الحل المُعرّي للجميع...ليس جنوناً
نفعل ذات الشيء مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً، وهذا لعمري ما يتمناه الآخر، إن كان النظام الذي يراهن على تفكيك الحواضن وتسويق الانتفاضة على أنها حرب أهلية، أو هجمة سلفية ورجعية للوصل-ربما - لحل ما قد يكون التقسيم .
أو حتى الخارج بمن فيهم من غرر وتوعد ووزع خطوطاً وحرف مسار ومسيرة الانتفاضة ..فالهدف تهديم كل سوريتنا بكل بناها وهياكلها ومكوناتها، ووقتها فقط، الضعيف يقبل بشروط القوي أو المموّل، وفهمكم كفاية .
دونما اطالة واستهلال وتوصيف وتشكٍ، غدت- مجتمعة - لكثرة تردادها مملة وتوحي بالضعف والهزيمة وأحياناً الهوان، مبادرتي باختصار تتلخص في عودة كل السوريين المهاجرين والمهجرين دفعة واحدة إلى سوريا، وأخص العسكريين والساسة والمطلوبين أولا، بعد إعلام جميع الدول والمنظمات الدولية بتاريخ العودة ...
ماذا يعني ذلك وماذا يمكن أن يتمخض عنه .
لا أعتقد من قدرات للنظام أن يسجن أو يقتل كل الوافدين .
ستثبت هذه المبادرة أن ارتباط السوريين بأرضهم هو سبب انتفاضتهم ومطالبهم للعيش الكريم والحرية كانت المنطلق والغاية، وتكشف كل متاجر ومنتفع ومستفيد، من طول عمر الأزمة وزيادة القتل وتقسيم البلاد .
سيكون العائدون أكبر صفعة غير متوقعة للنظام، ولابد أن يكون لهم وزنهم على الأرض، إن بالتظاهر السلمي إلى جانب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر، أو بمواءمة النضال السياسي إلى جانب العسكري، أم حتى بالأعباء التي ستنعكس على النظام، نفسية ومادية .
سيكون في عودة السوريين اختبار نهائي لكل من يتشدق في الخارج بدعمه للشعب السوري، وفي حال العودة سيكون بصحبة العائدين وسائل إعلامية تنقل وتوثق، إضافة لإعلاميي الداخل اللذين تمرسوا وزودوا كليات الإعلام بمناهج جديدة في نقل الخبر وتغطية الحدث .
وربما في العودة منافع أخرى كنقل الصورة الحقيقة لمن هم مترددون أو استميلوا خوفا أو نتيجة الرشى، بعد أن استفرد بهم النظام وأدواته الإعلامية والقمعية، هذا إن لم نأت على ما يعانيه معظمنا من حاجة أوصلت ببعضنا للقبول بما لا يتناسب وأخلاقياته .
أما من سيرد على هذه المبادرة بالتبجح أن الموت لنا بالمرصاد، فرغم استحالة ذلك، لأن العودة ستحرج العالم بأسره قبل أن تحرج النظام، أرد عليه، وهل حياتك أيها المناضل أغلى من حياة من مات أو بقي وعانى وتحمل ومايزال .
وللذي يمكن أن يرد أن دوره سياسي أقول: لم ولن تقدم شيئاً أيها السياسي أفضل مما قدمه المعارض على الأرض...كما يمكنك تقديم نظرياتك وأنت بين اهليك ويعوضك الله عن رفاهية الفنادق وعطايا الأشقاء ورشى الغرباء ومساعدات المنظمات ...
ويمكن للائتلاف الوطني أن يناقش هذه المبادرة ويقارن بين نتائجها المتوقعة وما يمكن أن يصل له هو أو المجلس الوطني أو اي فصيل أو حركة او حزب معارض، وليحدد هو الزمان والمعابر والطرائق التي سنعود بها إلى سوريا ..
ويا جماعة فلنناضل من الداخل ونستمر في هدفنا من هناك ولا أحد يبحث عن مسوّغ يحمي خلاله نفسه ومصالحه ويرمي بغيره إلى التهلكة، فذاك لعمري ليس بأخلاق الثوار ولا من الإنسانية في شيء .
مقال خارج إطار سلسلة (لماذا انتفض السوريون)
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية