أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالحمصي الفظيع.. "العشرة المبشرون بحكومة الائتلاف"

"بلا وطنية وبلا زفت" قناعة يوصلك إليها أصحاب الوكالة الحصرية بتوزيع شهادات حسن السلوك الوطني، داخل وخارج الحدود، علماً بأنه معظم الأحيان تجد أن أكثرهم تكراراً لمفاهيم الوطنية ومشتقاتها هو أجدرهم بتفتيش القلوب والجيوب، ولنا في رموز نظامنا أسوة سيئة ممن كدّسوا باسم الوطن شحوماً ثلاثية ورباعية، وأرصدة مليونية ومليارية!

سلكوا طريق"كبر مقتا"، متكئين على معيار"لا تقربوا الصلاة"، وحادوا عن طريق"المال والبنون"فأخذ الحوَل بأيديهم وأرجلهم الآثمة إلى حفرة(المال والبنوك زينة الحياة الدنيا)،يحملون أسفارهم لكنهم يعلمون مضمونها، ويعملون بعكسها،يتخذون من اليسار منهجاً، والعلمانية منارة، ويتحالفون مع أقصى اليمين من غلاة المتطرفين في الدين، ويرمون بدائهم ثم ينسلّون.

أمام تلك الصورة المظلمة ارتأينا نحن المتّهمين بوطنيتنا والمهتمين بوطن أشمل وأجمل الانتقال من تحت سقف الوطن إلى تحت سقيفة بني ساعدة لنعود أكثر من أربع عشرة قرناً إلى الوراء ونؤلّف لكم في سائر البلاد السورية حكومة وحدة تاريخية مشرقة مشرفة لعلها ترضي بيادق النظام وبعض المعارضة في داخل ماتبقى من سوريا وخارجها، ومن ورائهم قياصرة روسيا وسائر المشرق، وأباطرة أمريكا وسائر المغرب وبينهما أكاسرة إيران وسائر بلاد نفطستان.

توليفة الحكومة التي قد يتوافق عليها الأفرقاء تمت بالتوافق بين بنات و أولاد أفكارنا المؤيدين والمعارضين الذين لن يعجبهم اختيارعلم الحكومة الحالية كرمز للحكومة الانتقالية، لكن "الضرورات تبيح المحظورات" فهذا العلم ليس حكراً على العائلة الحاكمة، ثم أنه يمكن اعتماده للتنوع التاريخي لجهة رمزية ألوانه التي لا تختلف عن علم الثورة الأحمر والأبيض و الأسود والأخضر، ولأن الخلافات أو الاختلافات لا تنقصنا والحمدلله، حاولنا اختيار ما يناسب من شخصيات مبرّزة في تاريخنا كأعضاء في الحكومة التاريخية المزمع تأليفها وتوليفها بما يرضي الأطراف المتصارعة بالأصالة والوكالة!

ولأن العصر الراشدي كان ولا يزال أساس تاريخنا فقد استأثربنصف الحكومة، لا سيما أن ذلك العصر ضم أسيادنا ورموز تاريخنا، فحقيبة وزارة الأوقاف لعبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أي أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، ووزارة العدل يجب أن نكون متفقين بمنحها للفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي، ولا اعتراض بكل تأكيد على تسليم وزارة المالية والخزانة لذي النورين عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي رضي الله عنه، لتبقى وزارة الثقافة والتعليم لعلي بن أبي طالب بن هاشم القرشي كرم الله وجهه، أما حقيبة الدفاع فذهبت للبطل خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي لخلوّ سجله العسكري من أي هزيمة.

ننتقل إلى العصر الأموي الذي شهد أساسيات تَشكُّل الدولة، وبناء عليه وعليه البناء فإن وزارة الخارجية يمكن إسنادها لمعاوية بن أبي سفيان، و الإدارة المحلية لعمر بن عبد العزيز، ومن العباسيين يتبوّأ عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم المكنى بأبي جعفر المنصور منصب وزارة الداخلية، فيما يستلم المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور وزارة الشرف الرفيع، وأخيراً وزارة الشهداء تمنح للمرحوم حمزة الخطيب.

ولمن سأل عن وزارة الإعلام فقد حدثت أثناء مشاورات تأليف الحكومة مشادات كلامية بين مؤيدين لإبقائها ومعارضين، فألغيت وكان من أسباب إلغائها تسنّم مسيلمة بن حبيب الحنفي "الكذاب" ظهر وزارة إعلام النظام لنصف قرن دون انقطاع!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (101)

2013-02-21

جميل جدا.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي