بعد 8 أشهر من الدمار والقصف المتواصل على أحياء دير الزور المحررة، يعيش من تبقى من أبنائها بعد نزوح مايقارب 75% من سكانها ظروفاً صعبة جداً نتيجة فقدان جميع سبل الحياة من ماء وكهرباء وتعليم ودواء.
"زمان الوصل"التقت الدكتور معمر الحسون رئيس الهيئة الطبية في المدينة للتعرف على الواقع الطبي للمناطق المحررة، فيوضح أن المشافي العاملة حالياً في تلك المناطق هي مشفى ميداني واحدة ونقطتان طبيتان للاستشفاء وتعمل الهيئة على تأهيل مشفى الساعي، كما ستفتتح مشفيي النور الخاصة والقحطان، أما عن باقي المشافي الخاصة في مدينة ديرالزور فهي مدمّرة بالكامل مثل مشفافي العبود والسيد والساعي أما مشفيا الكمال والأطفال فهما مغلقتان.
*المشافي الحكومية مناطق اشتباك
ويضيف الحسون أن المشفى الوطني ومشفى الفرات الحكوميين مواقع اشتباكات وجبهات قتال ما ألحق بهما دماراً كبيراً، ومشفى الأسد مغلقة بسبب تسرب الكادر الطبي، مؤكداً أن المدينة محاصرة منذ بدء الحملة العسكرية ومنكوبة إنسانياً، و غالبية أنواع الأدوية متوفرة وذلك بعد سيطرة الجيش الحر على جميع الدوائر الحكومية والمراكز الطبية كما تم الاعتماد على المستودعات الطبية لكن النقص يكمن في الكادر والمعدات كجهاز تقويس العظام والطبقي المحوري وجهاز صناعة الأوكسجين والمنفسة.
*6 أطباء فقط لجميع المناطق
ويشير رئيس الهيئة الطبية إلى أن المدينة بكامل مناطقها المحررة تقتصر على تواجد 6 أطباء و5 طلاب طب وتقريباً 15 ممرضاً وفنياً، إضافة إلى مدنيين تطوعوا للعمل الطبي الإسعافي، وتسعى الهيئة-حسب الحسون- إلى استقطاب أطباء المدينة النازحين بالإضافة إلى أطباء عرب لديهم خبرة كبيرة بالعمل الميداني، مضيفاً أن الهيئة تقوم يومياً بالعديد من العمليات الجراحية الكبرى كعمليات فتح بطن استقصائي وكسر غائر بالجمجمة بالإضافة إلى العمليات الصغرى كشظايا متعددة بالوجه والصدر وشظية بالساق أدت لكسر عظم الشظية وإصابة بطلق ناري نافذ عند مفصل المرفق.
ونوه الدكتور الحسون بأن استطباب المدنيين غاية رئيسية للهيئة منذ افتتاحها 22/8/2012، وتبتعد مراكزها عن جبهات القتال ليتسنى للجميع الوصول إليها بالإضافة إلى معالجة إصابات عناصر الجيشين الحر والنظامي.
*العسكري للجنود فقط
وفي تصريح ل"زمان الوصل" يقول العم أبو رائد ابن ال58 عاماً والذي يسكن في حي الشيخ ياسين وهو من أحد أبناء مدينة دير الزور حيث يقول إنه أصيب بعدة شظايا في اليد والبطن والساق أثناء ذهابه لشراء بعض الحاجيات وتم نقله إلى مقر الهيئة الطبية حيث أجري له عمل جراحي ناجح دون أي يدفع أي ليرة سورية واحدة وهو الأن بحالة جيدة.
أمّا الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، فلا توجد إمكانية للعلاج إلا في المشفى العسكري، الذي لا يقصده إلا المضطر فالداخل إليه معرض للمساءلة والتحقيق رغم أن إصابته ناتجة عن شظايا قصف قوات النظام، كما أن أولوية العلاج فيه لجنود الجيش النظامي، فضلاً عن وجود بعض العيادات الخاصة في حي الجورة وحي القصور.
*ابعد عن الشر
ويقول أبو حيدر(28عاماً) وهو أحد سكان حي الجورة أن زوجته حامل في الشهر الثامن وهو الحمل الأول لها لذلك سيقوم بالسفر إلى محافظة الرقة في الشهر المقبل لإدخالها مشفى للتوليد وذلك بسبب عدم وجود مشفى متخصصة للتوليد في مدينة دير الزور، كما أن العيادات الموجودة في الحي غير متخصصة وعاجزة عن التعامل مع جميع الحالات، وعند سؤالنا له عن سبب عدم أخذ زوجته للمشفى العسكري لتوليدها هناك وتجنب عناء مشقة السفر أجاب باختصار "ابعد عن الشر وغني له".
وأشار أبو حيدر إلى أن الوضع الطبي في المناطق التي يسيطر عليها جيش النظام مأساوي ولا يوجد هناك أدنى مستوى للرعاية الطبية، على الرغم من تواجد بعض العيادات الخاصة لكنها لا تحتوي على معدات وأجهزة حديثة، مضيفاً أن الافتقار إلى الأجهزة اللازمة و الخوف من الاعتقال دفع الكثير من المدنيين إلى العودة لاستخدام الأعشاب وتعلم الطب العربي القديم في علاج المرضى.
غيث أحمد - ديرالزور - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية