أفادت مصادر لـ"زمان الوصل" بأن اعتصاماً ضم المئات من الأهالي شهدته مدينة السويداء أمس الخميس أمام مبنى المحافظة احتجاجاً على تردي أوضاعهم المعيشية، وللمطالبة بتأمين احتياجاتهم الأساسية من (خبز, ومازوت, وغاز, وبنزين) وغيرها من المتطلبات التي تعاني الشح والاحتكار وارتفاع الأسعار.
وحاول الأمن والشبيحة فض الاعتصام بالقوة، معتدين حتى على الفتيات المشاركات.
ونقلت"زمان الوصل" عن نشطاء أن حادثة الاعتصام ليست الوحيدة من نوعها فكان سبقها منذُ أيّامٍ قليلة اعتصام في بلدة الصورة الصغيرة، حيث تجمّع الأهالي في كازية البلدة منددين بسرقات التجار لمادة المازوت والبنزين بشكلٍ أساسيّ, واحتكارهم لمعظم السلع، إلى جانب انتشار السوق السوداء بشكل واسع لم يسبق له مثيل في تاريخ سوريا, كما نظم الأهالي في المحافظة العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام الأفران وصلت في أكثر الأحيان درجة التظاهر في حين كان يتدخل الأمن والشبيحة لفضها حسب رواية ناشطين.
*ربطة (دبر راسك)
وأفاد أحد المشاركين في الاعتصام أنّه بعد انتظار دام أكثر من أربع ساعات أمام الفرن لم يوزّع إلّا ربطة خبز واحدة لكل شخص مهما كان تعداد عائلته، ويضيف متسائلاً أين ذهبت مئات الأطنان من الطحين التي تأتي كلّ يوم إلى المحافظة أمام مرأى الجميع؟!
ولعل الإجابة على سؤاله يشي بها واقع الحال للمحافظة التي تعاني كما باقي المحافظات السورية من مافيات الفساد التي تتاجر بقوت الشعب، مع فارق بسيط وهو أن المحافظة ليست من المناطق المشتعلة وبالتالي المبررات التي يسوقها النظام عن صعوبة تأمين الحاجات الأساسية عارية عن الصحة، حسب ما يقول أحد الناشطين في المحافظة.
*فتش عن الفساد
ولا يمكن لمحافظة السويداء التي عانت سياسات الإهمال والإفقار لأبنائها طيلة عقود أن تتحمل غلاء المعيشة، حيث أنّ معظم أهالي السويداء هم من ذوي الدخل المحدود، وتعتبر المحافظة من أفقر المحافظات السورية، فاعتماد أهلها الأساسي في معيشتهم على منتجاتهم الفصلية الزراعيّة, لكن يوماً بعد يوم يضيق الخناق عليهم وتتفاقم أحوالهم سوءا، ويزدادُ أهالي المدينة حنقاً بسبب غياب الرقابة وسياسة النظام الجائرة، حيث أن أكبر المحتكرين للسلع ممن لهم علاقات وطيدة بالأجهزة الأمنية (حسب رأي ناشط).
*السويداء على خُطى أخواتها
هذا ويرجحُ الناشطون في المدينة أنّ ازدياد تردي الأوضاع قد يتطور إلى ثورة خبز حقيقية، ومن ثمّ تتحد بمطالب للشعب السوري في تحقيق الحرية والعدالة، وبهذا يكون الحراك الثوري السلمي في مدينة السويداء قد انتقل من اقتصاره على الطبقة العلمانية من (طلبة, ومهندسين , وأطباء , ومحامين إلخ ) إلى حراك شعبي حقيقي لا يقل في أهميته عن باقي المحافظات المشتعلة.
يذكر أن محافظة السويداء تحتضن أكثر من مئة ألف لاجئ من كافة المحافظات السورية، وعمل النشطاء فيها على تأمين معظم احتياجاتهم، إلا أن الغلاء جعل من هذه المهمة بمثابة معاناة حقيقية, ولعلها أحد الأسباب التي دفعت التجار والمحتكرين للتحكم بالسلع نتيجة ازدياد الطلب.
سارة عبد الحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية