أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خطابات التعبئة .... والأفق المسدود....لكن؟... ماجد الشيباني*

طرح الفاضل معاذ الخطيب مبادرته أو دعوته، والتي لم تكن في ثنايا سطورها أبداً قفزاً على الثورة أو امتطاءً لصهوة الثوار أو تجاوزاً للحق، أو من أجل طموح شخصي، ولم تكن استئثاراً بقرار، ثارت ثائرة الكثيرون قبل التمعن ما بين سطورها....؟ ولأول مرة يمكن القول أن واجهة الحراك السياسي ومن وقعت عليهم المسؤولية (ولا نزكي أحداً على الله) يناورون بالسياسة بما تعني الكلمة والمدلول، دون التفريط بالثورة وبأهدافها، أو التخاذل لأي طرف محلي أو اقليمي أو أممي، رغم الضغوطات وتقاطع المصالح، وصراع الإرادات فيما يخص الثورة السورية المباركة بإذن الله، بعد أن أيقن كل عاقل ذو بصيرة، أن لاحل في الأفق لدى أي قوة في العالم، وسط تراخي وتخاذل الجميع، إلا من صياح المنابر واستغلال الأزمة بأرخص الأثمان، دون قيمة للدم السوري، بل ومسارعة ما يسمى بمجموعة أصدقاء سورية إلى تقزيم الثورة السورية إلى مساعدات إغاثية وخيم ولاجئين ومال أجمع معظمهم على تقديمه إلى النظام من خلال واجهات منظماته الإغاثية الوهمية، ومن هنا كان الواجب في التحرك واللعب على حبال السياسة من خلال مبادرة مطلبها لا يختلف عليه اثنان تمثلت في إطلاق سراح 160 الف معتقل سوري من سجون النظام، وهو الذي لايملك ثلث المعتقلين أحياء، بل وهو مسؤول عن حماية المعتقل في عهدته، وفي نفس الوقت تجديد جوازات سفر المطلوبين والمقدر عددهم بعشرات الآلاف من السوريين حول العالم، وصولاً إلى الحوار مع من يمثل النظام من الذين لم تلطخ أيديهم بدماء السوريين، ولم يكونوا في مواقع صناعة قرار ظالم ،،،، ذلك ما ما يضع روسيا وايران والصين أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية في دعمهم اللامحدود للنظام السوري، ولن يكون بمقدورهم توفير الحماية للنظام في تلك الحالة الى الأبد، وكل ما جاء في المطالب الظاهرية للحوار لا يمكن للنظام القبول بها أو حتى القدرة على التعاطي معها فتنكشف عوراته وزيف ادعاءاته، لكنها موجهة للعالم ولرعاة النظام، وإحراج تلك الأنظمة حتى على مستوى شعوبهم، إذاً مبادرة الخطيب ولقاءاته مع نائب الرئيس الأمريكي و وزير خارجية روسيا وايران ما هي إلا مناورة سياسية في وجه التجاذبات وصراع الإرادات الدولية في الوقت الذي كان مفروضاً على تشكيلات الحراك السياسي الاستكانة والجمود دون حركة، والنظام مستمر في مشروعه الدموي بحق شعبنا.


أما عن الأصوات المنادية بتخوين الخطيب فليس هناك من مبرر لتلك الدعوات،،،، وكيف يمكن للخطيب أن يمر على السوريين واحداً بعد ألاخر ليأخذ رأيه وليتحرك أو ليناور أو ليطرح فكرة أو مبادرة ....؟؟؟إن تابعنا بهذه الطريقة دخلنا في متاهة علي بابا وتاه معها عقلاء الوطن، وأصبح من السهل إقصاء واستبعاد واجتثاث كل صوت عاقل؟ يرى الأمور بمنطقية الممكن وقراءة المواقف الدولية والاقليمية بلا تنازل، أو رضوخ لأي من الضغوط ومهما بلغت، في الوقت الذي يبعد الكثيرون آخرون كثر، بلغة متشنجة إقصائية لا تختلف في جوهرها عما رسخته حقبة الأسدين في مجتمعنا.

وبعد كل هذا الضجيج علينا أن نستمع لصوت لعقل والمنطق، ونعول بعد الله على قوانا الداخلية، وأن نفكر بطريقة ما يفكر الآخرون الداعمون للطاغية، ونلعب وفق قواعد اللعبة، لا أن نقاطع ونهاجم ونكيل السباب والشتيمة، وننأى بأنفسنا عن أصول اللعبة الأممية والكونية والانكفاء إلى الاتشاح بسواد التفكير وجلد الذات، والأمم تتلاعب بدمنا بكل استخفاف، نعم قالوا: من السهل أن تشعل ثورة لكن من الصعب أن تضع لها خواتيمها,,,,,؟؟؟ وأن نفكر ملياً فالوقت يمر وفي كل دقيقة يسقط من أبناءنا مئات الشهداء ويعتقل العشرات، ويتعرض آخرون لحفلات جز الرقاب المترافقة مع حملات التدمير وسياسة الأرض المحروقة، ليأتي الحريق على أخضر ويابس سوريا، هؤلاء المجرمون ليس لهم بعد اليوم الأول من الثورة ما يخسرون، حيث يؤمنون أن سوريا مزرعة لآل الأسد؟ وهم من بنى ومن يهب الحياة والهواء لسكان المزرعة، وأصبحت في قواميسهم مسجلة باسم آل الأسد (سوريا الأسد)، ليتوارثوها وارثاً عن وارث، هم يمعنون في التدمير والقتل والقصف العشوائي على كل المدن والتجمعات ومراكز الإعاشة والمستشفيات والمدارس وكل ما يقدم للسوريين سبل حياة، فما الذي يوجعهم؟؟؟ألم يلجأ النظام وزبانيته إلى مبادلة الإيرانيين بقوائم آلاف المعتقلين من السوريين دون اكتراث بمن يقاتلون في صفه....؟؟ وتكررت تلك الحالة....؟؟؟ وهل فرق النظام بين من صفق له طوال حقبة الأب وابنه حيث يهيل عليهم بوجبات من القذائف والصواريخ من كل حدب وصوب...؟؟؟؟
والحالة بهذا التبسيط من التوصيف، وتحت سمع العالم وبصره، ومحاصرة العالم للثورة السورية بمنع وحظر أي نوع من السلاح ليقع في أيدي الثوار، ليتركوا السوريين فريسة تحت رحمة أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة، وأشرس نظام عرفته المدنية والتاريخ.....؟؟؟؟ ولايمكن هنا التهوين أو تثبيط الهمم ....؟؟ لدينا من أوراق قوة التفاوض (نجاحات وبطولات الميدان) كماجاء في مبادرة الخطيب ما يجعلنا نضع شروطنا المشروعة أمام العالم وبطلب ضمانات دولية....... فإما أن يقبل بها وفق جداول زمنية معينة ومحددة وشروط التفاوض التي تبدأ برحيل النظام من أدناه إلى قمة هرمه،،،،؟؟ وبآليات وضمانات يتم التوافق عليها مع الرعاة الدوليين على أن تكون النقاط كلها حزمة واحدة واجبة الاستحقاق والتنفيذ في الحال، وكف يد كل الأجهزة الأمنية وكل القوى الضاربة، والوحدات العسكرية لتعود الى مواقعها بعيداً عن المدن والبلدات والقرى في أنحاء سوريا، ولتبدأ عجلة تشكيل حكومة وطنية انتقالية كاملة الصلاحيات لتعد لمقومات دولة ديمقراطية حقيقية، دون الغوغائية والاستمرار في دفع الأمور إلى مجهول يحول أبناء الحي الواحد أشتاتاً متناحرة، والبقاء للأقوى لتسود شريعة الغاب......؟؟

وبعد كيف لنا أن نخون من طرح المبادرة ممثلاً بالخطيب أو بغيره .... إن كانت تؤدي الى خلاص الشعب السوري من شلال الدم وتحقن دماء شبابنا ونبدأ مرحلة جديدة بعد عامين من الهلاك الجماعي على أيدي طغاة العصر....؟؟ ولنخلع الغطاء الدولي عن طاغية الشام وزبانيته ولنسقط روقة التوت عن قبح عوراته وعورات مسانديه من الدول الكبرى والاقليمية....؟؟؟ كفانا تخوينا ولنعط أصحاب الرؤية ورجاحة العقل الفرصة في اللعب على أحابيل السياسة ومكر التفاوض في سباق قاتل مع الزمن ؟؟؟؟
كلمة: نحترم كل من وقف الى جانب الدم ،،،،،، وإن أخطأ في الأداء نعذر، ونحاول التصويب بمحبة .... كلنا في مركب واحد .... وندرك أن النظام لن يقبل بأي حل من أي جهة تأتيه فكلها تكشف خبث مآربه وزيف ادعاءاته؟؟؟

• صحفي سوري مغترب

(109)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي