أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الموقف الدولي المفضوح من الثورة السورية... د. عوض السليمان

يلمس المتابع لتصريحات مسؤولي الغرب هذه الأيام، وضوحاً لافتاً في وقوف حكوماتهم مع بشار الأسد في محاولته تدمير سورية والقضاء على شعبها. لكنني أريد أن أؤكد أن موقف الغرب هذا، لم يتغير منذ بداية الثورة، إلا أنه أصبح أكثر وضوحاً فقط. وقد أشرت منذ بداية تشكيل ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية إلى الخطر الداهم الذي قد يحيق بهذه الثورة بسبب تلك المجموعة التي تهدف بشتى الوسائل إلى إلحاق الأذى بالثورة من خلال محاصرتها عسكرياً وسياسياً، ومن خلال مد الأسد بما يمكنه من الصمود إلى أطول فترة ممكنة.


لعب الغرب على وتر توحيد المعارضة السورية، لدرجة أن بعض مسؤوليه يعيد هذه الجملة دون أن يعرف أقطاب المعارضة وأطيافها، وإنما هي جملة أريدَ لها أن تصبح شعاراً يهدف إلى التخلي عن ثورة الشعب السوري والتهرب من مساعدته.


بذل الغرب أكبر الجهد في تشتيت عمل المعارضة السورية، فما إن استطاعت هذه المعارضة تشكيل المجلس الوطني، حتى بدأ الحديث مباشرة عن توحيد جديد لأطيافها، ودقت الأسافين في المجلس حتى سقط، وإن كنت لا أعفي المجلس من المشاركة في تدمير نفسه بسبب ضيق أفقه السياسي والتنظيمي خاصة. وعلى أية حال ما كان المجلس لينجح أبداً في عمله، إذ قصد الغرب منه إضاعة الوقت فحسب.


انتهى المجلس فعلياً وتم استبداله بالائتلاف، والحقيقة أنه لا فرق بين الاثنين، وأعضاء المجلس قفزوا على الفور من السفينة الغارقة إلى سفينة الائتلاف، وكما وعد الغرب المجلس الوطني بالمساعدة والاعتراف والدعم، ثم تخلى عن وعوده، فعل بالائتلاف فوعده ثم نكث. فالمسألة ليست مجلساً ولا ائتلافاً بل أساليب خبيثة في تضييع الوقت وتشتيت الجهد، إذ يطالب الغرب اليوم بتشكيل حكومة وطنية، بل وبتوحيد أطياف المعارضة السورية من جديد. وللأسف يستمر أعضاء المعارضة بالركض وراء السراب الأمريكي- الغربي وذلك بسبب ضعفهم الإعلامي وجهلهم السياسي. فبدل أن يسترشد هؤلاء المعارضون ببوصلة الثورة وأبطالها، يركضون مرة إلى أمريكا وأخرى إلى روسيا. ولذلك ترى عياناً تناقض تصريحاتهم وأفعالهم.


في الوقت الذي تدعي فيه أمريكا وأوروبا مساندتها للثورة السورية، تقوم البحرية الأمريكية بمراقبة المياه الدولية وسواحل اللاذقية وطرطوس لتمنع وصول السلاح إلى أيدي الثوار، كما يرفض الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن السلاح الذي قد يصل إلى الجيش الحر. وعندما استطاعت جبهة النصرة إلحاق الهزيمة تلو الأخرى بقوات الأسد وشبيحته، أسرعت أمريكا في إدراجها كمنظمة إرهابية حتى تقول للعالم أنها لا تستطيع أن تدعم الإرهابيين في سورية. وهكذا فعلت الدول الغربية قاطبة، إذ أشار وزير الخارجية البريطانية هيغ إلى خطر الجهاديين السوريين على أوروبا كلها، وإنها لتصريحات معيبة، يعرف العالم كله أن مقصودها منع تقدم الثوار. أما فرنسا فقد أثار إعلاميوها قصداً، قضية "خطر الفرنسيين الذين يقاتلون الأسد على المجتمع الفرنسي والأوروبي.


الغرب وأمريكا تفرجوا على الشعب السوري وهو يذبح على مدار ثمانية أشهر عندما كان شعار الثورة سلمية سلمية، وكان بمقدور الغرب الضغط على بشار الأسد لينصرف عن الحكم.  لكنهم أرادوا لهذه الثورة أن تصبح مسلحة فيتهمونها بالأسلمة ثم يحاربونها. ويستغرب المرء أن يطلب الأوروبيون من الشعب السوري المسلم، أن تكون ثورته بوذية مثلاً أو علمانية. إنما هي حجة واهية للحفاظ على الأسد.


المسألة لا تحتاج إلى كثير من التفكير، إذ يكفي أن نعلم أن ثوار الداخل يؤكدون اليوم أن مسؤولين غربيين طلبوا منهم أن يضرب بعضهم بعضاً للحصول على السلاح، وخاصة ضرب الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة. إنها أمريكا وحلفاؤها الذين احتلوا أفغانستان والعراق، وصمتوا عن مذابح الروهينغا، ولن يختلف الأمر في سورية. الشعب السوري لا يحارب اليوم مغتصب الحكم في دمشق بل يحارب مغتصبي الحكم في مجلس الأمن والأمم المتحدة، أولئك الذين اغتصبوا حياة الناس بجبروتهم وفجورهم أيضاً.

زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (102)

أبوشاكر الديمقراطي

2013-02-20

وأنا أقرأ المقالة تذكرت خطب عبد الله الأحمر وزهير مشارقة والرفاق البعثيين القدامي وكذلك تذكرت كلام قناة الدنيا عن المؤامرة الكونية ضد النظام السوري ، إنها عقلية المؤامرة المعششة في عقول معارضينا قبل الموالين للنظام ، يتخيل الكاتب أن الغرب معادي للثورة بينما الحقيقة أنه يقدم دعما لها لا تستحقه ، فتركيا حليفة الغرب هي القاعدة التي تنطلق منها عمليات المعارضة المسلحة إلى داخل سوريا ، وكذلك تهريب الأسلحة إليهم ينطلق منها وكذلك يتم نهب كل مكونات البنية التحتية للإقتصاد السوري من قبل المعارضين المسلحين وبيعها بأزهد الأثمان في تركيا وسط صمت وتغاضي السلطات التركية وحلفائها الغربيين ، كل ما تغير هو أن حماس الغرب للثورة خف قليلا حين بدأوا يكتشفون الحقائق المؤلمة وهي أن من يقود هؤلاء الثوار هم أسوأ من مسؤولي السلطة أنفسهم ، فجبهة النصرة التي يمتدحها كاتبنا تقوم بأبشع الأعمال الإرهابية مثل تفجير القزاز وتفجير سعد الله الجابري وغيرها الكثير والتي قتلت المئات من المدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال وتبنته جبهة النصرة رسميا على موقعها المسمى المنارة البيضاء والكثير الكثير من التفجيرات الإرهابية اتي لا تقل بشاعة عن إرهاب النظام السوري ، لكن معارضينا الذين يدعون حرصهم على دماء الشعب السوري ويذرفون الدموع الكاذبة على ضحايا النظام يتغاضون ويبررون الأعمال الإرهابية للمعارضين المسلحين.


أبوشاكر الديمقراطي

2013-02-20

يستغرب الكاتب إعتبار فرنسا وبريطانيا لجبهة النصرة خطرا على أوروبا ولو أن لديه أدنى المعايير الفكرية والأخلاقية لإكتشف أن جبهة النصرة هي خطر على سوريا قبل أي دولة أخرى ، وأعتقد أنه سيكتشف ذلك لاحقا بعد زوال النظام وبعد فوات الأوان.


ثائر الدمشقي

2013-02-21

الشبيح أبو شاكر الديمقراطي: لديكم صفحات بالآلاف للتشبيح ولتمجيد ربكم الأعلى بشار ، فيا أخي اتركنا هنا ننظر ونحلل لوحدنا واذهب واسجد سجدتين لربك بشار لعله يدخلك بهما الجنة..


المهندس سعد الله جبري

2013-02-26

من هو الغرب المُعادي لثورة الشعب السوري؟ إنه في المعادلة التالية ‏1.‏ بشار الأسد ومن قبله الخائن أبيه ونظامهم هم عملاء لإسرائيل منذ عام 1967 وحتى اليوم، بما لا ‏يقبل أي درجة من الشك إطلاقا... إطلاقا، وإن أي مراجعة لمواقف الأب والإبن تجاه إسرائيل من ‏جهة، وتجاه الشعب السوري في انعدام تنمية وتطويره.. بل وخلق الأزمات في وجهة .. وأخطرها ‏أزمة البطالة التي تُرغم الأجيال على مغادرة البلاد والهجرة، من جهة أُخرى تُثبت عمالتهما الكاملة ‏لإسرائيل.‏ ‏2.‏ الغرب هو الذي خلق إسرائيل وواصل دعمها.. ويُواصل حتى هذه الدقيقة نصرها، وهو حليفها!‏ ‏3.‏ إذن النظام السوري هو حليف لإسرائيل الإبنة الحرام المدللة للغرب الأمريكي ومُعظم الأوربي.‏ ‏4.‏ وبالتالي فإن الغرب الأمريكي خاصة هو داعم – من تحت الطاولة- لنظام الأسد كونه حليف إسرائيل ‏في ذات الوقت!‏ وبالتالي كيف يُمكن أن نتصور دعما غربيا أمريكيا لثورة الشعب السوري ضد العميل الإسرائيلي ‏التاريخي بشار الأسد، ومن قبله اللعين أبه حافظ؟ فلنعرف أعداءنا... ولندعم ثورتنا المُباركة حتى تمام النصر، وإسقاط النظام الإسرائلي الأسدي الفاسد ‏اللص والمخرب: نظام الأسد!.. وبعدها ليختار الشعب السوري نظامه بالأسلوب الديموقراطي ‏‏"الشورى" ‏.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي