ماذا يقول د. بشارة... أخبار سابقة | ||||
|
د. عزمي بشارة يحاور بين "الفساد والإفساد"

يجيب المفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة على استفسار جدلي كبير يشبه سؤال "البيضة والدجاجة"، الذي يخطر للكثيرين معرفة جوابه الحقيقي.
يطرح بشارة قضية فساد الحاكم و إفساده للمحكوم في حوار على صفحته الشخصية على (الفيسبوك)، مصرحاً حيناً وملمّحاً في أحايين إلى النظام السوري "الفاسد والمفسد" وذلك في حوار بين (س) و(ص) هذا نصه:
س. أنت تقول أن النظام فاسد.
ص. صحيح.
س. عليك من الآن فصاعداً أن لا تنسى المجتمع.
ص. تقصد أن علي أن أقول إن المجتمع أيضاً فاسد؟ لا، لا توجد مجتمعات فاسدة بالأصل. فمن يحكم ويفرض المعاملات والقيم ويسنّ القوانين وينفذها (أو لا ينفذها) هو النظام.
س. دعك من النقاش إذاً كانت هنالك مجتمعات فاسدة بالأصل. بعض الفلاسفة يقول إن المجتمعات دون دولة فاسدة أصلاً. ولكن ليس هذا ما قصدته. قصدت أن أقول إن نظاماً فاسداً يحكم نصف قرن لا يمكنه أن يحكم إلا إذا أفسد المجتمع، أو جزءاً كبيراً منه. فالقمع وحده لا يكفي، وحتى القمع يؤثر على شخصية الناس ويساهم في صياغتها. وعلينا أن نعترف أن هنالك فئات واسعة تعودت على الفهلوية والشطارة والرشوة وعدم حرمة المال العام، وعلى العمل الفرداني الذي يرى تناقضاً بين المصلحة الخاصة والعامة، والانصياع فقط للعنف، وأيضاً استخدام الكذب من أجل الإقناع بموقف سياسي... هذه مظاهر موجودة في المجتمع وفي أوساط اجتماعية واسعة حول الثورات وضد الثورات.
ص. مجتمع بأكلمه خرج واهتزت هيبة الدولة فخرجت كل البلاوي، ماذا تريدنا أن نفعل؟ أن لا نقوم بثورات على الظلم.
س. لا طبعاً. الثورات خرجت وسوف تخرج من دون أن تشاور أحداً، وعلينا أن نقف إلى جانبها، وأن نحاول أن ندلي بدلونا قولاً وفعلاً. لكن على الثوار أن ينتبهوا لمهامهم على هذا المستوى أيضاً، وعلى القوى الديمقراطية أن لا تتهاون مع هذه المظاهر، فهي خصم لمهام الثورة، وهي من بقايا الاستبداد، بل هي الاستبداد نفسه وقد تجسّد اجتماعياً.
ص. قصة طويلة.
س. طويلة ولكن يجب أن تُخاض.
ص. ألا تخشى أن يُقال لنا تنظير مثقفين؟
س. لا، لا أخشى أي مزاودة ضد كلمة الحق. ومن يتهمك بالتنظير هو نفسه ينظر ولكن تنظيره سطحي ومتملق ورخيص.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية