صرح السيد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية، اليوم، بأن هناك إرادة دولية من أجل إطالة عمر الصراع في سورية. وأضاف الخطيب، خلال لقاء في مدينة عنتاب التركية لانتخاب مجالس محلية في مدينة حلب، إن القوى الدولية تريد إضعاف الطرفين، الجيش الحر والنظام، لإطالة هذا الصراع، وبالتالي فرض الحل الخارجي على السوريين بما يتماشى مع المصالح الدولية في المنطقة. وأكد السيد رئيس الائتلاف أن الحل بالنتيجة سيكون بيد الشعب السوري العظيم.
إذا كان السيد معاذ الخطيب، يعرف هذا جيداً فسؤالي له منذ متى عرفه، وكل ظني أن الرجل أدرك هذا منذ اليوم الأول لهذه الثورة المباركة في الثامن عشر من آذار من العام 2011، وإذا كان ظننا صحيحاً، فكيف أستطيع أن أفهم أن الائتلاف الوطني الذي أعلن أنه لن يذهب إلى روما لحضور ما يسمى اجتماع مجموعة أصدقاء سورية غير رأيه بعد يومين فقط وذهب لحضور المؤتمر.
يعرف القاصي والداني أن مجموعة أصدقاء سورية أعلنت منذ اليوم الأول لتشكيلها أنها لن تقوم بدعم الجيش الحر بالسلاح، وأنها لا توافق على منطقة عازلة آمنة، ولن تقوم بفرض منطقة حظر جوي لمنع الأسد من قتل الأبرياء في سورية، وهي بذلك قد أعلنت صراحة أنها لا تهتم باستشهاد المدنيين السوريين ولا بتدمير مدنهم وقراهم، فضلاً عن أن تهتم باستشهاد الجيش الحر.
من غير المتوقع أن يقوم المجتمع الدولي العدو اللدود للعرب المسلمين والذي سلم فلسطين للصهاينة والعراق لإيران،بنصر الجيش الحر أو حتى الدفاع عن المدنيين، بل ولا حتى الدفاع عن النساء السوريات المغتصبات أو الأطفال الذين يتعرضون للتعذيب كل يوم.
وإذا كان هذا معروفاً للائتلاف الوطني، ويدرك أعضاءه ذلك، ويعلمون أن القوى الكبرى تريد أن تفرض مصالحها وتحمي العدو الصهيوني، فهل من تفسير يقدمه الأستاذ معاذ الخطيب للشعب السوري يوضح فيه سبب ذهابه إلى روما وطلب "الحليب من التيس" كما يقول أهلنا في سورية.
وفوق ذلك أريد أن أذكر السيد رئيس الائتلاف الوطني بأنه وعد الشعب السوري بأن يستقيل في حال لم يحدث تقدم على الأرض خلال شهر من تسلمه رئاسة الائتلاف ولم يفعل. ووعد الشعب السوري أن لا يلتقي بالروس لأنهم مشاركون في قتل الشعب السوري مباشرة، ولم يفعل أيضاً. بل التقى بلافروف وزاد عليه لقاء وزير الخارجية الإيرانية الذي يفاخر أن حكومته تدافع عن بشار الأسد فعلياً.
ووعد الأستاذ معاذ بأن لا يذهب إلى روما، لكنه ذهب وطلب الأمان من الضباع، وعاد بوعد أن الغرب سيزود الجيش الحر بأسلحة غير فتاكة" بالونات على سبيل المثال" أو "بحليب النيدو" كما قال معلقو الفيس بوك.
اليوم يقول السيد معاذ الخطيب إن الغرب يريد بالفعل إطالة عمر النظام، فلماذا ذهبت إلى هذا الغرب. ويضيف إن الحل سيكون بيد الشعب السوري العظيم. فلماذا طلبت المساعدة من غيره.
إنني لا أريد أن يستقيل معاذ الخطيب كما وعد، فهو لا يزال يحظى بتقدير عال من كثير من السوريين، إنما أريد منه أن يتمثل تصريحاته، ويغير من سياسته ويعلم أن الشعب السوري والجيش الحر قاب قوسين أو أدنى من الانتصار الساحق على بشار وعلى المجتمع الدولي المفضوح. وبالتالي فإنني أنصحه وأنا الذي يقدره كثيراً، بأن يعلم أن المجتمع الدولي هو الذي يجب أن يركض خلفه وخلف أبطال الجيش الحر فهم منتصرون لا محالة. فلا تستعجل لاسترضاء أحد. ولعل الشيخ يعلم أن مجرد إعلانه عن عدم حضوره إلى روما جعل كثيراً من السياسيين الغربيين يعيد حساباته. لم نعرف عبر التاريخ أن المنتصر يلهث خلف المهزوم بل العكس هو الصحيح.
أخيراً أؤيد بشدة موقف السيد جورج صبرة رئيس المجلس الوطني لرفضه الذهاب إلى روما، وأريد أن ألفت نظره إلى ضرورة تنظيف المجلس من أعضاءه الذين لا يزالون يقاتلون لإرضاء أمريكا وحلفائها.
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام. فرنسا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية