أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السوريون يتمرنون على الديمقراطية في المناطق المحررة... إدارة ذاتية بأيدٍ محلية تردّ على "المخوفين من الحرية"

يحاول الناشطون بالاشتراك مع الأهالي في المناطق"المحررة" تقديم نماذج ناجحة لإدارة المجالس المحلية، ما يثبت قدرة الشعب على تنظيم أموره في ردّ واضح على ما يحاول بعض الإعلام الترويج له منذِراً بـ"الفوضى القادمة".

في حلب أكثر المحافظات السورية وأهمها لعدة اعتبارات، توافق معظم الفعاليات والكيانات الثورية والمدنية على الانخراط في اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي الأول للمجلس المحلي في المحافظة، الذي يعتبر أوسع وأنضج تجربة يصنعها الثوار في الإدارة المحلية في سوريا منذ اندلاع الثورة.

و يأتي المؤتمر الذي سينعقد في الأول من شهر آذار المقبل بعد جهود استمرت طيلة أشهر لجمع القوى الثورية في كيان واحد يسمح في استثمار الموارد المتاحة، لتأمين الخدمات الأسياسية في المناطق المحررة في حلب والتي أعلنت كمناطق منكوبة، إضافة إلى إعادة إحياء العمل المؤسساتي، من خلال وضع الرؤى والخطط التي تحفظ مؤسسات الدولة في حلب فيما لو سقط نظام الأسد في الشمال السوري.

بذور ديمقراطية
بدأ المجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب كـ مبادرة من مجموعة ناشطين مدنيين مع المجلس الثوري لحلب وريفها الذي كان جل نشاطه في الريف الحلبي(شهر آب).

وانطلقت المبادرة بالتزامن مع بدء دخول الجيش الحر إلى مدينة حلب (تموز من العام الفائت).

وكانت أبرز الاعتراضات على المجلس الانتقالي الثوري من مستقلين ومكونات أخرى في المدينة والريف هي"عدم مشاورتهم" أو " إشراكهم في المشروع أو المبادرة".

ودفعت هذه الاعتراضات المجلس الانتقالي الثوري إلى الدعوة لانتخابات هيئة عامة من كبار الناخبين في المدينة والريف، لهذا تمت الاستعانة بخبرات في إعداد النظام الأساسي للمجلس الانتقالي الثوري، بحيث تسمح بإعادة هيكلة المجلس من القاعدة وحتى الرئاسة.

وبذلك فإن المجلس الرئاسي ومدراء المكاتب التنفيذية اكتسبوا صفة "المؤقت" إلى حين انعقاد المؤتمر الذي يتمخض عنه الهيئة العامة للمجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب، التي بدورها تنتخب الأمانة العامة وتعيّن رئيساً للمجلس وأميناً للسر و يتم تعيين مدراء المكاتب التخصصية من التكنوقراط في المدينة والريف.
ودعت المجالس المحلية السورية في إطار محاولتها لتأطير عمل المجالس المحلية في مختلف المحافظات السورية إلى عدة اجتماعات ولقاءات وورش عمل تم من خلالها مناقشة أعمال المكاتب التخصصية ومحاولة تنظيمها.

نسخة سورية موحدة
وكان أعلن المجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب وبهدف توحيد آليات العمل في المجالس المحلية لجميع المحافظات السورية موافقته على المقترحات التي قدمت في مؤتمر المجالس المحلية الذي انعقد في اسطنبول 23/24 من شهر كانون الثاني.

ونوقشت إلى جانب النظام الأساسي للمجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب كافة التجارب والرؤى في الإطار ذاته، حيث تقدم بعض المشاركين ببعض الاعتراضات على النظام الأساسي المعد من قبل الانتقالي الثوري في حلب.
وسيقوم المجلس بدعم إعادة تشكيل المجلس المحلي الجديد لمحافظة حلب لتبدأ الانتخابات من القاعدة الشعبية بتاريخ 25 / 2 / 2013.

وبهذا يكون المجلس الانتقالي الثوري بحكم المنحلّ بعد الانتهاء من الانتخابات الجديدة للمجلس وللمكتب التنفيذي وتشكيل رؤساء ومدراء المكاتب حسب النظام الداخلي المشترك بين المحافظات السورية.

20 كياناً للتأسيس
وأبرز الجهات المشاركة (حتى الآن ) هي(اتحاد الهيئات الإغاثية، محامو حلب الأحرار، المهندسون الأحرار، مهندسون من أجل الوطن، المجلس الطبي في مدينة حلب، اتحاد الطبي الحر، حرائر سورية، التآخي الكردية، هيئة الدعوة والإرشاد، جبهة علماء حلب، مركز عمار الأرض، مؤسسة جنى التعليمية، مؤسسة ارتقاء، مركز رشد، مؤسسة تكافل، إغاثة الملهوف، الفرقان، إنماء، اتحاد هيئات الإغاثة).

وكانت الجهات المذكورة دعت بقية الفعاليات إلى الانخراط في هذا الاستحقاق من خلال دعوة نشرت أمس ولاقت استحسانا في الشارع الحلبي.

حركة التغيير في منبج
من عاصمة الشمال في مركز المدينة إلى الريف وتحديداً في منبج، حيث أبرز النماذج التي تقدمها الثورة السورية حول قدرة السوريين في إدارة شؤونهم بعيداً عن الاحتكارية والسلطة التعسفية.

فالمدينة التي غادرها عناصر النظام فجر أول أيام رمضان الأخير فجأة وبطريقة تثير الاستغراب،أثبت أبناؤها حنكتهم بإمساك مؤسسات الدولة وحفظها من السقوط، ولا تزال الدوائر والمؤسسات والحياة في المدينة مستمرة كما كانت، بتغيير واحد، ألا وهو أن الناس فيها "أحرار".

وفي فضاء الحرية الرحب، حيث تتفجّر الطاقات أسّس مجموعة من الشباب (نحو 50 شخصاً) حركة أطلقوا عليها"حركة التغيير والبناء في منبج"، و هي تجمُّع شبابي يقوم على إطلاق مبادرات تهدف لخدمة المجتمع، ومن هذه المبادرات على سبيل المثال تجميل شوارع المدينة، ومشروع الأضاحي، وتوزيع الألبسة الشتوية، إلا أن أبرز المبادرات التي قدمتها الحركة حتى اليوم هي تجربة الضمان الصحي التطوعي.

وحول هذه التجربة التي اختير لها اسم "صحتكم تهمنا"، يقول مشرف هذه المبادرة المهندس حسان السيد علي إن المبادرة تتألف في مرحلتها الأولى من ثلاث مجموعات، وكل مجموعة تضم سبعة أطباء من مختلف الاختصاصات، وخمسين عائلة، أي أن المرحلة الأولى تشتمل على 12 طبيباً متطوعاً ، و 150 عائلة مستفيدة.
ويتابع بأن القيّمين على هذه المبادرة خمسة أشخاص، تعاقدوا مع الأطباء من مختلف الاختصاصات، والخدمات المقدمة للعائلات مجانية بالكامل، ويعمل الفريق على تنظيم تقرير شهري، وبحسب التقرير يتم توزيع العائلات على الأطباء لضمان عدم الازدحام لدى الأطباء من جهة، وعدم تأخير تقديم الرعاية للعائلات التي تم اختيارها من جهة أخرى.

أهل منبج أدرى بفقرائها
ويضيف السيد علي" وكما قمنا بتزويد الأطباء بـوصفة طبية يتم صرفها من إحدى الصيدليات التي قدمت لنا حسماً بنحو 20 % ، وثمن الأدوية قدمه متبرع من المدينة، ولا نزال نعمل على توسيع إمكانياتنا".
وبيّن أن انتقاء العائلات تم من خلال استثمار الطبيعة الاجتماعية لمدينة منبج، وهي التي تمكننا من الوصول إلى العائلات المستحقة لهذه الرعاية، وحتى الأسر المتعففة منها، لأن أعضاء الحركة في الأساس هم من أبناء المجتمع في منبج، و"أهل منبج أدرى بـ فقرائها".

معدان.. حكاية بلدة تفوقت على نفسها
ومن الرقة شرقاً ياتي جواب على المشككين بقدرة السوريين على إدارة شؤونهم و المطبلين المنذرين بقدوم الفوضى.

ففي ناحية معدان الرقاوية يقول ممثل المجلس المحلي في محافظة الرقة في الائتلاف الوطني، مصطفى نواف العلي، فيصف البلدة التي تتوسط مدينتي الرقة ودير الزور (تبعد 70كم عن كلا المدينتين) على أنها "أنموذج يدعو للفخر بحسن الإدارة".

ويوضح أن المجلس المحلي يدير المنطقة رغم "الإمكانيات الضعيفة جداً"مشيراً إلى عدم تسجيل أي حادثة اختطاف أو عملية سرقه.

وأكد العلي مندوب المجالس المحلية في الرقة تأمين وحفظ صوامع الحبوب بالكامل، جيث"لم تُسحب ولا حبة قمح منها رغم الحاجة الهائلة للخبز هناك".

وأشار إلى حماية المجلس المحلي للدوائر الحكومية وحفظها كما هي وكذلك المدارس التي تجري فيها العملية التعليمية "رغم عدم وجود رواتب للموظفين والمعلمين" لافتاً إلى أن لجنة التربية في المجلس بدأت تعديل المناهج المعتمدة نفسها بعدحذف الفقرات التي تروج للنظام والبعث.

وكشف العلي أن البلدة تستعد الآن لاستضافة إحدى القنوات الفضائية لإبراز هذا الدور النموذجي في الإدارة للمناطق المحررة.

زمان الوصل - خاص
(109)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي