أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عناوين ساخنة من داخل حلب...صحفيون أجانب يضخمون دور"البعبع"الإسلامي

على مدى ساعتين كان يتكلم بتدفق وحرارة وكنت استمع إليه بانتباه وتدقيق ورغبة في سماع المزيد. كان شاباً وكنت عجوزاً، وكل منا يلعب دوره كما يجب، ما ألغى فارق العمر بيننا هو عشقنا لسوريا ورغبتنا في انتصار الثورة. قال الكثير، سأكتفي بنقل العناوين، وأعرض في النهاية لواقعتين أوثلاث بالتوسع، قال:

منذ سنتين وسوريا تعيش زمناً استثنائياً بكل المعايير. لن أتكلم عن حصار الثورة فأنت تعرفه، كما الآخرين. حلب مقسومة إلى منطقتين: المنطقة المحررة والمنطقة المحتلة. في المنطقة المحررة يعيش بحدود مليوني سوري، الخدمات سيئة جداً أو معدومة. يوجد في المنطقة أربعة ألوية عسكرية، أحيانا تتنافس ويصل الأمر إلى حد الاشتباكات. حضور الإسلام السياسي مضخم إعلاميا لهدف معروف للجميع، تضخيم حضور وفاعلية جبهة النصرة بهدف إخافة الآخرين. المثقفون تركوا المنطقة، الشباب هم من يقود المعركة وفي غالبيتهم يريدون دولة مدنية ديمقراطية. هناك عدد لا يستهان به من الجنود المسيحيين المنشقين في الجيش الحر، كل أسبوع يأتي من المنطقة المحتلة شباب وصبايا مسيحيون للمشاركة في المظاهرات. من يقوم بالثورة ووقودها وأبطالها الحقيقيون هم من فقراء الأحياء.

لن أستمر في سرد العناوين، قال صديقي الحلبي: سأروي لك قصص بعض الصحفيين الأجانب الذين رافقت بعضهم. إنهم يعرفون أن الثورة شعبية وديمقراطية، وعندهم كل التسجيلات التي تثبت ذلك، ولكن عندما يعودون إلى وسائل إعلامهم يشيرون أكثر ما يشيرون إلى البعبع الإسلامي، وهم يتقاطعون في ذلك مع الإعلام العربي.

قال:سألت أحد الشباب الملتحين إذا كان عنده مشلكة مع المسيحيين، فكان رده واضحاً عندما قال: هناك سبب واحد أو اثنان يجمعني مع المجاهد الليبي، ولكن هناك خمسة آلاف سبب يجعل المسيحي الحلبي أقرب لي من المسلم الليبي. هذا الشاب هو قائد لكتيبة تضم ١٢٠ مقاتلاً.

ختم صديقي: هذه ثورة شعبية حقيقية يا ميخائيل ولم أعرف أعظم منها حتى الآن، لذلك يجتمع العالم على تشويهها، ومع ذلك فهي منتصرة.

(103)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي