صحفيو اللجوء بين المهنية وغياب المظلة الراعية...

يجتمع صحفيو اللجوء في أحد مقاهي عمان المنتشرة بكثرة، يتبادلون هموم المهنة حيث تغيب عنهم مظلة الرعاية أو الحماية كما يصفون واقعهم فيما تصمت منظمات حقوقية وإعلامية كبيرة أمام مستوى تردي اوضاعهم سواء المعيشية منها أو ما يتعرضون له من مضايقات في هذه العاصمة أو تلك فيما سارع البعض لحزم خياراته بطلب اللجوء إلى"ديمقراطيات الغرب" بطريقة أم بأخرى.
*دكاكين صاحبة الجلالة
يتجادل بعضهم على صفحات التواصل الاجتماعي بواقع الثورة وهوية إعلامها وإن ذهب حسين لوصف الإعلام الناشئ بمؤسساته "هذه دكاكين" لأنها ببساطة لم تستطع بعد أن تستقطب أبناء المهنة وتظلهم وتعطيهم بعضاً مما فقدوه فيما تبرز هوية اللجوء كأولوية بينهم قبل الصفات التي حملوها طيلة عملهم الوظيفي سابقاً في سورية.
*صحفي ولاجئ خطان متوازيان
في أطراف الحديث بين الثنائي علي وسالم الأول في القاهرة والثاني بعمان ثمة قواسم المهنة وتفاصيلها وما يمكن عمله لخدمة تحقيقها لكن صفة اللجوء لدى الثاني أكبر من هموم المهنة يقول سالم"هنا ممنوعون من العمل هويتنا لاجئ بورقة من منظمات الأمم المتحدة لا نستطيع الفكاك منها ماذا تعمل"ماذا تقول؟ البوليس الأردني قال لي أنت هنا لاجئ عندما تعود لسوريا كن ما تشاء صحفياً أو فناناً أو وزيراً وصلت الرسالة.
"ولكن هموم المهنة تعشش في ثنايا روحي" يضيف متألماً اليوم أكتب باسم مستعار كما كنت ببداية الثورة بينما يشير زميله علي إلى أن الأمور في القاهرة أخف من هذه الحدة التي وصفها سابقه لكن همومه بواقع الإعلام الناشئ المنتمي لهذا الطرف أو ذاك عبر رسائله السياسية وتغيبه للمهنية والثورة من أجندته اليومية، وإن بدا عكس ذلك للجمهور البسيط حيث موجات من الأغاني الثورية والشعارات التي تزين صدر الشاشات الناشئة.
*كبر مقتاً
وتبدو قضية الإعلاميين بتطوراتها اليومية وتفاعلاتها واحدة من قضايا الثورة المغيبة كبقية القضايا سواء الجرحى وهمومهم واللاجئين وغرق خيمهم والداخل والموت المحيط بكل زواياه.
لكن مطالب الإعلاميين تبدو أخف القضايا في تعقيداتها ومطالبها، فهم في غالبية جلساتهم يطالبون بالاعتراف بخصوصيتهم أنهم لجؤوا لهذه العاصمة أو تلك خدمة لقضية وطنهم وهم أحوج إلى مساحات الحرية التي افتقدوها في مؤسساتهم الرسمية في سورية فهل تؤثر الكلمات والسطور في أمن هذه العواصم حتى يضيّقوا على صحفي خرج بأهله باحثاً عن حرية منشوده له ولوطنه؟ ويتساءل أبناء المهنة عن منظمات دولية وعربية رفعت شعاراً لها حرية الصحفي والدفاع عنه وإذ بها تستقبل "كتبجية "النظام السوري وأركان مؤسساته كما يروي الصحفي محمد الحمادي عن لقاءات بين اتحاد الصحفيين السوريين التابع للنظام السوري مع قرينه ابن مصر المحررة خلال الفترة الأخيرة متسائلاً عن "عمق المأساة السورية وخذلان الجميع لها"خاتماً ملاحظاته.
*لجوء الفساد والمحسوبية
وفي المنظمات السياسية الناشئة حديثاً عقب الثورة السورية يبحث معها عن الصحفي السوري بما يتناسب وشروطها بالعمل مكاتب إعلامية صفحات على الفيس بوك تلفزات وحتى إعداد خطابات وبيانات تشجب هنا أو هناك وهو ما فرض تشتتاً ملحوظاً بين أبناء المهنة الواحدة بحسب الولاءات التي تطعم الأفواه وتسيّسها بحسب الهوى وأحياناً النية.
يقول سامر المقداد:"أعمل في مكتب لإحدى الروابط الناشئة والتي تسمي نفسها ثورية لديها ازدواجية في المعايير والانتماء نكتب شجباً وتوعداً لقوات النظام وأركانه ونصمت عن أخطاء فادحة لبعض قادة الثورة في القرى النائية بسوريا والمشكلة الأبرز أن من يترأس اعمال المكتب الإعلامي لا علاقة له بالمهنة سوى قرابته من أمين الرابطة خاتماً " المهنة في مفترق طرق لها الله كما سوريا
محمد المقداد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية