* مهداة الى رجالات حزب الله الأفذاذ، والى سماحة كبير المجاهدين السيد حسن نصر الله أعزه الله، والى سيد شهداء العصرالعماد عماد مغنية.
منذ فجر التاريخ لم ينقطع الصراع بين الخير والشر، وكان للخير مناصرية، وللشر أبواقه والتي لطالما إرتفعت أصواتها، حتى ليخال للبعض من المتشائمين، أن التاريخ سيسطر بأقلام هؤلاء.
لكن التاريخ نفسه أعطانا دروساً وعظات لا حصر لها أن للباطل صولة، وللحق جولات، أنا كمواطن عربي حر أراقب وأرى دماء الفلسطينيين تسيل من أكمام العباءات المزركشة والمطرزة، أراقب الخيول العربية الأصيلة جداً ترسل الى حلبات السباق في لندن وغيرها للرهان والمقامرة بعد أن كنا نتغنى بها في النصر على الأعداء، والسيوف العربية تهدى للطاووس الأحمق ليختال بها برقصاته اليعربية على دمائنا، والأعداء طبعاً هم كل من احتل أرضنا أو هتك عرضنا أو نهب ثرواتنا
وما أكثرهم هذه الأيام، ثمة مشكلة تؤرق مضاجع لبناننا الغالي، بالتأكيد ليس سببها الهلال الشيعي المزعوم، وإنما من بشَّرنا بهذا الهلال وحاول إقناعنا بخطورته، التي تفوق خطورة أبناء عمومتهم الصهاينة، وهذا بات واضح جلي بعد تصريح بوش الشهير منذ أيام أنه إستطاع إقناع دول المنطقة بالخطر الإيراني، وهو يقصد طبعاً "الخطر الشيعي وإمتداداته الأكثر خطورة حزب الله طبعاً".
ونسي هؤلاء انه حتى مع تهويلهم هذا لم يقنعونا بتجاوزهم للبيوت السنيِّة العريقة في لبنان التي قطعاً لايمر بها سعد الحريري أو السنيورة، لم يقنعونا بتجاوزهم لآل أرسلان وبيوت آل معروف اليعربية، والتي قطعاً لايمر بها المأفون جنبلاط، لم يقنعونا بتجاوزهم للعماد عون وآل فرنجية ومن معهم وثقلهم المسيحي، الذين لايمربهم قطعاً شيخ الإجرام جعجع، وبطل إذعان أيار المذل "الأمين" أمين الجميِّل.
ثم جاءت حرب تموز2006لتكشف مدى عري التضامن العربي المزعوم، وتبين لنا أن مايسمى بالأمن القومي العربي ليس سوى حكاية من حكايا ألف ليلة وليلة، تابعت تلك الحرب لحظة بلحظة حاولت فيها أن أصل الليل بالنهار، ولم أجد فيها مايؤرقني، بل على العكس رفعت هذه الحرب رأسي عالياً، وعلمت أن الأمة ولله الحمد لازالت بخير، لكن البؤس كامن في معظم من تربعوا على عروشها.. ما زاد إيماني بنفسى وأمتي إمرأةٌ يعربية في الضاحية الجنوبية كانت قنابل الغدر قد دمرت منزلها وسألتها الزميلة نانسي السبع ماشعورك، وكان القصف وأصوات الإنفجارات في محيطهم، أجابت وماذا سيكون شعوري من الصعب أن يخسر الإنسان منزله وأرزاقه ، لكن كل ذلك فداء للمقاومة، هذه المرأة لم تكن محجبة وكانت ترتدي الجينز أي أنها قد تكون مسيحية، أو من أي ديانة أخرى، لكن عشقها لوطنها وعروبتها جعلاها ترتقي في إنسانيتها الى المدى الأبعد، في صورة معكوسة رأينا من يجلس في المنتجعات وتحت المكيفات، ولا أعلم إن كانت من حوله الغانيات، يتهم حزب الله بالمغامرين، وراح يوعز لإصدار الفتاوى التي تقول بأن الشيعة هم أخطر علينا من اليهود.
وعادوا حالياً يسامون دمشق على حضور القمة، التي أسمح لنفسي كمواطن سوري أن أقول أن لافارق في حضورهم، من عدمه، إذا كان الهدف منه تنفيذ مخططات سادتهم في تل أبيب وواشنطن، أما دمشق فلها الله يرعاها وشعب مؤمن قوي، لايقبل الوقوف إلا مع الحق مهما بلغت الأثمان، لأنه يعلم أن من يفقد كرامته هو فاقدُ كلِّ شيء.
وفي حمأة ذلك كله تذكرت أنني ورفاقي كنا أيام الدراسة الثانوية نعلِّقُ صوراً لمناضلين أمميين، في غرفنا، مثل تشي غيفارا وفيدل كاسترو ولينين وماركس وأنجلز، وكل من كنا نعتقد أننا نتنشق عبق الحرية من خلاله، وكنا نلتهم بشغف أدب المقاومة في كل مكان ، كنا نعشقهم ونتغنى بهم، أوليس الأجدر بنا أن نعلِّقَ صور السيد حسن نصر الهز وشهداء المقاومات العربية في كل مكان، ونقرأ أدبهم ، ونبتعد عن كل مايسمم أفكارنا وبيوتاتنا من كابريهات الفضائيات، والصحافة الصفراء المسمومة، أم أنه لا بد من ذلك من باب قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إعرف عدوك؟!..
إطمئن ياعماد ولتهنأ ورفاقك في جنات الخلد..و إن إتهموك بالإرهاب فهذا وسام شرف وإني لأتمنى صادقاً أن أكون إرهابياً إن كان الإرهاب مافعلتَ، بحق الغزاة والطامعين.
أقبِّلُ الأرض تحت نعالِيكم ..وأقولُ أفديكم...أحمد المصطفى
* كاتب سوري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية