أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من القائد الخالد إلى المفدى ميليشيا طلابية لمراقبة الزملاء

المنظمات التشبيحية الرديفة للبعث....

كما هي عادته في السيطرة على كافة القطاعات الحيوية في الدولة دأب حزب البعث وخلال فترة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد على تشكيل منظمات ألحق بها صفة منظمات شعبية جماهيرية رديفة للحزب وتحت مسميات مختلفة، حيث يبدأ الطفل السوري رحلته مع المنظمات البعثية منذ المرحلة الإبتدائية لينتقل إلى صفوف منظمة اتحاد شبيبة الثورة في المرحلة الإعدادية والثانوية وليتم تنسيبه قسرياً إلى حزب البعث في الصف العاشرة ومن ثم لينتهي به المطاف في صفوف منظمة الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عند دخوله الجامعة.

الأفكار المعلبة 
قبل اندلاع الثورة في البلاد ضد حكم الأسد كان عمل هذه المنظمات يقتصر على اجتماعات دورية للطلاب في المدارس والجامعات يكون المغزى منها تذكير الطالب بمآثر" القائد الخالد" وميزات" القائد المفدى"وزرع أفكار الحزب في عقول الطلاب والتأكيد دوماً على خطورة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها "القيادة الحكيمة" ودقة "المنعطف التاريخي" الذي تمر به الأمة خلال الأربعين عاماً التي قضتها البلاد في ظل حكم آل الأسد... ومع اندلاع الثورة في البلاد، سارعت تلك المنظمات إلى هيكلة نفسها من جديدة وتنظيم صفوفها واختيار القائمين عليها ممن لا يشك بولائهم للنظام، ومن ثم باشرت بممارسة دورها في قمع الاحتجاجات إلى جانب النظام بشكل أو بآخر.

الشبيح المناسب في المكان المناسب 
منظمة اتحاد شبيبة الثورة قامت بتجنيد الطلاب الذين تضمن ولاءهم للنظام ليمارسوا الرقابة على زملائهم، وعند ملاحظة أي تصرف مشبوه أو عند التماس أي حركة معارضة للنظام، يقوم هؤلاء الطلاب بالتبليغ على زميل الدراسة لينتهي به الأمر في أقبية المخابرات السورية.
أما الطلاب الذين يتمتعون بإلمام بالشبكة الإلكترونية أو من يتميزون في كتابة مواضيع أو قصائد في مدح رئيس الدولة فقد كان الاهتمام بهم أكبر حيث يتم استثمار مواهبهم من قبل السلطات السورية لتجد طالباً في مرحلة التعليم الثانوي يجلس في مقر اتحاد شبيبة الثورة على كومبيوتر متصل بشبكة الإنترنت ليبدأ جولة من الأعمال التشبيحية كالشتائم والتبليغ على الصفحات أو المواقع المناصرة للثورة الشعبية ومنهم من يقوم بإدارة صفحات مؤيدة للنظام أو التجسس على حسابات المعارضين لنظام الرئيس والحزب.

ميليشيا طلابية
أما على الصعيد الأكبر وهو منظمة اتحاد طلبة سوريا والتي تنتشر في الجامعات الحكومية والخاصة فقد لجأت هذه المنظمة الرديفة للحزب إلى تجنيد الكثير من الطلاب الموالين للنظام في صفوفها ليمارسوا أعمالاً قمعية ويقوموا بمؤازرة قوات الأمن في فضّ المظاهرات وفي عمليات المداهمة والاعتقال، بالإضافة إلى ضبط الأمور داخل الجامعات ومدن السكن الجامعي في المحافظات.
ورغم وجود مفارزتابعة لفروع المخابرات السورية داخل جميع الكليات والجامعات، إلا أن انتشار أعضاء مكاتب الاتحاد الوطني للطلبة بين الطلاب يسهل الأمر كثيراً على فروع الأمن في عمليات المراقبة وفرض السيطرة في الجامعات لا سيما أن جميع أعضاء المكاتب هم من الطلاب أنفسهم حيث تم تسليم أعضاء الاتحاد أسلحة فردية من قبل أجهزة الأمن ليشكلوا ميليشيا مسلحة داخل حرم الجامعات ومدن السكن الجامعي.


طلاب جرحى بنار الزملاء!
محمد طالب جامعي يدرس في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق أكد ل"زمان الوصل" أن أعضاء الهيئة الإدارية في الكلية بالإضافة إلى أعضاء اتحاد الطلبة يمارسون أعمالاً تشبيحية على الطلاب،لافتاً إلى اعتقال أكثر من طالب في الكلية. وأضاف بأنهم يقومون بأعمال استفزازية داخل الكلية كارتدائهم لباساً عسكرياً داخل الكلية أو إجبار الطلاب على الخروج بمسيرات مؤيدة ولا سيما داخل السكن الجامعي.
أما سوزان وهي طالبة آداب في جامعة البعث بحمص والتي أطلق عليها الطلاب اسم" جامعة خالد بن الوليد وصفت الوضع داخل حرم الجامعة بأنه "سيء للغاية"،وقالت" نشاهد زملاءنا الطلاب ممن ينتمون للهيئات الإدارية واتحاد الطلبة ينتشرون في حرم الجامعة بسلاحهم وبرفقة عناصر الأمن، ويفتشون الطلاب بشكل استفزازي مع اعتقال بعضهم من على مقاعد الدراسة".

وكشفت سوزان للمرة الأولى عن خروج مظاهرة طلابية في حرم الجامعة عقب خطاب الرئيس السوري في السادس من الشهر الجاري، حيث مارس "الزملاء الشبيحة" مهامهم بإطلاق النار تجاهها ما تسبب بإصابات في صفوف الطلاب المتظاهرين.

يبقى لنا أن نشير أنه لطالما خلقت هذه المنظمات بالأساس لخدمة أفكار الحزب الحاكم وتمجيد شخص الرئيس في كل الظروف، فليس مستغرباً اليوم أن تكون هذه المنظمات منخرطة في الصفوف الأولى لأعمال التشبيح التي اشتهر بها النظام السوري حسب رأي ناشطين في الثورة السورية.

عمر الأتاسي - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي