أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

د. بشارة يصيغ مونولوج معظم السوريين: نعم للثورة ولا لبراغماتية الذل مع السفاحين

الصورة من أرشيف زمان الوصل

ربما اختصر د.عزمي بشارة الكثير من المشهد السوري بعد نحو عامين من انطلاق الثورة وما نجم عنها من ردة فعل كانت متوقعة من نظام أظهر استعداداً لسحق البشر والحجر والشجر في سبيل الحفاظ على كرسي السلطة.
في ما يشبه مونولوجاً سورياً خالصاً يستعرض بشارة في صفحته على (الفيس بوك) شريط الأحداث بحوار بين سوريين اثنين وجدا نفسيهما أمام خيارين أحلاهما جدّ مرٍّ، ملخصاً خلاصته بأن توجه الإدانة للقاتل دون عتب على الضحية لأنها جلبت دبَّ النظام إلى كرمها،ولندع النص يتحدث عن نفسه:

أ: دمرتم البلد.
ب: تقصد أن النظام دمر البلد، فليس للثورة طائرات ولا مدافع، ولا صواريخ تقصف بها المدن المأهولة. ألا يكفي أننا نقصف من الأرض والجو، وبيوتنا تهدم، وأهلنا يهجرون، وأنت تقول دمّرتم البلد.

أ: لا طبعا أقصد النظام، ولكن الثورة هي السبب أن النظام فعل ما فعل. وأنا حذرتكم أنه سوف يفعل أي شيء للحفاظ على حكمه، ولن يبخل بالوسائل، فهو قاسي ودموي، وقد حذرتكم.
ب. نعم وهو يثبت الآن صحة ما تقوله، إنه يثبت كم هو ظالم وعديم الروادع.

أ: قلت لكم.
ب: أنا لا أفهم ماذا قلت لنا؟ نحن نثور ضد النظام لأنه قابل لأن يفعل ما يفعله الآن، لقد عشنا في ظله ونعرفه. وهو في كل يوم يقدم أدلة دموية أخرى تفوق ما نعرفه عنه. نحن نقول إننا نثور عليه لأنه ظالم وقاسٍ، وأنت تقول أنه لا يجوز أن نثور على حكم ظالم وقاسٍ لأنه ظالم وقاسٍ أكثر حتى مما نتصور. نحن غير متفقين مبدئياً يا عزيزي.

أ: كيف؟ هذا خلاف تكتيكي، فنحن نتفق على طبيعة النظام، ونختلف حول طريقة التعامل. أنا أقترح عليك أن تكون براغماتياً وواقعياً.
ب: البراغماتية والواقعية عندك تعني أن نقبل ان نعيش في ظل الظلم والذل، وأن نبقى رهينة الخوف من رد فعل النظام. إنها براغماتية الذل في التعامل مع واقعية السفاحين والقتلة. والثورة على الظلم هي النقيض المبدئي لهذا النهج بالضبط. وعليك أن تدين الفاعل لا أن تعاتب الضحية. وعلى كل حال لقد خرجنا ولن نعود قبل أن يسقط النظام، والنظام يدمر البلد، فحدد أنت موقفك!

زمان الوصل
(98)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي