أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"إعلام الثورة"..."دكاكين مغلقة" تخدم أجنداتها وتغييب "أبناء الكار"

النظام متعاقد مع عدة شركات للعلاقات العامة في الولايات المتحدة وبريطانيا

تحوّل مشهد الإعلام الثوري المترافق مع انطلاقة الثورة السورية إلى حالة إشكالية مع إطالة أمد الصراع وباتت الانتقادات تبدأ ولا تعرف حدود نهايتها وسط دحرجة أسئلة تُثار عن هويات هذا الإعلام وأجنداته الخلفية بدءاً من الدول التي سمحت ببث ما يناسب سياستها تجاه الثورة ومكوناتها وصولاً لتغييب يبدو أنه متقصد لإعلاميي الثورة حيث توالت انشقاقاتهم عن مؤسسات النظام الإعلامية فتلقفتهم "دكاكين الإعلام" وبات مع تعدد أوجه الخطاب التحريري حاجة لتسمية جمعة للسوريين لوحدة إعلامهم وإنجاز ميثاق شرف يلتزم شروط المهنة وموجباتها وضوابطها ويوحّد مال الثورة على إعلام يفرّق أكثر مما يجمع. 

وبحسب بعض المنتقدين فإن أسئلة الوحدة للمشهد الإعلامي كمؤسسة لازمة تستوعب وتقدم الخبرة والعقل المنفتح والناقد وتمارس الدور المطلوب باتت أكثر حرجاً لطلابها نظراً لغياب المستقبل"القادر على الهضم وإبعاد ذاتية المحور والهيمنة على كعكة الخطاب الاعلامي". 

في قراءة المشهد الإعلامي ومسؤولية غياب المؤسسات الدارسة والباحثة والمؤثرة والمكونة للرأي العام بلسان شهودها ومتابعيها من الإعلامين البعض قال ما في جعبته والبعض اعتذر لأن لقمته باتت جزءاً من هذا الخطاب ومخاوف الفصل التعسفي من رجال الكار الجدد.

*في مهب المصادرة والارتجال 
يقول الصحفي عدنان عبد الرزاق أمين تحرير جريدة البعث سابقاً :"أعتقد أن ثمة مصاردة للإعلام كغيره إن لجهة الثورية أو السياسة, فما رأيناه من أداء إعلامي للمعارضة إنما طغت عليه الارتجالية والوصفية, ما يدلل على استثماره من غير أهله وغلبة كل ما من شأنه حرف الانتفاضة والمهنية الصحافية عن أهدافهما المقدسة ولعل في المساهمة، وإن عن غير قصد، في إلباس الانتفاضة ثوب الإسلامية التي وقع إعلام الثورة في فخها إنما تدلل عن غياب أولاد الكار عن رسم السياسات التحريرية لتلك الوسائل  هذا إن اعتمدنا حسن الظن ولم نقل أن ثمة من يطعن الثورة في مقتل هي "دكاكين" بمعنى الكلمة وللأسف الشديد وأعتقد موقناً، أن الدكاكين لا تكوّن رأياً عاماً كما أن الفوضى لا تأتي بالحرية ولا الانتصار. 

*متاجرة بدم النشطاء 
ثمة صور تحضر لرجال مال بلا خلفية إعلامية يديرون الخطاب الإعلامي ويوجهون جزءاً من شارع انتفض ضد نظامه وثمة عسكر استرخوا في اللجوء وبرضى استخباراتي ومباركة يحركون لعبة الإعلام كما يصفها مقربون منهم كما أن ثمة مدراء جدداً لمؤسسات إعلامية لا يعرفون قائمة برامج محطاتهم الناشئة أو المعتاشة من وقائع الثورة وفي المشهد يتساءل الكثير لماذا غَيّبت كبريات المؤسسات الإعلامية الصحفي السوري وتاجرت بدم النشطاء الإعلامين.

كما أن ثمة تحركات متسارعة لصحفيين يغادرون مطارات عمان والقاهرة وتركيا ودبي فيما يمّم وجهه شطر أوربا من ساءته صورة إعلام لن يتغير بسنوات قادمة بحسب البعض أيضاً. 

*إعلام على بركة الله
صحفي سوري رفض ذكر اسمه قال :حتى اللحظة هو إعلام على بركة الله، معظم إعلام الشعب السوري الجريح يعتمد "الصحفي المواطن"مشيراً إلى ضعف شديد في التخصص في مواجهة نظام من اللصوص الأفاقين الذين يعدون المجازر و الاتهامات في آن معاً إضافة إلى التخطيط الإعلامي المسبق.

وأوضح "أن النظام السوري متعاقد مع عدة شركات للعلاقات العامة في الولايات المتحدة و بريطانيا و هذه الشركات ترسم الصورة الآن و هي من تعد لتشويه الواقع السوري و تزيفه لإعداد صانع القرار الأمريكي لاتخاذ مواقف لينة توافق مصالح اسرائيل باستمرار النظام في حماية أمن إسرائيل و هذا اللوبي استطاع ليّ ذراع بترايوس كلينتون بشكل فعلي و أطاح بهما من الإدارة الأمريكية و استبدلت كلينتون بجون كيري الصديق الشخصي للأسد".

وتابع أن أحداً ممن يدّعون تمثيل الشعب السوري لم يقم بالعمل نهائياً على تكوين رأي عام ضاغط على الحكومات لمناصرة حق السوريين بحكم رشيد. 

ورأى أنه لا يوجد لدى من يدعي تمثيل الشعب السوري أي تقييم لوضع الإعلام السوري و الإعلاميين السوريين لأن معظم من ركب أمواج الدم السوري هم من "الأفاقين والسفلة" الذين يريدون استمرار القتل و الدم و بعضهم أكثر انحطاطاً من رجالات نظام الحرامية الذي ثار السوري عليه.

واعتبر "أن دكاكين الثورة اليوم تروّج لبعض اللصوص و القتلة في بعض المناطق التي جلى النظام قواته منها و لا أحد من اللصوص الجدد يسمح بتغطية محايدة، مؤكداً أن قادة النجوم الخمس في المنافي لم يعملوا على بناء قاعدة لعمل صحفي محايد و كل هذا لن يثني الشعب السوري عن تحقيق كامل أهدافه لكنه يرفع فاتورة الدم"

*الكارثة الطائفية
ويذهب الصحفي فيما تبقى من حديث الآلام المشتركة بين الإعلام والسايسة للقول إن الكارثة في سورية طائفية الآن مضيفاً أن لا أحد من المنكوبين قادر على فتح هذا الملف لأن من يعمل بالإعلام إما مواطن بسيط حمل الكاميرا أو صحفي محترف يعمل في محطة لها سياساتها و بالتالي الشعب المكلوم يتيم من إعلام يمثله و يطرح قضية أن كل المدن المنكوبة من طائفة واحدة في بلد تعددي. 

وأردف أن كل المدن و البلدات و القرى التي دخلها جيش السلطة وقصفتها مدفعيته وألقت طائراته براميلها المتفجرة هي لطائفة واحدة متسائلاً: كيف ستستمر الحياة في بلد تعددي و هناك اعتداء على إحدى طوائفه؟
مجيباً عن دور ومحورية الإعلام بالقول:"على الإعلام إبراز الحقائق كي يتنبه العقلاء كي لا ندخل طريق اللاعودة، فالإعلام لو نبه منذ بداية القصف إلى المسألة الطائفية و مخاطرها لما وصلنا إلى هنا اليوم، لافتاً إلى أن التواطؤ بين الحرامية في كل الطوائف ليس بخافٍ على أحد. و يتهم بعض دول الإقليم بأنها تريد تحويل الصراع إلى طائفي و هذا خطر على السوريين، فهذا السلوك الإقليمي يأتي لحماية هذه الأنظمة المستبدة من ريح التغيير وعلى الإعلاميين الانتباه إلى كل القوى التي تريد إطالة مدى الصراع و زيادة منسوب الدم.

*إعلام الثورة يشبه المعارضة
تقول الصحفية والروائية غالية قباني: قبل فترة أرسلت جهة معنية بالإعلام الحر أسئلة لأعضاء رابطة الصحفيين السوريين تسألنا عن وضع هذا الإعلام. ومن بين الأسئلة: من هي الجهة الإعلامية السورية التي تعود إليها لأنك تثق بها لتحصل على الخبر السوري تحديداً؟ وتضيف"فكرت طويلاً ولم أجد لأنني لاحظت أن غالبية الإعلام السوري إعلام رأي لا خبر، واستثنيت "زمان الوصل"التي غيرت قبل فترة من خطها التحريري وباتت مصدراً أكثر ثقة للقارئ". 

واعتبرت قباني أن وضع الإعلام السوري المرتبط بالثورة لن يختلف في تشتته عن وضع تشتت المعارضة نفسها، مشيرة إلى سعي كل مجموعة إلى تقديم صوتها وتصدير المشهد الإعلامي، كما يفعل السياسيون في تجمعاتهم التي تتشظى إلى كتل صغيرة كل يوم. 

ورأت أن سهولة إنشاء الصحف الإلكترونية كان له دور في هذا التشتت. إضافة إلى البعد الجغرافي الذي لا يسمح بالتواصل المباشر مع رغبة مجموعات محصورة في الداخل في التعبير عن صوتها، معتبرة أن لا حجة لمن في الخارج في تشتيت المال الداعم على مجموعة مؤسسات غير قوية.

وفي هذا السياق أشارت إلى "عدد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية لا يمكن اعتماد أي منها كصوت معبر عن الثورة يستقطب غالبية السوريين. وهذا يعكس كما قلت تشتت السوريين أنفسهم للأسف." 

ومن شوائب إعلام الثورة-حسب قباني- عيبٌ يكمن في غياب المهنية عموماً، و"هذا يتضح في مستوى الأداء نفسه الذي لم يجذب جمهوراً عريضاً". 
إلا أن هذا الأمر لا يعني أن كل الزملاء العاملين في الإعلام غير مهنيين، "لكن مهنية القلة لا يمكنها تحمل عبء الأخطاء والنواقص على كاهلها فالعمل الإعلامي عمل مجموعة متكاملة. لن يفيد محاور جيد إذا كان الصوت أو الإضاءة سيئة. أو أن المعدات التقنية متخلفة. أو لا يوجد من يساعده في البحث عن المعلومة الموثقة والضيوف المناسبين." 

وتلك النقيصتان أعلاه تقودنا-والكلام مازال لقباني-إلى عيب ثالث،يتجسد بتدخل المال في الإعلام السوري الجديد.

أي أن الممول أو من يجلب المال، يريد القناة بهذهِ الطريقة أو بتلك، بحسب توجهه السياسي أو الطائفي إلخ. 
وتختم قباني أن هذه الأسباب وربما أخرى أيضا، لها دور في غياب مفهوم المؤسسة الإعلامية عن المشاريع الموجودة. لافتة إلى إنه "إذا لم يتمأسس المشروع كما يجب فلن يقدم أداءً مهنياً يفرض نفسه في المشهد الإعلامي ويؤثر في المشهد السوري عموماً". 

*المرتزقة يضحّون بالنشطاء 
الصحفي محمد الجزار رأى أن المشهد الإعلامي المرافق للثورة السورية بات عبئاً عليها يخيف بمشهده المتناقض والمعيب أمام تضحيات السوريين ويومياتهم في النضال مضيفاً أن سيطرة المال السياسي هي المعيق الأول أمام نمو إعلام مستقل وقادر على جذب واستقطاب الشارع، وتالياً وحدته التي باتت مطلباً متسائلاً حول غياب الذهنية النقدية وكثرة المحرمات في هذا الإعلام سواء ما يتعلق بالتحالفات السياسية أو الجغرافية وصولاً لتحويل قضية الحرية والكرامة إلى مخيمات وبطانيات وصور أطفال بؤساء يحتاجون للدفء خارج الوطن الجريح.

وطالب الجزار بتحولات إعلامية تحمي الثورة من سلوكيات باتت محمية من إعلام سمى نفسه
ناطقاً باسم الثورة دون أن يشاركها همومها خاتماً بالسؤال: أي المحطات الناشئة لديها مركز أبحاث واحد يستشرف الثورة ومستقبلها، بل أي محطة لها مراسلها المختص بعيداً عن النشطاء الذين استرخصت أرواحهم وتضحياتهم محطات الثورة ومرتزقتها".

محمد المقداد - عمان (الأردن) - زمان الوصل
(108)    هل أعجبتك المقالة (104)

أبوشاكر الديمقراطي

2013-02-23

التقرير طريف لأنه ينتقد إعلام الثورة ويتكلم عن عيوبه وكأن زمان الوصل منزهة عن هذه العيوب أو حسب كلام أحد من التقى بهم معد التقرير بأن زمان الوصل وحدها مختلفة عن غيرها من المواقع ، الحقيقة وبموضوعية ومن خلال متابعتي اليومية لمعظم المنابر الإعلامية للمعارضة فإن زمان الوصل من أسوأ المواقع وأقلها مصداقية وقد بينت في بعض تعليقاتي على بعض أخباره وتقاريرة درجة التضليل وإنعدام المهنية والمصداقية فيه وأحيانا بشكل فج ، على سبيل المثال في الأسبوع الماضي حولت زمان الوصل خبرا منقولا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان من أن مجموعة تابعة اللجيش الحر بدأت بإختطاف سكان من قرى الفوعة والكفرية الشيعة ، حولتها زمان الوصل إ؛لى أن أهالي الفوعة والكفرية هم من بدأ الخطف ، في خبر ثاني تنقل زمان الوصل تصريح طائفي لشيخ سلفي أردني من أن السعوديون الذين يستغلون اللاجئات السوريات للزواج بأنهم شيعة جاؤوا خصيصا للإساءة للسوريات ، نجد هذا التصريح يتحول إلى خبر بعنوان سعوديون شيعة يتلاعبون باللاجئات السوريات ، وغيرها من الأمثلة الكثير الكثير.


يزن جميل

2013-02-23

لا أدري كيف تكون زمان الوصل مختلفة عن غيرها من وسائل الاعلام الذين استغلوا الثورة و هي تروج لبعض رحال الاعمال الذين يمولونها، كما ان النفاق بات سمة مميزة حتى للمثقفين كما هو حال السيدة قباني التي تمتدح زمان الوصل فقط لانها تتحدث اليها..


معلممو لابوشاكر القرداحي

2013-02-23

ابوشاكر وين ترك الدنيا وجاي تبيض هون لو مانكن مدود من زمان الوصل وما بتتوضف بس للتعليقات من فرع المخابرات ه ه ه ه ه.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي