أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محاولة استهداف هنية تفرض تحديات خطيرة ... أ.د. محمد اسحق الريفي

لم تكن محاولة استهداف فريق أوسلو الأخيرة لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الأولى من نوعها، ولكنها كانت الأشد خطراً، فقد فرضت تلك المحاولة الفاشلة تحديات خطيرة على الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل مباركة واشنطن التهديد الصهيوني بتصفية هنية وغيره من قادة المقاومة.

فلا شك أن فريق أوسلو، الذي يهيمن على حركة فتح ويقودها، سيستمر في محاولة استهداف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لتحقيق أهداف سياسية فئوية في سياق المخطط الصهيوأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية، وهو في الحقيقة استهداف للمقاومة ووسيلة للنيل من صمود الشعب الفلسطيني وكسر إرادته وإجباره على الخضوع للإملاءات الصهيوأمريكية.

ومن الصعب جداً تصور هول الكارثة وحجم الجريمة التي خطط لها كهنة المقاطعة في رام الله، والتي كشفت وزارة الداخلية الفلسطينية عن جزء من تفاصيلها في مؤتمر صحفي قبل يومين. فقد كادت تلك الجريمة البشعة تزج بالشعب الفلسطيني في أتون حرب أهلية، تمزقه وتقضي على طموحاته، تحقيقاً لما يطمع فيه العدو الصهيوني والأمريكي منذ زمن بعيد.

وعلاوة على ما تشير إليه هذه الجرائم الدموية المتكررة من إصرار فريق أوسلو على تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني واستنزافه وتعميق انقسامه ووأد محاولات لم شمله، فإنها تؤذن بمرحلة جديدة مليئة بالتحديات الخطيرة التي تفرضها على الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة، التي يجب أن تتحرك سريعاً لعزل تلك الفئة الباغية ووضع حد لعبثها بمصير الشعب الفلسطيني.

فهذه الفئة الباغية، التي تتلقى دعم الصهاينة والأمريكان وتشاركهم في مخططات القضاء على المقاومة الفلسطينية وتقويض حركة حماس وتضطلع بتنفيذ تلك المخططات القذرة، لم يعد خطرها يقتصر على تبني برنامج سياسي استسلامي وانهزامي، بل تجاوز خطرها ذلك كثيراً إلى حد يهدد مصير الشعب الفلسطيني ووجوده، الأمر الذي لا يجوز للقوى السياسية الفلسطينية أن تغض الطرف عنه بعد اليوم أو أن تسيء تفسيره وتختزله في منافسة حزبية.

فذلك التيار المتصهين الذي يتخذ مما يسمى "مؤسسة الرئاسة الفلسطينية" مظلة له وغطاء لتآمره على القضية الفلسطينية، والذي يغرر ببعض الشباب ويخدعهم ويضللهم ويستغل حاجتهم إلى المال، كان يخطط لقتل أكبر عدد من قادة حركة حماس والحجاج العائدين من الديار المقدسة بعد رحلة مليئة بالعناء والمشقة.

كما كان يخطط ذلك التيار لتفجير العديد من المساجد التي تزدحم بالمصلين، في سابقة غير معهودة في المجتمع الفلسطيني وغريبة على أخلاق شعبنا وثقافته الإسلامية، إضافة إلى أنها كانت تنوي إحداث دمار هائل في الطرقات لقتل أعداد كبيرة من المارة ولتعم الفوضى والفلتان والاقتتال.

ولا شك أن المعلومات الخطيرة التي تحفظت الحكومة الشرعية على نشرها، لدواع أمنية وسياسية كما جاء في المؤتمر الصحفي المذكور، من شأنها أن تزيد هول الجريمة التي خططت لها تلك الفئة وأرادت أن تفجع بها شعبنا وأمتنا.

وكل ذلك يأتي في المحاولات المحمومة التي يبذلها فريق أوسلو من أجل إرضاء أسيادهم الصهاينة والأمريكيين وإنجاز ما أنيط بهم من مهام أمنية في إطار خريطة الطريق الأمريكية وعملية أنابوليس، فضلاً عن العداء الذي تملك عقول هؤلاء السماسرة واستحوذ على قلوبهم، وهو عداء مدفوع بتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.

وهنا يحق لنا أن نسأل: ما الذي يتوقعه الشعب الفلسطيني من تلك الفئة الباغية غير مزيد من المؤامرات واستهداف المقاومة وتمزيق نسيج المجتمع الفلسطيني والحؤول دون رأب صدع الانقسام الفلسطيني؟! وما الذي تنتظره الفصائل الفلسطينية "الخجولة" حتى تتعاطى بجدية وفاعلية مع خطر تلك الفئة الباغية؟! وإلى متى تبقى هذه الفئة تتسلط على رقاب شعبنا وتستولي على مؤسساته الوطنية ومراكز صنع القرار ومواقع قيادته؟!

إن هذا الاستهداف الخطير للسيد هنية، الذي يتمتع بشخصية اعتبارية على مستوى الأمة جمعاء، يمثل بداية لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات الخطيرة التي يجب على شعبنا الفلسطيني، وفصائله المقاومة، أن يواجهها بحكمة وجدية وإيجابية، ففي ظل المعاناة القاسية التي يعاني منها شعبنا والجرائم الصهيونية البشعة المتواصلة ضده، وفي ظل استمرار قمع فريق أوسلو للضفة المحتلة وما يحيكه من مؤامرات ضد شعبنا، لا بد من وقفة جادة لوضع خطة شاملة لعزل تلك الفئة والتعامل معها بما هي أهل له، وكفانا تذرعاً بالانقسام وإساءة تفسيره!!

18/02/2008م

(112)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي