أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كل أربعاء: البطيخ الياباني حاجة سورية ملحّة..!!

من الطبيعي ألا يكون الإنسان طبيعياً في ظروف غير طبيعية، والكثير من السوريين تنطبق عليهم تلك الحالة، مأخوذين بعواجل أخبار قصف الأعمار من مدن وبلدات يُذكّر دمار أبنيتها باليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

و للعلم أن تشبيه سوريا باليابان وألمانيا كان قد أطلقه خبراء ومنظرون اقتصاديون قبل اندلاع الثورة، ورغم أن وجه الشبه الوحيد الذي انطبق على ألمانيا الشرق الأوسط أو يابان العرب تجلى بمشاهد الخراب حتى الآن، إلا أن علينا التوقع بأن سوريا المستقبل ستخلق أوجه شبه حضارية مع الدولتين وليس ذلك غريباً على شعبها الخلّاق.
وأمام هذه الظروف العصيبة أو مرحلة عنق الزجاجة والمنعطف التاريخي وما إلى ذلك من مصطلحات قاموس الممانعة والمقاومة، فإن السوري يعيش أنواعاً شتى من التشتت لم يعتد عليها، من التشتت الوطني إلى الاقتصادي مروراً بالاجتماعي والسياسي والثقافي و.......إلخ.

لذا ترى السوري هذه الأيام يحمل أكثر من بطيخة بيد واحدة، وهو قادر على ذلك بقدرة قادر، وتصميم عُرف عنه، لكي يستمر في الحياة "إذا ما استطاع إليها سبيلا"، ولهذا فإن على السوريين أن يشكروا اليابان حصراً، ليس لأنهم ضمن مجموعة أصدقاء سوريا التي أتحفتنا بآلاف الدونمات من الكلمات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.
ولا لأن عاصمتها طوكيو استضافت مؤتمراً للضغط على نظام الإجرام في دمشق، وليس لأنهم قدموا لبلادنا مساعدات بيئية مجزية من خلال إهدائنا بعض شاحنات القمامة التي تضيق ذرعاً بزبالة شوارعنا أيام كان لدينا شوارع!

ولا بسبب منح اليابان سيارات إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات والتجهيزات الطبية قبل أن تحيد عن طريقها ويستخدمها الشبيحة ويقتلوا بها المشاركين بجنازة شبان سبق وأن قتلوهم!

و لن يشكر السوريون اليابان لتصديرهم إلى شوارعنا أفخم أنواع السيارات لكي يشفّط ويشبّح بها أبناء كبار محدثي النعمة والتشبيح، و إلى مكاتب مديري مؤسسات قطاعنا العام أفخر ماركات الكمبيوترات لكي يكملوا لعب الورق الالكتروني بعد سهرة يقضونها بلعب الورق الكرتوني (الشدة)..! وقبل أن ينشف ريقك سيدي القارئ كما لو أنني أراك تزدرد ما تبقى منه سأخبرك لماذا سنقدم الشكر الجزيل لهذا البلد المبدع, فسبب شكرنا بكل بساطة لليابانيين لأنهم ساهموا باختراع رائع يتجسّد بتكعيب البطيخ, فلم تعد البطيخة مستديرة أو بيضوية فقط, إذ صار بإمكاننا الحصول على بطيخة مكعبة بفضل ثورة العلم اليابانية، وهذا ما يمكّن السوري من حمل بطيختين وأكثر إذا ما أراد، دون أدنى ارتباك أو خشية من سقوط إحداهما!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(163)    هل أعجبتك المقالة (123)

2013-02-28

ههههههههههههههههههه.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي