عقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي منذ قليل مؤتمراً صحافياً، في السفارة الإيرانية بدمشق، ما فرض على الزميلات الإعلاميات الحجاب على رؤوسهن بما يتناسب والعقيدة الإسلامية الإيرانية، ولا أعلم مدى إلزامية الحجاب ومدى أحقية إيران فرض عقائدها ضمن الأراضي السورية الممانعة والعلمانية؟!
ولا أعلم أيضاً سبب غياب أي مسؤول سوري عن المؤتمر الصحافي، ما يدفع المشككين للتمادي بالظن، أن سوريا غدت مقاطعة إيرانية متقدة، إذ قلما يحدث لمسؤول خارجي أن يأتي بلداً ويعقد مؤتمراً، ولا يشترك فيه مسؤولو البلد.
الأسئلة تركزت في معظمها على الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي السورية وموقف إيران من التعدي على شريك وحليف، سبق أن صرح مسؤوليها، أن أي اعتداء على دمشق هو اعتداء على إيران.
ولم يكُ للقضية السورية ما تستحق من تركيز الزملاء الإعلاميين، وهنا أتساءل، ولا أتهم بتعميم جهة ما الأسئلة على "سفراء الحيادية ورسل الحقيقة ".
أما عن غلبة توب نيوز وتوب نيوز الإسلامية والإعلام الصديق وغرق مندوبيهم في حرف الأنظار عن حقيقة ما يجري وتركيزه على احتمالية ضرب إيران من "الشيطان الأكبر والأصغر" فتأتي حسب ظني مصادفة وضمن سياق نضالي عام.
المهم، جاء رد الممانع جليلي، أن الندم سيكسو إسرائيل إن فكرت بأي حماقة، ولعل في حربها على حزب الله دليل قاطع، ولم يبخل الأخ جليلي من تذكير الإسلام والدول الإسلامية أنهم في خطر وعليهم الاتحاد ضد أعداء الأمة.
الأمين الأعلى للأمن القومي الإيراني لم ينس التنويه للأزمة السورية، بل قالها الرجل، أن إيران أول من دعت ولم تزل للحوار وأن يجلس السوريون جنباً إلى جنب، لأن إيران قالت لا للعنف ونعم للديمقراطية" ونرحب بأي مبادرة تسعى للحل والحوار ".
جليلي أعلن عن ترحيبه بأن يكون الحل سورياً ويكون الاجتماع في دمشق، وليس كما دعا الشيخ معاذ الخطيب، ليثبت السوريون أن الحل سوري " ونرحب بأي مجموعة تلتحق بالحوار " وكلمة نرحب عفوية صدرت عن الأخ حليلي، فهو معني وأخ وصديق ويحق له الترحيب.
وللإنصاف، قارب الأخ جليلي بين الأزمة السورية وما حدث في البحرين، متناسياً أن عدد القتلى في سوريا فاق عدد سكان البحرين، في لفتة من شأنها تأكيده على عدم قدرة إيران عن الخروج عن أن أي تدخل إنما مبعثه روحي عقائدي وليس إنسانياً، وإلا لكان حري به الإشارة لغير البحرين، أو لدولة ثانية إلى جانب البحرين على الأقل.
تناول المؤتمر أيضاً رسائل إيرانية من دمشق تتعلق بحقوق إيران في امتلاكها التقنية النووية وأنها ضد امتلاك الأسلحة الفتاكة من قبل أي دولة، واستعداد طهران لمتابعة التفاوض بشأن ملفها النووي ورمي الكرة لملعب الدول "5+1 " وهروبها من المفاوضات وأنهى السيد جليلي بالتلميح لقوة إيران وقدرتها في الدفاع عن نفسها وحقوقها وامتلاك طهران كل عوامل القوة التي خبرها الجميع، داعياً الدول للاتعاظ والدخول في المفاوضات مع طهران الرئيس الدوري لدول عدم الانحياز.
وأنهى السيد جليلي بدعوته الدول للتفاوض مع إيران ولم يتطرق لمد النظام السوري بعوامل البقاء والقوة، متهرباً من بعض الأسئلة التي تعلقت باللقاء الإيراني مع الشيخ معاذ الخطيب ..واعتذر عن إطالته وانتهى المؤتمر قبل قليل.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية