أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في بلاد "كانت تعرف" باسم سوريا...

قالت صحيفة "الإيكونوميست" بخصوص الأزمة في سوريا، إنّ الشعب السوري لطالما كان فخوراً بتاريخه المشرق، لكن ومنذ قيام الثورة التصحيحية التي جاءت بحافظ الأسد إلى الحكم عام 1972، بات لدى السوريين القليل مما يحتفلون به. فالسلطات الأمنية قمعت كلّ أشكال الإبداع لدى المواطنين مع قمعها للحريات العامة، بينما لقنت من خالف أوامر "المخابرات" دروساً في التعذيب.

ومع خلافة بشار الأسد لوالده عام 2000 بدا الكبت وكأنّ وطأته تخف مع الرئيس الجديد، على الأقل بالنسبة لأولئك الذين لا علاقة لهم بالمعارضة. كما أنّ الحياة باتت أفضل قليلاً عام 2005، مع انفتاح البلاد على الاسواق الأجنبية وازدهار مقاهي الإنترنت، والبرامج التي مكّنت السوريين من زيارة المواقع المحجوبة كالفيسبوك. كانت صور آل الأسد ما زالت تغطي الجدران في طول البلاد وعرضها، لكنّ المدارس مثلاً استبدلت الزي العسكري الإلزامي لتلامذتها بزي مدني.

شعبية الأسد لدى السوريين كما والده جاءت من مواقفه الحازمة ضد إسرائيل وأميركا، ودعمهما لحزب الله اللبناني في مقاومته لإسرائيل، واليوم انقلبت هذه الشعبية ضد الأسد وضد حزب الله الذي يتهمه المعارضون بتقديم المساعدة له.

وقال التقرير إنّ التحرك من أجل الحرية أتى بمكاسب على صعيد التحرر من وطأة الأجهزة الأمنية لكنّه تحرر جاء على حساب دماء كثيرة وعذاب يومي، وانقسام في البلاد أحالها إلى ظلال سوريا الماضي، حتى أصبحت ما يمكن أن يشار إليه بالبد الذي كان يسمى سوريا.

ويتابع التقرير أنّه حتى الآن لا وجود لبارقة أمل في التوصل إلى حل من خلال الجهود السياسية من تفاوض بين المعارضة والنظام. 

فالدائرة المغلقة حول الأسد ترفض أيّ حوار يؤدي إلى خروجه. كما أنّ روسيا ما زالت تقف مع النظام، بينما لم تدفع أميركا بثقلها كما دفعت في الحرب لإسقاط العقيد معمر القذافي في ليبيا.

ويشير التقرير إلى أنّ مجموعات المعارضة نفسها باتت منقسمة اليوم إلى كتائب عديدة من آلاف المقاتلين إلى بضعة أفراد فحسب، ولا تملك إلاّ القليل من الأسلحة الخفيفة. وكانت دول الخليج قد ساعدت في تصليح المعارضة بأسلحة خفيفة والعديد منها عبر متبرعين من خارج الإطار الرسمي.

ويضيء التقرير على رفض الغرب كذلك تسليح المعارضة، خاصة في ظل الخوف من الجهاديين. فجبهة النصرة باتت أهم فصيل على الارض يقاتل في وجه النظام، حيث قامت مؤخراً بما يشير إلى التطرف في تدمير مسجد شيعي في الزرزور بإدلب. مثل هذا التطرف يخيف كلاّ من الطبقة الوسطى السورية على الصعيد الإجتماعي، والمسيحيين وآخرين على الصعيد الديني، فهم يرون في جبهة النصرة ولواء التوحيد مثالاً على مستقبل سوري يسعى للوصول إلى "دولة إسلامية".

ومن ناحية أخرى يشير التقرير إلى أنّ خلف كلّ القتال والأزمة السياسية، يرزح السوريون تحت حياة قاسية، مليئة بشظف العيش والتهجير إلأى دول الجوار، وكذلك الإغتيالات والخطف والسلب والنهب وانقطاع الماء والكهرباء عن الأحياء والمدن.

ويختم التقرير بالقول إنّ الآلاف من المنازل والمصانع والمدارس والمستشفيات ضربت. والاطباء والمدرسون والمهندسون هربوا. والكثير من السوريين يخشون من أنّ الحرب ستنتهي فقط عندما لا يبقى أيّ مقاتل. ويقول عن ذلك قائد إحدى كتائب المتمردين: "أريد فقط أن تنتهي الحرب كي أتمكن من الزواج وأنال حياة... وأنا الآن أخشى أنّه مع نهاية الحرب لن يكون هنالك بلد بعدها".

ترجمة الجمهورية
(122)    هل أعجبتك المقالة (117)

عزو المخللاتي

2013-02-27

من المستحيل ان تكون سوريا وصلت من البداية إلى يومنا تحت حكم أي حاكم الى الإنحطاط و الظلم اللذي اوصله لها هذه العائلة الكر-هة و عصاباتها.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي