بعد الاستئذان من غبطة وفخامة ونيافة وقداسة وسعادة وعظمة وسماحة السيد نقيب الفنانين السوريين أتوجه بالحديث إلى زملائي الصحفيين قائلا: هللوا يا أصدقاء فصباح عبيد رفع حذاءه أخيراً ولحسن حظكم و حظ الصحافة السورية جاء الحذاء في وجهها، فاستبشروا خيرا بما هو اكبر من حذائه في المستقبل القريب بمشيئة الله .
غضنفر فننا السوري لم يجد له مكانا في الدراما الرمضانية منذ فترة لا بأس بها، وها هو يحاول أن يتربع على عرش الكوميديا الصحافية في باقي أشهر السنة الهجرية ليصبح حديث الصحافة السورية بحذائه الذي باتت شهرته تفوق شهرة خفي حنين وحذاء الطنبوري المحبوب من قبل الأطفال.
هذا الجارح الفتاك والكاسر المهيب يحاول أن يستعيد أجنحته الدرامية (المقصقصة) ليحلق فوق سماء الحجيات، وبعض المغنيات اللبنانيات اللواتي حرمهن من النوم بعد أن أصدر قراره التاريخي بمنعهن من الغناء في سوريا بحجة أن مستوى غنائهن هابط وخليع!!! بالله عليكم فاقد الشيء هل يعطيه ؟!، وللأسف الشديد بات بمقدور أي شخص أن يربط بين رأس نقابة الفنانين السوريين وجسد هيفا بمجرد تصريح أو اثنين ليرتبط اسم الفن السوري العريق باسم مغنية هابطة ولكن ليس بمقدار هبوط تصريحات فخامة النقيب.
وللأسف الشديد أيضاً لم نسمع حتى الآن من مسودة مشروع اتحاد الصحفيين السوريين أي رد أو شكوى أو حتى تساؤل عن سبب ارتفاع حذاء الطنبوري في وجه أعضاء الإتحاد والصحفيين من غير الأعضاء، هذا الأمر بالتأكيد سيشجع نقابة الإسكافيين على رفع الأحذية في وجه الصحفيين مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى، الأمر الذي يدفعني إلى الإعتذار من زياد الرحباني إذ أقول: قوم فوت نام بهالأيام صحافة بيسكتها ولد.
الأمر برمته ذكرني بالزير سالم حين قتل سفير ابن عباد بشثع نعل كليب، فلعل زيرنا الجارح يريد قتلنا جميعا ولكن بطريقة أكثر احتراما فهو لم يرفع شثع نعله بل رفع نعاله كاملا في وجه الصحافة وهذا دليل على كونه شخص استفاد من التجربة الإنسانية على مر التاريخ وأصبح أكثر احتراما للإنسان وربما في مرة قادمة يرفع كامل ساقه حتى الركبة (والحبل عالجرار).
وبعد ذلك وبقمة التجاهل لكل الصحفيين السوريين يخرج عبيد مجددا ليوضح أن حديثه طال بعض الصحفيين الذين دافعوا عن هيفا ومشتقاتها وهاجموا قراره بمنعهن من الغناء وكأن قرارا كهذا هو قرار منزّل لا يجوز المساس به أو انتفاده، فيقول: ( أحترم جميع الصحفيين السورين فهم من لحمنا ودمنا، ونحن من لحمهم ودمهم). نحن كصحفيين لسنا بحاجة إلى احترامك لنا يا سيدي بل يشرفنا عدم احترامك لنا ويشرفنا أكثر أن تحتقرنا فأعود هنا إلى المتنبي حيث قال: (فإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل) ، وأحب أن أعلمك أنني لست ممن دافعوا عن هيفا وغيرها ولكنني كصحافي في هذا البلد " ولست عضوا في اتحاد الصحفيين" شعرت بالإهانة التي وجهتها لنا نحن معشر الصحفيين والتي سبقني الأستاذ "علي الراعي" إلى الرد عليها في صحيفة تشرين بما يناسبها، ولكن من واجبي أن اسجل موقفي هذا ومن واجب كل صحافي سوري أن يفعل ذلك، كما أنه من واجب الصحف السورية والمواقع الالكترونية أن تضع حداً لترهات كهذه لا هدف منها سوى التسلق على الأكتاف والظهور بأي وسيلة كانت، ومن هنا أدعو زمان الوصل الذي عودنا على الحملات الهادفة والجريئة أن يبدأ حملته ضد شخص اعتدى على كل صحفي بحذائه، وبالطبع أنا أدعوه بصفتي صحافي أصابه مسمار طائش من حذاء طائش لشخص طائش في تصريح طائش.
حقيقة لا يذكرنا صباح عبيد سوى بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية فمن جهة يدعي احترامه لكل الصحافيين ولكل الآراء ومن جهة أخرى يتهم كل صحفي يخالفه الرأي بأنه عميل أو مخبول أو متآمر ولكن دون أن يوضح على من يتآمر، على الفن؟!! أم على الوطن؟!! أم عليه هو شخصيا وهو يرفع حذاءه بوجه كل رأي يخافه فأي ازدواجية في المعايير هذه؟.
ولا يذكرنا اتحاد الصحفيين سوى بالأمم المتحدة فيما يخص الجرائم الإسرائيلية على شعب فلسطين فها هو يقف موقف المتفرج أمام إهانتة طالته من بابه إلى محرابه دون أن ينبس ببنت شفة، وربما لا يجدر بي أن ألومه فهو على الأغلب يخشى ذلك القبضاي.
في النهاية قد يتساءل أحدهم : ما هو مصير الفن وقيمه في ظل اعتلاء عبيد عرش نقابة الفنانين ؟ أجيبه بكل ثقة : لا خوف على قيم الفن لدى عبيد لأنها غير موجودة أصلا.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية