أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أمريكا و"سياسة الإسعافات الأولية والبسكويت" مع سوريا

وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون دعمت الثورة السورية بالكلام فقط

تهكمت صحافية وكاتبة أمريكية مخضرمة على ما دعته "سياسة الإسعافات الأولية والبسكويت" التي قررت الإدراة الأمريكية انتهاجها لـ"دعم" الثوار السوريين.

ترودي روبن شديدة التخصص في قضايا المنطقة، والتي زارتها مراراً وتكراراً، قالت في مقال حديث لها إن "الإسعافات الأولية والبسكويت" كلمتان تلخصان "السياسة الهزلية الجديدة" التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اجتماع روما. 

وبلغة لاذعة جداً، قالت روبن: لقد رافق هذا الإعلان كثير من الضّجيج ووصف بأنه اختراق كبير، حيث ستقدم واشنطن للمرة الأولى، المساعدة إلى المعارضة المسلّحة. فماذا قررنا أن نعطي هؤلاء الثوّار حتى يواجهوا القذائف والقنابل التي تقتل عشرات آلاف المدنيين.. بالطبع ليسوا بحاجة أسلحة مضادة للدبابات أو الطّائرات، ولكنهم بحاجة إلى "لصاقات طبية" ووجبات أكل كالتي توزع على الجنود الأمريكيين في ساحات القتال.. إذا هي اللصاقات الطبية والبسكويت لمواجهة صواريخ سكود التي يطلقها بشار!.

وتواصل: كان المفترض من اجتماع روما أن يشكل نقطة فارقة في جولة كيري الخارجية الأولى، وأن يعزز موقع المعارضة المعتدل، لكنه على العكس تماماً قوّض تلك المصداقية، ورفع علامة استفهام كبرى فيما إذا كان لدى واشنطن رغبة حقيقية برحيل الأسد.

وفي تحليل لها نشرتها صحيفة "سكرمنتو بي"، رأت الصحافية الأمريكية أن منع وقوع المساعدات العسكرية أمر مقدور عليه بوجود قيادة منظمة للجيش السوري الحر، يمكنه السيطرة على توزيع السلاح النوعي واستخدامه، ولكن كيري لم يأخذ بهذا الاقتراح واكتفى بخطوته الهزيلة في اجتماع روما، مطلقاً العنان للأسد حتى يمارس القصف بشكل أكثر حرية، ما جعل كيري هدفاً لحملة من النكات الساخرة في صفوف الثوار والناشطين. 

ومع وجود فرصة لواشنطن من أجل كسر الجمود العسكري، بل وقلب موازينه لصالح المعارضة عبر تسليح الجيش الحر، فإن أوباما لايبدو ميالاً لهذا الاتجاه.. والبسكويت واللصاقات الطبية لايبدو أنهما كافيان لإقناع الأسد بالرحيل!

وتعد روبين واحدة من بين أكثر الصحفيات الأمريكيات وكاتبات الرأي دراية بشؤون الشرق الأوسط، حيث زارت معظم بلدانه ومنها سوريا، وكانت مكلفة بتغطية شؤون العالم العربي منذ ما قبل 1980، كما كانت مراسلة صحفية في براغ أيام "ربيع براغ" عام 1968، وهي الحركة التي أعطت صفتها لكل حراك ينادي بالحرية، فصار يطلق عليه اسم "الربيع" تيمناً، وكان آخره الربيع العربي، الذي وصل إلى المحطة السورية.

ترجمة: زمان الوصل - خاص
(94)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي