ترجمت المعتقلات السوريات في سجن عدرا المركزي المعاناة التي يعشنها يومياً في السجن الذي يعتبره المعتقلون"فندقاً"قياساً إلى سجون الأفرع الأمنية التي جاء معظم المعتقلات والمعتقلين منها إلى عدرا.
و تضمّن بيان السجينات الذي سربته "زمان الوصل" من داخل السجن شرحاً عن أوضاعهن في سجن النساء الذي "أصبح بغاية السوء والوصف ليس كما الرؤية".
*(السيتامول) لكل داء
واستعرض البيان المكتوب بخط اليد والهادف إلى لفت الانتباه إلى "حياة قيد موت" تعيشها السجينات
قصة مأساوية تروي تفاصيل وفاة إحدى السجينات بتاريخ5/2/2013.
وأوضح البيان أن هدى تركي عيسى"من اللاذقية عمرها ما يقارب خمسين عاماً, عانت كثيراً، فرغم خلوّ السجن من أي طبيب، منعت قيادة الشرطة والأمن السياسي هدى من الذهاب إلى المشفى مهما كانت الحالة خطيرة بحجة أنها "سجينة سياسية".
ووضعها الصحي -حسب البيان- كان يسمح بفرصة لإسعافها, ولكن أحد الضباط قال "لن نرسل دورية لأجل واحدة"! فكان مصيرها الإهمال "حتى ماتت أمام أعيننا, والجثة ما زالت في برادات مشفى الشرطة، ولم يتم إخبار أهلها بموتها".
وكانت قصة هدى التي تحملت بطش النظام ومرضه قبل استشهادها مناسبة للحديث عن وضع الطبابة والأدوية المفقودة في السجن، حتى المسكّنة والإسعافية منها ليبقى (السيتامول)،غير المتوفر كل الأحيان، وحيداً في الساحة بمواجهة كل الأمراض فهو "العلاج لكل داء"!
وكشف البيان عن "الكثير من المرضى والمسنّات يمتن ببطء أمام أعيننا وليس بيدنا حيلة" مبيناً أن "معاملة الشرطة لنا هي عبارة عن فش خلق".
*100 معتقلة
ووصف الطعام بأنه سيء وفي كثير من الأحيان لا يكفي والمعلبات التي تشتريها المعتقلات معظمها فاسد و"حتى مياه الشرب نضطر لشرائها لعدم تزويد السجن بالمياه,والكهرباء دائماً مقطوعة.. وهنا نحن نعيش في ظلام قلوبهم وعتمة عيوننا".
وأضافت المعتقلات في بيانهن "حتى أهالينا لا يستطيعون المجيء بسبب الطريق وبسبب تشديد الموافقات على الزيارات وتحويل أي موافقة إلى محكمة الإرهاب والفرع الذي تم من خلاله الإعتقال".
كما كشف البيان عن وجود مايقارب 100 معتقلة في الجناح السياسي "ربما 35 منهن تأتيهم زيارة والباقي جميعهن ممنوعات ولا يعرف أهاليهن عنهن شيئاً والكثير منا وضعه المادي بغاية السوء ولا يصل له مساعدات".
وأشار إلى أن "أغلب البنات عندما يتم تحويلهن من الفرع إلى هنا نرى على أجسادهن آثار التعذيب والتشبيح وإستخدام الكهرباء بكثرة.. لذلك أغلبهن يعاني من أمراض فعلاً مميتة".
* مدير السجن واجهة
ووصفت السجينات عميد السجن "فيصل العكل بأنه "مجرد واجهة" تخفي وراءها الأمن السياسي الذي "يهددونا به ليل نهار في حال تنفَّسنا أو أبدينا سخطنا من سوء اللاحياة
واللاإنسانية التي نعيشهما".
ولفت البيان إلى وجود أطفال رضّع لا يتم توفير الحليب لهم في السجن ونساء حوامل وأطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة معتقلين مع أمهاتهم ويهانون، معاناتهم كمعاناة الكبار.
و بينما أكدت المعتقلات إدراكهن الوضع الذي تمر به سوريا "هو همنا الأساسي, فحرية سوريا هي حريتنا ولا كرامة لنا طالما أن قوات الأسد ما زالت تغتصب أرض بلدنا" ..وجهن نداء "نحن نناشدكم أنتم يا أبناء سوريا الشرفاء الأحرار .. أغيثونا فلم يعد أمامنا سوى اللجوء للإستعصاء وهذا سينقلب على رأسنا" ..
وكشفت السجينات عن تعرض السجن لهجوم بتاريخ 18-2-2013-اقتصر على الأضرار
المادية فقط كتكسير الزجاج والشبابيك "ولكن هذا يعني أن استهداف السجن أمر وارد".
وفي ختام بيانهن قالت المعتقلات إن "هناك الكثير لا نستطيع شرحه منعاً للإطالة ولكن أملنا بكم كبير،نريد أن نتوحّد وأن يكون شعارنا هو "الخلاص من أعداء الحرية وقتلتها".




تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية