يزداد وضع مربي الدواجن سوءاً في سورية مع تفاقم الأوضاع الأمنية من جهة، وصعوبة في توفر الأعلاف والمازوت من جهة وأخرى، فالأرقام الرسمية تشير إلى انسحاب حوالي 50 % من المربين عن الإنتاج بسبب تعرضهم إلى خسائر كبيرة، بينما يشير المتابعون للشأن الاقتصادي السوري إلى أن النسبة تفوق هذا الرقم بكثير، الأمر الذي سيحول سوريا من مصدّر لمادتي البيض والفروج إلى مستورد لهما.
أعلاف و مازوت و حواجز و لصوص
ولم يخفِ صاحب إحدى أصحاب المداجن أنه اضطر إلى إغلاق مدجنته مؤخراً على الرغم من أنها تقع الأرياف الآمنة، مشيراً إلى أوضاع مأساوية يعاني منها أصحاب المداجن فهم يجدون صعوبات كبيرة في تأمين الأعلاف بالإضافة إلى تأمين مادة المازوت، هذا بالإضافة إلى مشاكل تواجههم في نقل البضائع بسبب الظروف الأمنية الصعبة.
وتحدث عن لامبالاة بأوضاعهم من قبل الحكومة السورية والتي لاتزال تصدر قوانين وتتخذ إجراءات لا تؤدي سوى لزيادة خسائرهم وانسحاب من تبقى منهم في الإنتاج، ولعل آخر هذه القرارات كان رفع أسعار العلف بنسبة وصلت إلى100%، ووجد صاحب المدجنة أنه على الرغم من ارتفاع أسعار منتجاتهم في السوق السورية إلا أن هذا الارتفاع لايغطي جزءاً من خسائرهم على اعتبار أنهم يشترون المازوت من السوق السوداء بأسعار خيالية بالإضافة إلى صعوبات في إيصال منتجاتهم إلى الأسواق مع ارتفاع في أجور النقل من ناحية، وتعرض سيارات نقل البضائع من ناحية ثانية للنهب سواء من الحواجز الأمنية، أو من اللصوص المنتشرين في مختلف المناطق بسبب الفلتان الأمني، هذا عدا صعوبات في توفير العلف.
مجازر في المداجن
وأكد صاحب المدجنة أن الكثير من مربيّ الدواجن تعرض أيضاً إلى نفوق في أعداد كبيرة من الطيور خاصة تلك التي تقع في الأماكن غير المستقرة بسبب أصوات قذائف المدافع والإنفجارات، حيث إن الطيور عندما تخاف تجتمع على بعضها مما يؤدي إلى موتها.
ولعل هذا الوضع السيّء لاينعكس فقط على أصحاب المداجن حيث خسر جزء كبير منهم مصدر رزقه، إنما انعكس على المواطن أيضاً الذي يعاني من ارتفاع في أسعار البيض والفروج لدرجة وصلت فيه إلى الضعف وأكثر، وباتت بعيدة عن متناول الكثير من العائلات السورية، حيث يتراوح سعر كيلو الفروج في السوق السورية اليوم بين 400 و450 ل.س حيث لم يكن يتجاوز سعرها منذ حوالي العام 250 ل.س، أما بالنسبة للفروج الجاهز والذي كان يعتبر وجبة في متناول مختلف شرائح المجتمع السوري وتعتمد عليه كغذاء رئيسي لم يكن ليتجاوز ثمنه الـ 300 ل.س، إلا أن سعره اليوم ارتفع أكثر من الضعف ليترواح اليوم بين 750 ل.س إلى 800 ل.س وأحياناً أكثر.
في حين يصل سعر صحن البيض إلى 300 ل.س حيث كان سعره يترواح بين 160 إلى 170 ل.س، وتقدر حاجة سوريا من البيض حوالي 2 مليار.
ويذكر أنه يعمل في سوريا مايصل نسبته إلى 5% في قطاع الدواجن، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أعداد المربين غير المرخصين يبلغ ضعف عدد المرخصين، وتعتمد سوريا على القطاع الخاص في تلبية حاجتها من الفروج والبيض أما إنتاج المؤسسة العامة للدواجن الحكومية فلا يغطي سوى 3% من حاجة سوريا، حيث يذهب إنتاجها بمعظمه لمؤسسات وزارة الدفاع.
نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية