أيها المعتقل ماذا تختار.. الفرجة على قناة الدنيا أم غضب المعلم؟
اختصت قناةُ "الدنيا" الفضائية التي يمتلكها عددٌ من (الهوامير) الاقتصادية التي أفرزها نظامُ الاستبداد.. بمواجهة أي صوت تحرري للشعب السوري، وقمعه بلا هوادة..
وخلال انتفاضة آذار (مارس) 2011 كانت قناة "الدنيا" تشتغل، بمعدل أربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين ساعة، في تأليف الأكاذيب والإشاعات التي لا شأن لها بالتصدي للأفكار التي يطرحها معارضو النظام السوري، بل تتجاوز ذلك إلى الهجوم عليهم شخصياً، وتشويه سمعتهم، والعبث بتواريخهم..
فالمعارض فلان، على ذمة قناة (الدنيا) سكير، عربيد، يرجع إلى بيته في آخر الليل وهو يصطدم بالحيطان، والمعارض علان حشاش لا يُرى في ليل أو نهار إلا وهو دائخ و(مسطول) لا يميز بين عمه وخالته- على حد تعبير المطربة شاديا-.. وأما الناشط السياسي "زيد" فهو شاذ جنسياً، والمحلل السياسي المعارض "عمرو" قواد له تاريخ طويل في جلب الزبائن لزوجته ليلاً، وهكذا دواليك..
وتعمل هذه القناةُ الخسيسة على استضافة عتاة الشبيحة والنبيحة والمنحبكجية والمنركعجية والمنلحسجية الموالين لنظام الاستبداد، المختصين بالردح، والمباطحة، ومقاطعة الخطباء المفوهين بالهتاف والتعييش والتسقيط..
ولعل أجمل ما روي من أحداث لها صلة بهذه المحطة، أن طبيباً من إحدى المحافظات السورية، اعتقلته قواتُ الأمن تعسفياً، بعد إلغاء حالة الطوارىء، بسبب اشتراكه في مظاهرة سلمية في مدينته، وحينما أوصله (الشباب) إلى الفرع، وسلموه (للمعلم) وعَرَفَ (المعلم) أنه طبيب، أراد أن يَظهر أمامه بمظهر حضاري، فأمرهم بأن يحتجزوه في غرفة التحقيق (فوق)، وبهذا يكون قد ميزه عن المتظاهرين الذين وصفهم العالم الجليل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بـ (الحثالة)، الذين اعتاد المعلم أن يأمر بإنزالهم لـ (تحت)، أي إلى قبو التعذيب!..
لم يتعرض صاحبُنا الطبيب المعتقل لأي ضرب، أو سباب، أو إهانة، ولكن.. هل يعقل أن يَتْرُكَ هؤلاء القومُ (المعروفون بسلوكهم الإجرامي) معتقلاً سياسياً يُمضي مدة اعتقاله من دون منغصات؟ فمنذ الدقيقة الأولى لدخوله الغرفة شاهد جهاز تلفزيون موضوعاً في مكان مرتفع من الغرفة، وقد ثبت على محطة "الدنيا"، ولا يوجد جهاز روموت كونترول يمكنه من تغييرها، ولا يوجد زر، أو فيش يسمح له بإطفاء الجهاز بشكل نهائي، أو إخفاء الصوت على الأقل.
مضت الليلة الأولى على خير، وفي الصباح، دخل الحاجب، فاستوقفه الطبيب، وابتسم في وجهه، وقال له عبارات فيها الكثير من الإطراء من مثل: (باين عليك ابن حلال، و..).. إلخ.
قال الحاجب: قل لي من الآخر دكتور.. ماذا تريد؟
قال الطبيب: أريد أن أتخلص من التلفزيون.. أو على الأقل من هذه القناة.
قال الحاجب: صعب.
قال الطبيب: ألا توجد طريقة ما؟
قال الحاجب: الطريقة الوحيدة هي أن ترتكب خطأ يجعل (المعلم) ينزعج منك ويأمر بإنزالك لـ (تحت).. فهناك لا يوجد تلفزيون نهائياً.. ولكنني لا أنصحك بذلك.
قال الطبيب: ليش؟
قال الحاجب: لأنه في القبو (تحت) يوجد تعذيب.. وكهربا.. و..
تردد الطبيب قليلاً، ثم وقال: خلص خلص.. فهمت عليك. على كل حال.. أريد منك الآن أن تجيبني عن السؤال التالي:
ما هي التصرفات التي إذا ارتكبتُها أنا ينزعج مني المعلم وينزلني لـ (تحت)؟!
مقال ينشر كل سبت
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية