أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مـهلكة آل جــحود... نضال نعيسة

إعلام المهلكة السعودية فضحها أكثر مما سترها، وأساء إليها أكثر مما أحسن إليها، وشوه صورتها أكثر بكثير مما جمـّلها، وأظهر دورها الخبيث الأخطر للعيان، وتركها عارية دونما أي ستر أو غطاء. ولا يملك المرء إلا أن يصاب بالهلع والوجل والعجب، وهو يتابع ذاك القيء البائد، وتلك الثقافة المنحطة التي يحاول ترويجها عبر أدواته وأقزامه وأزلامه وغلمانه الصغار.

أو حين يستمع لتلك المستحاثات المتكلسة الطالعة من قاع التاريخ وكهوف الزمان، وهي تقذف دماً وتنفث سموماً وتجتر فتاوى مضحكة وتروج للموت والهلاك. وها هي صورة العربي والمسلم، وبعد عقود من الضخ الحشوي التعبوي الأسود، تظهر في أحط أشكالها، وفي كافة بقاع الأرض، والفضل في ذلك يعود، طبعاً، لتعميم الأنموذج المتسعود من النقاب واللحى والجلباب وتبني السلوك المتصحر البدوي الأجرب، وكنتيجة حتمية لانتشار فكر التطرف والغلو والتكفير، وتوّج لاحقاً، باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، والتي اشترك فيها خمسة عشر قاتلاً ومجرماً متسعوداً من أصل تسعة عشر إرهابياً " وفتية آمنوا بربهم"، حسب ماكينات غسل الدماغ الوهابية الجرارة. فلم يكن هذا الإعلام إلا انعكاساُ لحقيقة الدور التاريخي المشبوه لهذا الكيان في فرملة الحداثة والتطور، والإساءة إلى هذه الشعوب والمكونات الاجتماعية الأخرى، والحد من تطلعاتها الإنسانية والحضارية والمشروعة. وهنا لا بد للتساؤل المر المشروع أن يظهر، عن حقيقة تلك العلاقات الوثيقة بين الحكومات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعاقبة، وحكومة المهلكة، والذي ينبئ، وبما لا يدع مجالاً للشك عن حلف خفي وليس مجرد علاقات دبلوماسية عابرة. تلك العلاقات الحميمة لم تتغير ولم تتبدل برغم حوادث الحادي عشر من سبتمبر، وبالرغم من الدعم العلني والظاهر لحكومة المهلكة السعودية للإرهاب ولفكر الغلو والتطرف ورعايتها المالية المباشرة لحركات الأصولية والتكفيرية، عبر العالم، وأهمها القاعدة حيث كانت إطلالات أسامة بن لادن الأولى من مكتب رئيس الاستخبارات السعودية بالذات، في تسعينات القرن الماضي.

وبفضل المهلكة السعودية وبترودولاراتها وإعلامها الأصفر فقد عادت المنطقة ألفاً وأربعمائة عام إلى الوراء، إلى عصور الجاهلية الأولى مفضلة الاستكانة للنموذج البدوي الرث كبديل عن كل التجارب الإنسانية الرائعة التي حققتها البشرية، ومعلنة قطيعة عقائدية فظيعة مع كافة أشكال الحداثة والتنوير التي تجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه. ولقد كان للضخ والحشو والتعبئة التكفيرية الضلالية وبث فكر الكراهية أثراً كبيراً في تدهور البنية المعرفية والإيديولوجية للمنطقة وانحسار التأثير التنويري عنها، وحدوث خسوف فكري عقلاني كلي ومزمن أصاب وجه هذه الجغرافيات، أدى إلى تآكل ثقافة التسامح لدرجة الشح والندرة ما أسفر تالياً عن الحوادث الدموية والانهيارات المجتمعية وذوبان مفاهيم التعايش والوطنية لتحل محلها مفاهيم القبيلة والبداوة والتشكيلات الطائفية والمذهبية العصرحجرية والما قبل مدنية وإنسانية. ومن قرأ كتاب ناصر السعيد تاريخ آل سعود، ويعلم الامتدادات اليهودية للمهلكة، يدرك سر هذه الهبة السعودية لمناصرة الأشقاء وأبناء العمومة في الكيان الصهيوني في أعقاب اغتيال عماد مغنية، وقد ظهر بأن السعوديين وصبيانهم لم يعطوا فرحتهم لأحد وهم يحتفلون ويتبادلون الابتسامات الصفراء وكأنهم حققوا نصراً تاريخياً كانوا في أمس الحاجة إليه تمهيداً لإحياء أمجاد مملكة خيبر.

لقد كانت حرب تموز صيف 2006 مناسبة هامة لتكشف القناع عن تلك الوجوه التوراتية الصفراء التي تكتنز الحقد والغل والكراهية العمياء لكل ما هو وطني وشريف ومقاوم. وقد أظهر سيل الفتاوى الذي ترعاه حكومة المملكة حقيقة التوجه الرسمي والحساسية التضامنية حيال أي فعل يمس أمن الكيان الصهيوني. فلم يتوان شيوخ التكفير والظلام السعوديون، مثلاً، عن التنديد بحزب الله، وتكفير كل من يتعامل معه، ومنع تقديم أي شكل من المساعدة له. فلقد راعهم تصديه الباسل والبطولي لآلة عدوان أبناء عمومتهم الصهيونية الهمجية ضد لبنان وشعبه، والذي كان هدفه الأساسي تصفية حزب الله. وانطلقت تلك الثعابين الأصولية الماكرة من جحورها لتعلن تأييدها السافر لآلة الحرب تلك، ومعبرة عن التضامن في الآن ذاته عما أصاب جيش الاحتلال من ذل وهوان على أيادي المقاومين الأبطال، متحدية مشاعر عشرات الملايين من سكان المنطقة.

مناسبة أخرى، وبالأمس القريب جداً، جاءت لتؤكد على حقيقة الارتباط، والدور الخبيث المنوط بهذه المهلكة الإجرامية، حين هبّت الأبواق السعودية بقضها وقضيضها، هبة رجل واحد، لترفع الأنخاب، وتطلق الأهازيج، وتزغرد معلنة عن فرحها العامر باغتيال عماد مغنية على أيدي عملاء الموساد، فيما ذهب رهط آخر من عرب الشراويل ليبارك الفعلة السوداء بكل غل وشماتة وتشف لاغتيال هذا القائد العسكري المقاوم الذي كبد الصهاينة أفدح الخسائر ومرغ جباه جنرالاتها بالوحول والتراب. ومن يطالع أبواق المهلكة الصفراء، يكاد يجزم بأنها مجرد فروع للقنوات الإسرائيلية، وأنها في النهاية ليست إلاّ ملاحق ليديعوت أحرونوت وها آرتز والجيروزاليم بوست، التي تبدو، ومن وجهة نظر كثير من المراقبين والمتابعين، أكثر اعتدالاً ووقاراً واحتراماً وحياداً من إعلام آل جحود الدجال.

تعتبر السعودية اليوم، وإعلامها الصحراوي الأصفر، رأس الحربة في العدوان على المنطقة، والتنسيق والقوادة لإسرائيل وأمريكا في كافة الملفات المتعلقة بقضايا الإقليم الشرق أوسطي. ولذا لم يخطئ المرحوم ناصر السعيد صاحب الكتاب الثمين الأكثر توثيقاً عن حقيقة آل جحود وامتداداتهم اليهودية، حين وصف تلك الأرض الصحراوية الصفراء الجرداء بالمهلكة التي تقوم على الجماجم وتعيش على قطع الرقاب والقصاص من الضعفاء، ولا تنتج سوى الكراهية والاضطهاد. إنها مهلكة حقيقية لشعبها الذي يعاني المذلة والهوان على أيدي جلاوزة الوهابية ومطاوعتها وسفاحي البداوة، وأمراء الرذيلة والفسق والانحلال المتجلببين بعباءات وأقنعة الحشمة والورع والتقى والإيمان، وهي سبب للتهلكة والمهلكة لكل شعوب الأرض التي تصدر لهم فكر الموت وفتاوى القتل والكراهية والدماء.


خاص
(119)    هل أعجبتك المقالة (117)

إليانور مطانيوس

2008-02-21

برافووووووو يسلم تمك يا أستاذ نضال شكراً جزيلاً لك ..


غدير البادية

2008-02-22

انت ياعزيزي تعتبر نفسك عبقري زمانك اعلاميا ولكن انت لاتستطيع تقيم العقول ولا غيير اسماء الدول الا على ورقك ورأيك المفعم للكراهية للبدو فمن انت وما اصلك اما من مخلفات الرومان او هولاكو انت قلت بمحاورتك مع الزميل مرهف بانك زرت الصحراء وجلست عند البدو ورايتهم يعتزون بأنهم بدو ولا يرضون سواها لكن مشكلتك انك لم تفهم لماذا لو كان لديك زيادة فهم لعرفت ذلك ولكن ياعزيزي اود ان اقول لك شيئا اعترفت به انت الا وهو انزعاجك من ارسال سوريين الى الصحراء ليتعلموا الاعلام من اجل تغطية القمة بدمشق 0 وايضا اعترفت بان الشباب السعودي دق امريكا في عقري دارها وحكام الطرفين حبايب 0 هذا كلامك طبعا فأين انت من الانجازات السعودية والامارات وانظر في منزلك ستجد الصناعة الخليجية التي مثقفين بلدك لن يستطيعو صناعتها السعودية اطلقت بالتسعينات ثلاث اقمار صناعية للاتصالاتوبلدك مسـاجرة جزء منه وانت تعرف بما انك اعلامي كم براءة اختراع للسعودية واو من زرع فلب بشري في العالم د0 سعودي انا لا ادافع عن السعودية بل عن البدوي الاجرب الذي هو من علمك ان تكتب وتقرأ فانت لست بدوي ولا عربي انت من مخلفات الصليبيين البدو هم من وصل للاندلس وامثالك من اتى بالمستعمر او بني عمومتك فمن انت ولمن تكتب ومن يدفع لك البدو لا يدفعون لاحد بل ان اطأ عليهم احد فبشارعونه فهل انت مستعد للشرع اهلا بك.


[email protected]

2008-02-22

استغرب عن ما نشر امس بالمحاورة مع الاخ مرهف والتناقضات مابين البدوي الاجرب والحياة الذي يعيشها يرغب بها حتى كاتبنا هذا ويتمنى من اي جريدة خليجية بعقد عمل ولم يحضى ولا يغتسل الا بالشامبو السعودي ويعرف انه سنويا تحصد السعودية اكبر عدد من براءة اختراعوكلهم بدو جلدهم اجرب وايضا منزعج جدا لان سوريا ارسلت اعلاميون الى الصحراء ليتدربوا الاعلام على ايدي البدو من اجل تغطة قمة دمشق فما مقدار الكراهية التي تحملها للمثقفين البدو.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي