الأسد سيتزوج عرفياً بمهر إيراني
تساءل الرئيس بشار الأسد في خطابه الأوبرالي عن الشريك في الحوار للحل السياسي، أيشارك إرهابيين وتكفيريين وقتلة؟ مأجورين لجهات إقليمية ودولية؟! .
ليفنّد سيادته الأزمة السورية، ولكن على نحو مُبسّط وعائلي،"إذا كان الشخص يريد الزواج وبحث عن شريك ولم يجد من يرغب ويقبل به، فهذا لا يعني أنه غير راغب في الزواج" .
ليأتي الرد على طلبات العريس، متأخراً وخجلاً ويغلب عليه طابع "يتمنعن وهن راغبات"، أن ثمة شركاء ولكن لا يقبلون الزواج إلا بشروطهم، وعلى طريقتهم وبالمهر الذي يختارون.
جواب الشريك الذي من المفترض أن يلي طلب العريس- بدل الالتهاء بأنه كان مضطرباً وعطشاً ومفصولاً عن الواقع-رغم تأخره، لم يحمل من عادات الخطوبة شيئاً لطالما الاتفاق أولاً و الإشهار ثانياً، هما سنّة الزواج، ما دفع العريس للمراهقة، والشذوذ ربما، كي يكسب تأييد من يبرر الزنا، ويجيز–لطالب قرب لم يعجب الآخرين خلقه وتعاطيه- حتى سِفاح القربى.
في الأزمة السورية التي تأخذ حالات متباينة، إن لجهة الداعمين والرعاة، أم حتى لجهة الأطراف المتنازعة، أو حتى للخلاف ضمن الطرف الواحد، بدأت صفات"زواج المتعة" تغلب على أداء "الشريكين"فما قاله رئيس الإئتلاف الوطني معاذ الخطيب، في شروطه للمبادرة الشخصية التي تنكّر لها أهل العروس"الحوار على رحيل النظام"، وصولاً لما رد عليه وزير شؤون المصالحة علي حيدر "سمعنا عن مجموعة أفكار عبر وسائل الإعلام بالتواتر. و لذلك فالحكومة ليست فقط مكتباً صحافياً يجيب على تساؤلات الآخرين عبر الإعلام "، يمكن الاستنتاج أن شراء الزمن واللعب على الألفاظ، هو القاسم المشترك والوحيد، بين طرفين لم يفرقا-عمداً - بين مفهومي التفاوض والحوار، لأن الأول ينطلق من معرفة مسّبقة بما يريده الآخر، لكن في إطار المحادثات التي تستهدف لاحقاً الحصول على مكاسب في جانب مقابل تنازلات في جانب آخر، أي أن كل طرف مفاوض يكسب ويتنازل في الوقت نفسه، ثم يكون الفارق في مدى الربح والخسارة، أما بالنسبة للحوار، فالأمر مختلف كثيراً، لأنه باختصار أسلوب مكاشفة ومصارحة وتعريف بما لدى المتحاورين، دون شرط التوصل إلى اتفاق، ولا أعلم إن كان بعد نحو عامين من الخراب ناف خلالهما عدد القتلى مئة ألف، مازال في الوقت بقية، لمندوبي العرسان، ليمارسا هذا التفاعل المعرفي، ليتبادلا الأثر والتأثير.
باختصار، يبدو أن العريس الذي استمرأ الحرام والتعاطي غير الشرعي، مدعوماً بأطراف أباحت له الزنا، لن يقبل بشروط الشريك الذي أعاد هيكلة شروطه للتفاوض وليس للحوار، من خلال مناقشة ورقتي عمل، تتعلق الأولى بالرؤية السياسية للمرحلة الإنتقالية، والثانية حول مبادرة متكاملة من أجل حل سياسي، إلا إن شعر العريس أنه سيخسر ما يجعل الحلم بالعرس أمراً مستحيلاً، أي عبر تقدم الجيش الحر إلى داخل دمشق، بعد سيطرته المطلقة على شمال سوريا، المنطقة التي طلبها أهل العروس مكاناً للزفاف، وقتها فقط، قد يرضخ العريس للتفاوض، وعدا ذلك ملهاة وإضاعة للزمن وللدم، فليس في أي منطق تفاوضي، قبول العريس ببتر فحولته، إلا إن خيّر بينها وبين حياته.
هذا إن سلمنا جدلاً أن العريس هو صاحب القرار الوحيد في شروط وزمان الزفاف، فإن استثنينا آله وصحبه أجمعين، لا يمكن إغفال المموّل الذي تكفل للعريس دفع حتى دية القتل، واعتبر أن سوريا ما هي إلا المحافظة الخامسة والثلاثين في الإمبراطورية الفارسية، والدفاع عنها أولوية تفوق الدفاع عن الأهواز، مكمن النفط والمهر الذي تناسته المحاكم منذ الطلاق الأول.
خلاصة القول: ليس من توافق بين الشركاء، ما يجعل"أبغض الحلال"حلاً يعوّض عن زواج لا يمكن أن يجبَّ ما قبله، هذا إن لم يتم غصباً لإخفاء حمل ربما، أو لمتعة الراقصين المنتظرين الذين أنهكا العريسين وباتت العنوسة أمراً حتمياً، ما يعني ترجيح أن يتم ولو سراً، كما بدأ يروّج دولياً الآن، ويعقد قران نصراني كما أتحفنا وئام وهاب، بين بعض أطراف المعارضة والعريس بعقد عرفي وبنسختين اثنتين، واحدة مع واشنطن والثانية مع موسكو، اللتين اتفقتا على تدمير سوريتنا، ليدفع السوريون أثماناً إضافية في تبنيهم لأولاد الحرام !
مقال ينشر كل أحد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية