أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فوق اللجوء عصة دواء... عجوز سورية "يأكلها السرطان" في تركيا وتتقاذفها المستشفيات

مراسل زمان الوصل يستمع لأم عصام في بيتها

وصلت الحدود التركية وكلها أمل بأن الإنسانية لم تفقد معناها بعد أن مزّق جسدها مرض السرطان الذي نخر في العظم والبدن، تلك حال أم عصام الامرأة السورية التي فقدت منزلها في حلب وتركت بناتها يرزحن تحت رحمة طياري النظام.

"زمان الوصل" قصدت مكان تواجد أم عصام، حيث تشارك ابنها العيش في بيت ضمن أحد الأحياء النائية في مدينة غازي عينتاب التركية ليتعرّف على هموم تلك المرأة الستينية علّ الإنسانية تستيقظ لدى من بقي يتنفس عطرها.

و سردت مضيفتنا قصة معاناتها مع المرض وهروبها من تحت القصف قائلة: "فوجئنا في الليالي الأولى من شهر رمضان الماضي بقصف الطيران عدة منازل في حينا بالشيخ خضر، حيث حوصرنا في منزلنا لأكثر من 24 ساعة، كان يوماً مرعباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالطيران يقصف وبعض أبناء الحي يتحول إلى أشلاء ونحن ننتظر مصيرنا المحتوم".

أمل تعلّق بشاحنة
"في اليوم التالي، رأينا شاحنة تطل من بعيد، ركضنا باتجاهها وركبنا مع عشرات العوائل في الحي" تقول الحاجة أم عصام، التي تخلصت من مصير بدا للوهلة الأولى مجهولاً، "لكن القدر أنقذنا وصرنا من بين الأحياء".

وتضيف: "هنا بدأت معاناتي مع مرض السرطان الذي عاد إلي بعد انقطاع استمر لأكثر من عشر سنوات، فانقطاع المواصلات وانعدام الأمن على الطرقات منع وصولي إلى دمشق للعلاج، وقررت المجيء إلى تركيا علّني أجد من يخفف عني آلام المرض".

و بلغة الدموع البليغة تشكو الحاجة أم عصام إهمال معاناتها "للأسف لم يهتم أحد لأمري فأنا بين الحياة والموت، راجعت عدداً من المشافي في المدينة هنا، وطلبوا مني الذهاب إلى مدينة كيليس وبعد تقاذفونا ما بين المخيم و البلدية للحصول على ورقة لاجىء" واستمرت معاناتها لأكثر من يوم دون جدوى فلا المخيم أعطاها ورقة ولا البلدية وافقت ولا المشفى استقبلها، واستمرالحال على ما هو عليه.


فوق المرض عصّة دواء
ومما زاد أوجاع الحاجة أم عصام ارتفاع كلفة العلاج فالتحليل الواحد يكلفها نحو50 ألف ليرة سورية عدا عن الجرعات والمعالجة الكيماوية، الذي يكلف نحو مليون ليرة سورية تشترط المشافي دفعها قبل الدخول و "إلا فالطرد مصيرنا" حسب الابن الأكبر لأم عصام.

وأضاف: "كما قال لنا أحد المسؤولين هنا بأن المخيمات التركية ترفض إعطاء تحويله علاج لمرضى السرطان حتى إن تم قبولنا في المخيم بسبب ارتفاع تكاليف الأدوية"
ووجهت الحاجة "أم عصام" نداء للمنظمات الخيرية والإغاثية لمساعداتها في الحصول على العلاج لأنها لا تملك من تكاليفه سوى الدعاء.

حالة أم عصام تشبه في تفاصيلها حالة الكثير من أبناء الشعب السوري المشرد والذي يعاني من أمراض خطيرة تهدد حياة الآلاف منهم، فبراميل الموت لم تعد وحدها القاتلة في البلاد بل أضيفت لها ضيق ذات اليد من قبل رجال الأعمال السوريين تجاه أبناء بلدهم وانصراف المجتمع الدولي عنهم.

منار عبدالرزاق - غازي عينتاب (تركيا) - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي