تُستباح أملاك المواطن السوري يومياً كما كرامته من قبل عصابات تنتشر بكثرة في قلب العاصمة في وقت لاتحرّك فيه أجهزة الشرطة والأمن ساكناً لردعها وكأنها تحمي أو ترعى أولئك السارقين، فأم رؤوف واحدة من آلاف السوريين الذين تعرضت منازلهم للسرقة من قبل إحدى عصابات النهب، حيث وجدت نفسها مرمية على الأرض بعد أن دخل عليها مجموعة من الشبان المدججين بالأسلحة في وضح النهار وبدؤوا يسرقون منزلها،وما تملك من نقود.
*الشرطة في خدمة النهب
أم رؤوف التي يتجاوز عمرها السبعين عاماً تقطن وحيدة في بيتها بعد أن توفي زوجها وسافر ابنها، الأمر الذي حولها كما تقول إلى لقمة سائغة للسرقة، مشيرة إلى أن منزلها بات اليوم فارغاً من كل محتوياته حيث سرقوا الأثاث والأدوات الكهربائية، وما تملك من ذهب يعود إلى أيام زفافها، وحتى ما يرسل لها ابنها من نقود سرقوه أيضاً، وتابعت أم رؤوف والغصة تملؤها بأن السارقين لم يسرقوا أدواتٍ ونقوداً إنما سرقوا ذكرياتها و(تحويشة) العمر.
وعندما ذهبت إلى مخفر الشرطة لتشتكي إليهم ما حدث معها تحولت شكواها إلى سبب للتندر والسخرية من قبل العناصر في المخفر، حتى قال لها أحدهم: ياخالة ألا ترين أوضاع البلد كيف سنقبض على السارقين؟!! عودي إلى منزلك، وعوضك على الله"،واليوم فإن أم رؤوف وهي التي كانت ترفض فكرة السفر تعد أمتعتها للتوجه إلى ابنها فما جرى معها جعلها تشعر بالإهانة فالغربة باتت بالنسبة لها في الوطن.
*نجوم الظهر
أما رولا فسُرقت هي أيضاً في وضح النهار ولكن هذه المرة من سيارتها، وأشارت إلى أنها كانت في شارع الثورة، وهي من أكثر المناطق ازدحاماً في دمشق حيث ركنت سيارتها وتوجهت إلى إحدى المحال فعادت لتجد أن سيارتها قد كسر زجاجها، وسرقت محفظتها وماتحتوي من نقود وبطاقة شخصية وغيرها من الأوراق الثبوتية، ومما أثار استغراب رولا أن السرقة تمت على مرأى من المارّة، وحيث ركنت السيارة كانت هناك مجموعة من البسطات يصل عددها إلى 10 إلا أنها وبعد عودتها لم تجد أية واحدة منها كأن أصحابها هم منفذو العملية فهربوا حتى لايُكتشف أمرهم.
إلا أن رولا لم تتوجه إلى الشرطة كما فعلت أم رؤوف فهي حسب تعبيرها تعلم بأن حقها قد ضاع ولن يعود، بل إنها توجه أصابع الاتهام في حوداث السرقة التي تحدث في العاصمة إلى أجهزة الأمن والشرطة فهم برأيها يتقاسمون المسروقات مع العصابات.
وهو أيضاً ما يظنه أبو عماد وهو صاحب ورشة في المنطقة الصناعية بدمشق، حيث يوافق رولا بأن الأجهزة الأمنية هم من يوجهون تلك العصابات لسرقة الناس وكأنهم ينتقمون من الشعب السوري الذي ثار على ظلمهم، مبيناً أن المنطقة الصناعية في وسط العاصمة تتعرض يومياً للنهب والسرقة كما يُخطف الناس منها،على الرغم من أن الحواجز الأمنية تملؤها، وذلك -حسب أبي عماد- إنما يدل وبالدليل القاطع بأن عناصر الأمن ومفرزاتهم من الشبيحة واللجان الشعبية هم من يقومون بالسرقة ليتقاسموا الغنائم بعد ذلك.
*مراسيم للمجرمين والسارقين
وأشار ناشط حقوقي معارض تعليقاً على الموضوع إلى أنه من الطبيعي انتشار عصابات السرقة والجريمة في العاصمة دمشق وهو ما كان متوقعاً منذ بداية الثورة السورية، على اعتبار أن كل مراسيم العفو التي يصدرها بشار الأسد كانت دائما تشمل المجرمين والسارقين وتجار المخدرات والأسلحة وتستثني السياسيين، وبالتالي هو من استهدف البلد بالفوضى وكان له ذلك، ويتابع الناشط بأن أولئك خرجوا من السجون لتوظفهم الأجهزة الأمنية كشبيحة للاعتداء على الناس تحت مسمى القضاء على المندسين والإرهابيين في وقت هم وحدهم الذين ينشرون الإرهاب والفوضى بين الناس.
نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية