أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كل أربعاء: الغابة الشامية الحمراء

لم تكن ضباع الغابة الشامية تنتظر صراع الفيل والحمار في امبراطورية حقوق الحيوان، فلديها الدب السلافي الداعم بالسلاح والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتدخل في الصراع بين الضباع وما تبقى من كائنات الغابة.

الدب الروسي لا يتدخل أبداً فهو يقف على الحياد خاصة عندما يُسرج (سيرجي) الأسد خيال تصريحاته مطلقاً العنان لسنابك خيل ولغت-بل-أوغلت بالدماء، فيثبت لافروف أنه فارس لا يشق له غبار في الدفاع عن بشاروف.

يفوزالحمار ويمضى في تنفيذ برنامجه، مسلماً قياد رسنه إلى لوبي جيران الغابة، فيقفون متفرجين يراقبون معركة تطحن رحاها ما تبقى من شجر وبشر وحجر، لعل التعب ينال فكي ضبع الغابة أو قد تنخر أنيابه غزارة دماء الضأن.

ولكن الحيرة تستبد بمجلس حقوق الحيوان، فأي الحيوانات أحق بالحماية من الانقراض؟ فالضبع مطلوب كحارس أمين لجيران الغابة، والضأن مرغوب أيضاً على أن تكون أقصى أمنياته مرعى ورعاية في الغابة!

دون كلل أو ملل يشحذ حلفاء الضبع أنيابه خشية أن ينالها إرهاق لفرط الافتراس، بينما لا يكف أصدقاء الضأن الفريسة عن نظم قصائد المدح لبطولات الصامدين، حتى إذا انقرضوا، أهال وانهال عليهم الأصدقاء بقصائد الرثاء! 

وهكذا يُعلن اللون الأخضر هزيمته أمام الأحمر، بعد تغلب العين الحمراء لحلفاء الضبع على أماني ونوايا بلا لون ولا طعم لأصدقاء الضأن، لتصبغ الغابة الشامية بأحمر الدماء، ولعلها تكون هدية مناسِبة من وحي المناسَبة -عيد الحب غداً- لعالم يرى، ويسمع، ويتكلم لكنه لا يفعل شيئاً!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(132)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي