الطلاق يتفوق على الزواج في سوريا والعنف يرفع مستوى "النرفزة" بين الزوجين

تكشف فصل مأساوي جديد من فصول الأزمة في سوريا، مع ظهور أرقام تدل على ارتفاع معدلات الطلاق بنسبة 45 %، كما أظهر مسح إعلامي.

ويعد هذا الارتفاع مرعباً بحد ذاته، لكنه يصبح كارثياً إذا ما أضفنا إليه هبوط معدل الزواج بأكثر من 40 % في سوريا، ما يرتب على السوريين أزمة اجتماعية خطيرة لم يسبق أن مروا بمثلها، حيث فاقت نسب الطلاق معدلات الزواج لأول مرة، كما نشرت الصين الرسمية للأنباء (شينخوا).

ويأتي هذا المسح ليُظهر واحداً من انعكاسات تفشي العنف من جهة، وانهيار مستوى المعيشة من جهة أخرى، بعد أن أكلت نار التضخم أخضر السوريين ويابسهم، وأرهقت البطالة المتفشية جيوبهم، فلم يعد المتزوجون منهم قادرين على تحمل الأعباء، ولا العازبون راغبون في فتح باب للإنفاق يعرفون أنهم لن يستطيعوا سده.

"مها" إحدى ربّات البيوت اللاتي شملهن المسح، تقول إن أسرتها تفككت تحت وطأة استمرار الأزمة وتبعاتها، موضحة أن زوجها يتشاجر معها لأتفه الأسباب، وهو ما يجعلها تعتقد أنه يريد إيجاد ذريعة لتطليقها.
بينما توضح أمّ لثلاثة أطفال أن الحياة كانت هانئة مع زوجها، رغم أنه كان يكدح 10 ساعات يوميا لتوفير احتياجات العائلة، لكن وبعد فترة وجيزة من اندلاع الأزمة، بدأ الاقتصاد بالتدهور وكان من البديهي أن يفقد الزوج عمله.

وتوضح الأم أن زوجها حاول بصعوبة إيجاد عمل آخر لكن دون جدوى، وأنّ لا أمل في أن يساعدهم أحد، لأن الأزمة أثرت على كلّ السوريون، ولم توفر شخصاً ولا عائلة. 

وطبقاً للمسح، فإن هناك أسباباً "جديدة" للطلاق لم تكن موجودة قبل الأزمة، فهناك من يتطلقون لخلاف في الرأي حول دعم النظام أو مساندة مناوئيه.

وكشف المسح أن معدل الزواج هبط في سوريا، خصوصاً أثناء الشهور العشرة الأخيرة من الأزمة، حيث بات السوريون يفضّلون التريث كثيراً قبل الإقدام على الزواج، أوحتى التفكير فيه.

زمان الوصل - وكالات
(106)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي