أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير مفصل: بين التحرير والتطهير حلب تودع 40 شهيداً كل يوم

نجول بنظرة سريعة على أحوال الجبهات الداخلية في حلب لجهة إشعال إحداها وبرود الأخرى، وباستنتاج لا يرقى بالطبع أن يكون ناتجاً عن خبرة عسكرية أو تحليل استراتيجي، إلا أنه يتضح ارتباط ذلك بحال الجبهات في الريف.

وهناك عدة أسئلة من أرض الميدان،فماذا يعني "جس" النبض الذي قام به الجيش الحر مرتين، حين ينتقل بضع مسلحيه من أقصى المدينة شرقاً إلى أقصاها غرباً؟ وهل استكمال تحرير حلب سيحظى بدهشة وذهول كتلك التي رافقت دخول الجيش الحر إلى المدينة؟

"زمان الوصل" في مواد لاحقة ستقوم بإعادة قراءة "معركة حلب" في الأشهر الخمسة الماضية، من الناحية العسكرية، ومآل هذه الحرب خلال الأيام القادمة، حرباً باتت كلفتها الإنسانية الباهظة، وذلك من خلال مواد لاحقة تعتمد على لقاءات مع قادة أهم ألوية الجيش الحر في حلب، ومعلومات من ضباط منشقين عن جيش الأسد.

*40 شهيداً في اليوم
بشكل مفاجئ أعلن الجيش الحر بدء معركة الفرقان لتحرير محافظة حلب من جيش وأمن بشار الأسد، الذي بدوره واجه إعلامياً هذه المعركة بوصفها "أم المعارك" لدحر الإرهاب والتطهير، وبعد مرور 150 يوماً على الإعلانين لا الجيش النظامي "طهر" ولا الحر "حرر".
الحرب في حلب وكـنظرة من الداخل والخارج على حد سواء نستطيع وصفها بالبرود والتكلس، في حين قال آخرون إنه "تخندق"، في ظل تحذيرات البعض من إمارات وأمراء الحرب، و شبهها آخرون بالموقف الدولي إزاء الحالة السورية، ومرتبطة به.
لكن من جانب آخر فإن الحرب لا تزال قائمة، مستمرة، متطورة، رغم انحسار أخبارها الميدانية وظهور قادتها لصالح الأخبار المتعلقة بتوسع الكارثة الإنسانية في حلب التي تودع يومياً 40 شهيداً. 

*تغيير التكتيك 
وهنا لا بد من تسجيل بعض الملاحظات الأوليّة : 

• منذ نحو أكثر من شهر و يوماً وراء يوم انخفضت تدريجياً حدة القصف المدفعي على الأحياء، وهي آيلة لتصل إلى معدل صفري في بعض الأحياء.
• ثمة تغير واضح في استراتيجية سلاح الطيران، فهو الآن يقصف من ارتفاعات شاهقة بعد إطلاقه بوالين حرارية، بعد أن كان يحلق مرتاحاً في الأجواء، يتابع بعد إطلاق حمولته، مستخدماً رشاشاته الثقيلة، علماً أن الطيران المستخدم في قصف حلب الآن ينطلق من مطارات حماة وحمص، بعد أن كان ينطلق من مطارات حلب وريفها، وذلك بحسب ضباط في الجيش الحر لـ "زمان الوصل".
• توقف الجيش النظامي عن حشد قواته كما اعتاد سابقاً، ونقصد كـ الحشد الذي تم قبل شهرين ونصف في حي بستان الباشا، و محاولته قبل أقل من شهر دخوله المناطق "المحررة" من جهة حي بستان القصر.
• حالياً الجبهات الداخلية معظمها باردة أو بالأحرى فاترة يتم تسخينها بين الحين والآخر، وفي معظم الأحيان يكون الحر هو المبادر، ومن جانب آخر فإن جبهات خارج المدينة مشتعلة وهي مطار منغ و المخابرات الجوية و مدرسة الشرطة(شمالاً وغرباً) ، مطار كويرس والنيرب و اللواء 80 (شرقاً)، ومعركة الإخلاص أو معارك تحرير الراموسة وصولاً إلى الشيخ سعيد (جنوباً وشرقاً).
• مصدر موثوق نقل عن ضابط منشق برتبة مقدم أكد أن النظام سحب من الجبهات الداخلية عناصر بالعشرات، وعززها بـ حوالي 200 عنصر نسبة المجندين بينهم لا تتجاوز 3 بالمائة، وهذا الحشد في مطار النيرب العسكري، وليس في اللواء الذي يحميه، اللواء 80.
• الجبهات المذكورة أعلاه تطوّق حلب، عدا جهة الأكاديمية العسكرية، وقبل شهر صرح العقيد عبد الجبار العكيدي لـ "زمان الوصل" أن الأكاديمية ستكون مسرحاً لآخر المعارك في حرب تحرير حلب، مؤكداً أن لا "عُقد" في حلب ستؤخر التحرير، وكان يعني أنه سيحدث انهيار نسبي للنظام في داخل المدينة.
• كان من المتوقع تحرير مطار منغ، أو اللواء 80 أو معامل الدفاع في السفيرة إلا أننا سمعنا تقدماً على جبهة الشيخ سعيد، بوابة قطع خط الإمداد الوحيد للجيش النظامي في المدينة، شريان النظام الأخير في وجوده بحلب ككل، وربما في الشمال.

رأفت الرفاعي - حلب - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (96)

حميد الحموي

2013-02-05

سلمت يا رأفت لقد افدتنا كثيرا..حفظك الله والى امام..وشكر يازمان الوصل فانت الاصل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي