مادة نشرتها موقع الإذاعة الوطنية الأمريكية (npr) وهي هيئة الإذاعة الرسمية في الولايات المتحدة، وترجمتها "زمان الوصل"....
في محافظة حلب، الحرب لم تنتهِ بعد، رغم ذلك فإن مدنيين سوريين يمضون في بادرة مثيرة وهي انتخاب حكومة مدنية.
في محافظة حلب، الحرب لم تنتهِ بعد، رغم ذلك فإن مدنيين سوريين يمضون في بادرة مثيرة وهي انتخاب حكومة مدنية.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، شارك مندوبون من مناطق المحافظة في أول تصويت حر، خارج سلطة نظام بشّار الأسد، تم إجراؤه في غازي عينتاب بتركيا.
انتقلت الانتخابات إلى جنوب تركيا بسبب مخاوف أمنية، والناخبون محددون بـ 224 مندوباً فقط، تم اختيارهم للإدلاء بأصواتهم، وقد قطعوا رحلة من الأخطار للوصول من مواقعهم إلى الحدود التركية.
المحامي ياسين هلال قال إنه تحمل المخاطر للمساعدة على بناء دولة جديدة في سوريا، وأوضح هلال: لقد كانت الرحلة خطرة جدا، فالطرق عرضة للقصف في أي نقطة وأي لحظة، مضيفا: دخلنا تركيا بطريقة غير شرعية، تعرضنا لإطلاق نار مرة واحدة، ربما كانت من باب التحذير، ونحن بدورنا تحدينا وقلنا إننا غير خائفين، فقد تعاملنا من قبل مع صواريخ سكود وقنابل الطائرات!
هلال كان يتحدث حول رحلته، في مقهى تركي مع عدد جيد من الأطباء والمحامين الذي يعملون في حلب، وهم الآن مرشحون لشغل مقاعد مجلس المدينة ومجلس المحافظة.
هذا ما يعنينا الآن
مع قرب موعد الانتخابات تحرك "جيش" من النشطاء إلى موقع الحدث، لتجهيز مركز إعلامي يضم محطة إذاعة FM، مخصصة لتغطية الانتخابات، وإيصال أخبارها إلى قلب حلب.
وفي شقة غير مفروشة، يبدو مركز الانتخاب صاخبا.. غرف الشقة تبدو مثل سكن جامعي، مع كراسي ومناضد بلاستيكية، بينما تتوزع الحاسبات وآلات التصوير في كل مكان.
الناطق باسم لجنة الانتخبات خالد العمر, صيدلي، عمل عضواً في فريق طبي بحلب، وقبل أيام قليلة، كان يحفر لاستخراج أجساد الضحايا من تحت الأنقاض، بعد هجوم صاروخي سوّى أكثر من 30 بيتاً بالأرض، والآن، هو يشارك مع ناخبين محدودين خارج سوريا، لرسم صورة انتخابية أفضل.
يقول العمر: إنه نوع من بث الأمل مجددا بعد كل هذا التدمير، وبعد كل هذا القتل.. نحن سنحصل على حريتنا، وسننظم أنفسنا ونبذل قصارى جهدنا، وهذا ما يعنينا الآن.
جدوى هذه الانتخاب للمدنيين في حلب، ما تزال غير واضحة، في مدينة تعيش حرب مجموعات ثائرة، وتصعيدا خطيرا من قبل النظام، من خلال الهجمات الصاروخية على الأحياء السكنية.
ما زالت أغلبية سكان حلب من المدنيين، يقول تمّام البارودي, رجل الأعمال الذي وصل إلى "غازي عينتاب" فقط لمراقبة التصويت الحر الأول.
ويوضح: أخيرا وصلت مساعدات دولية إلى حلب، وتوزيعها يجب أن ينظّم من قبل المدنيين. والمجلس المنتخب يمكن أن يفعل الكثير لتنظيف المدينة، ومساعدة السكان على تنظيم توزيع عادل للغذاء والدواء.
ورشة تدريب
لكن ماذا يعني انتخاب هذه المجالس لشابة بعمر مها غرير، وهي ناشطة سورية شاركت في المظاهرات المبكرة ضد نظام الأسد، وخاطرت مع أبناء جيلها بحياتهم للدعوة إلى الديمقراطية.
مها تشكك،وتقول إنها تأمل بالفعل أن تكون هذه العملية أول انتخابات ديمقراطية في حلب، موضحة: أتمنى ذلك، وإن كنت غير متأكدة حتى الآن.. فلنرَ ما سيحدث مستقبلا مها عضو في ورشة مراقبة الانتخاب، وهي تبين أن تدريبهم يشرف عليه "المعهد الديمقراطي الوطني" في واشنطن.
إرين ماثيوس، مديرة برنامج التدريب، تقول إن النشطاء السوريين تعاونوا مع المعهد، للمساعدة على ضمان انتخاب نزيه لمجلس واحدة من أكبر مدن سوريا.
وتتابع: هذه الورشة مخصصة لمراقبة الانتخاب المحلية، أي للتدريب على أساس من أسس النظام الديمقراطي،إنها ورشة للناس الباحثين عن الشرعية والمصداقية، في عملية تؤهل الناس للثقة بهذه المجالس لاحقاً.
وترى ماثيوس أن "انتخاب حلب الحر الأول تشوبه الفوضى،لكنه رغم ذلك يحتفظ بأهميته".
وتختم: إنه الواقع المتاح للسوريين حتى الآن، فإذا بدأوا مع بضع مئات من الأشخاص، فهذه قدراتهم، وإذا انطلقوا من خارج البلاد، فتلك هي الحقيقة المؤسفة بخصوص سوريا الآن.
ترجمة: زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية