فيما تعلن الدول انسحابها من وعودها للثورة السورية تباعأً تزداد المواقف الداعمة للنظام صلابة وصراحة، ولعل ما قاله أخيراً علي أكبر ولايتي " الاعتداء على سوريا اعتداء على إيران وحلفائها "وما ردده وزير الخارجية الروسي لافروف بأن الرئيس الأسد لن يسقط، جاءا بمثابة الصفعة للدول التي غررت بالثورة والثوار وحرفت مسارها عن سكته، إن لجهة الوعود بالدعم المالي والسياسي، أم لجهة تسليح الجيش الحر والمناطق العازلة.
ما دفع بباريس للدعوة لاجتماع الإثنين حول المعارضة السورية في ظل أجواء من التشاؤم وقلة الاكتراث من جانب الأسرة الدولية، سعياً منها لإثبات أنها لا تهمل القضية السورية رغم حربها في مالي، وأن باريس ملتزمة بوعودها رغم أنه " لم ترد مؤخرا مؤشرات إيجابية بشأن الحل الذي نأمل فيه وأن المناقشات الدولية لا تحرز تقدما بدوره".
هذا ماقاله وزير الخارجية الفرنسي فابيوس وأتبع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو خلال زيارته للرياض بسلسة مماثلة من الوعود والشعور بالذنب تجاه مايلف الأزمة السورية من مراوحة وانسحابات،لتأتي زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لقطر بمثابة الفيصل على اعتبار أن أنقرة والدوحة كانتا الأكثر وضوحاً في مواقفهما الداعمة للثورة السورية والأكثر عداء لنظام بشار الأسد وخاصة بعد توغله بالدم والانتهاكات.
أما الدول العربية التي تحاول، أو بعضها على الأقل، تحويل الثورة السورية من مطالب شعب محق في الكرامة والحرية، إلى قضية لاجئين وجوعى، فقد عقدت بعثة جامعة الدول العربية لتقصي أوضاع النازحين السوريين واحتياجاتهم اجتماعاً في عمان اليوم لتحديد حجم المساعدات المطلوبة، قبل مؤتمر الكويت الدولي للمانحين في الثلاثين من الشهر الحالي.
لتترك الدول العربية والإقليمية وحتى العالمية شبح الخيبة يخيّم على الشعب السوري وتزيد من الشعور بالانتصار من قبل نظام وازن بين السياسة والحرب مؤخراً من خلال قرارات شكلانية كدعوة المهجرين للعودة والمعارضين لحضور مؤتمر مصالحة وختمها اليوم مجلس القضاء الأعلى السوري بقرار وقف العمل بكل الملاحقات القضائية حال وجودها بحق أي من القوى والشخصيات المعارضة المشاركة في المؤتمر.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية