تنياهو يشبه نظام الأسد بـ"الفريسة التي تنهشها الضباع"!

حددت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام مؤتمر "إيباك"، ملامح السياسة الإسرا-أمريكية تجاه المنطقة، مع التركيز غير المسبوق على الوضع في سوريا.
وألقى بنيامين نتنياهو خطابه أمام المؤتمر عبر دارة تلفزيونية مغلقة، بعدما منعته أزمة تشكيل الحكومة من حضور اجتماع أقوى لوبي إسرائيلي في العالم، وهو اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك).
والمتمعن في النص الكامل لخطاب نتنياهو، يلاحظ أنه خصص نصف الخطاب تقريبا للحديث عن إيران وسوريا، فمن أصل 1080 كلمة تقريبا، كان هناك 500 كلمة تتناول الملفين الإيراني والسوري، وقد قسم نتنياهو الحديث عنهما مناصفة.
ورغم أنه أعطى الأولوية للحديث عن إيران النووية، فقد كان تركيزه على سوريا واضحا، وفضل تقديمها على الملف الفلسطيني الذي وضعه في المرتبة الثالثة من اهتماماته.
وفي كلامه المحدد والدقيق عن سوريا، لم يأت نتنياهو على ذكر بشار الأسد ولا كلمة النظام السوري مطلقا، لكنه ألمح إليه عندما وصفه بالفريسة التي لم تقض نحبها بعد، وبدل ذلك عمد نتنياهو وبشكل متكرر إلى التخويف من خطر "الجماعات الإرهابية" ومدى الضرر الذي سيلحق بإسرائيل فيما لو وقعت أسلحة تملكها دمشق في قبضتهم.
واعتبر نتنياهو أن مصلحة تل أبيب وواشنطن المشتركة تقتضي منع تلك الجماعات من الحصول على تلك الأسلحة، مغفلا ذكر أي مصلحة في إزالة النظام السوري أو تغييره.
ومعلوم أن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي هو الذي يرسم الخطوط العامة لـ"إيباك" من أجل تضمينها لاحقا على جدول أولويات السياسة الأمريكية، ما يعني تلقائيا أن إسقاط نظام الأسد أو حتى رحليه لن يكون كما لم يكن على أجندة واشنطن، لأن "إيباك" لم تتبنه وراسم سياسة "إيباك" لم يات على ذكره!
وإليكم ترجمة الفقرة التي تحث فيها نتنياهو عن سوريا:
أتطلع لزيارة الرئيس أوباما إلى إسرائيل لأعبر له مع الشعب الإسرائيلي عن تقديرنا لما فعله من أجل إسرائيل، وقد اتفقت مع الرئيس أوباماعلى تركيز مناقشاتنا في 3 قضايا: أولا، مسعى إيران لامتلاك أسلحة نووية؛ ثانيا، الحالة المتدهورة في سوريا؛ ثالثا، الحاجة لإيجاد تقدّم في السلام مع الفلسطينيين.
أما القضية الثانية التي أنوى مناقشتها مع الرّئيس أوباما، فهي الحالة في سوريا، حيث قتل أكثر من 70 ألفا، وجرح مئات الآلاف، وأجبر الملايين على الهروب من منازلهم، علاوة على هذه الأزمة الإنسانية، سوريا يمكن أن تصبح قريبا أزمة إستراتيجية يذكرها التاريخ، . سوريا بلاد بائسة جدا، لكن لديها أسلحة كيميائية، وأسلحة مضادة للطّائرات، والكثير من الأسلحة الأكثر فتكا في العالم.
وبينما ينهار النظام السوري فإن خطر وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات الإرهابية أمر جد واقعي، هناك مجموعات إرهابية مثل حزب الله والقاعدة يحاولان الاستيلاء على هذه الأسلحة، إنهم مثل الضباع التي تنهش في فريستها، رغم أن الفريسة لم تمت بعد.
تلك المجموعات الإرهابية تتعهد بتدمير إسرائيل، لقد هاجموا الولايات المتحدة مرارا وتكرارا، إنها منظمات إرهاب عالمية، يمكن أن تشن الهجمات في أي مكان من العالم.
لذا فإن لدينا (نحن وأمريكا) مصلحة عامة في منعهم من الحصول على هذه الأسلحة، وفي هذه النقطة أعرف بأن الرئيس أوباما يقدّر كليا حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها. وأنا أتطلّع لأناقش كيفية ضم هذا التحدي إلى جدول أمننا المشترك.
ترجمة: زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية