اهتمت وسائل الإعلام بخبر زيارة رئيس الائتلاف الوطني الشيخ معاذ الخطيب إلى سوريا، ورضيت من تغطيته ببث مقاطع من شريط فيديو مصور بطريقة الهواة، دون أن تكلف نفسها قراءة ما "بين" سطور هذا لمقطع، الذي يثبت أن "الهواة" بفطرتهم باتوا أقدر من المحترفين بخبرتهم، على تكثيف الرسائل وإيصالها لمن يريد أن يفهمها.
أول ما يقفز إلى الذهن من المقطع عفوية الرجل الذي بات بشكل أو بآخر "رئيس سوريا الجديدة غير المتوج"، فالرجل يتجول بأريحية ويصافح ويعانق الرجال والشباب ويتبادل معهم الأحاديث، دون أن يلتفت يمنة ويسرة مخافة أن تغتاله رصاصة طائشة، أو حتى يضرب ببيضة فاسدة.
معاذ إذن.. هكذا نود تسميته دون ألقاب.. يعطي في أول انطباع صورة للحاكم الذي يستحقه أهل سوريا الطيبون، الحاكم الذي انتظروه طويلا، حتى ظنوا أنهم ينتظرون "غودو".. أي ينتظرون من لن يأتي أبدا.
معاذ -ونصر عليها ثانية- ودون قصد منه على الأغلب، أعطى بسلوكه فرصة للمقارنة بين ما ابتليت به سوريا منذ عقود، وبين ما ينتظرها بعد أن تنتصر ثورتها بإذن الله، حيث لايستطيع المار في الشارع أن يميز الرئيس عن المرؤوس!
وأجمل ما في زيارة الخطيب المفوه معاذ، أنه لم يرتق منبرا ولم يعتل منصة، ولم يخطب ولو بكلمة واحدة، وكانت كل كلماته أفعالا، وما أحوجنا نحن السوريين إلى "فعّال"، لا "قوّال" نسمع كلامه فيعجبنا وعندما نرى أفعاله نصاب بالقرف!
قال معاذ كثيرا، وخطب في زيارته القصيرة كثيرا، وكتب رسائل كثيرة، وأرسلها إلى عناوين شتى، ولكن العبرة تبقى في المرسل إليه ومدى فهمه وصحة استيعابه، وليست العلة أبدا في المرسل، الذي جاء من بين أناس مطحونين، تارة بالفقر، وتارات لاتحصى بالظلم والقهر.
ايثار عبد الحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية