه، تلقت عدة اتصالات هاتفية من خاطفيه يطلبون الفدية التي تجاوزت المليوني ليرة سورية لكنها تصفق الكف بالكف فتخرج من بين كفيها غبار زمان يحاول أن يتحكم به اللصوص، وهي تقول لمراسل "زمان الوصل": "لا أملك نقوداً، من أين آتي بها، يمكنهم قتله، لكنني أتمنى أن يسامحني "محمد" لأنني لا أملك سوى البطن الذي حملته به، والقلب الذي سيبقي يبكي عليه".
وفيما يتعلق بهوية اللصوص، تقول أم محمد لـ "زمان الوصل": "قالوا لي بأنهم تابعون للجيش الحر" ولم تعطِ أية تفاصيل إضافية.
وفي منطقة ليست ببعيدة يُفْقَدُ الصيدلاني "عماد" حيث رفض أهله البوح بالمكان كي لا يتعرض الخاطفون لابنهم بالأذى ويقول شقيق المفقود أو المخطوف" لقد خُطف أخي في أحد أحياء حلب أثناء عودته من صيدليته، وفجأة هاتفنا الخاطفون من جواله طالبين الفدية وإلا "قصّ الرقبة"، يقولها بتنهد لمراسل "زمان الوصل": "لقد طلبوا فدية فاقت كل التوقعات، فاقت الأرقام الحقيقية التي نستطيع عدها"، ويرفض شقيق عماد الإفصاح عن قيمة الفدية خوفاً من علم الخاطفين ويكتفي بالقول "المبلغ كبير جداً".
فدية مقابل جثة
وعلى الجانب الأكثر ألماً يطل النظام بوجهه "القذر" وفقاً لتوصيف أحد النشطاء من خلال بوابة الخطف الأكثر دموية في حلب، فرع المخابرات الجوية، حيث يكثر السماسرة والشبيحة، وتجار الأرواح وتبدأ قصة الخطف عبر الحواجز، حيث يتم خطف الشبان عليها وسوقهم إلى مقر الفرع، وهنا تبدأ المساومات من قبل عدد من تجار الفرع بطلب المبالغ العالية التي تصل لعشرات الملايين من الليرات وتنتهي بعد أخذ النقود بالعثور على جثة من فوّض لأجلهم جثة محروقة بجانب الفرع أو على الاوتسترادات.
قصص كثيرة لكنها الأكثر ايلاماً كما يقول أحد المنشقين عن الفرع قصة ذاك الطبيب الذي تم اعتقاله بتهمة معالجة الجرحى في المظاهرات، وبعد عدة مفاوضات بين ذوي الطبيب وأحد المساعدين في الفرع تم التوصل إلى الاتفاق على مبلغ مالي للإفراج عن الطبيب، لكن الوعود التي قطعت لوالد الشاب تبخّرت عندما وجد ابنه جثة محترقة ومرمية على أحد الاوتوسرادات البعيدة على طريق حلب–الرقة.
قصص الخطف وأنات المفجوعين تسمع صداها أينما حللت وارتحلت، لكن ما يخفف من آلام بعض المكلومين بخطف أبنائهم سقوط صواريخ السكود على المدينة التي تقضي على حياة العشرات من المواطنين، ما سمح في الفترة الأخيرة بظهور متخصصين في إحصاء عدد الوفيات والشهداء فيها أطلق عليهم أهلها اسم "عزرائيل حلب".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية