كشف مصدر مطلع ل"زمان الوصل" عن صفقة مبادلة تمت يوم الجمعة بين أحد فصائل الجيش الحر والمخابرات الجوية وانتهت بالإفراج عن عشرات المعتقلين مقابل أحد الضابطين اللذين ظهرا على الفضائيات وهما يناشدان رأس النظام للقبول بمبادلتهما.
يقول المصدر المقرب من الجيش الحر والمطلع على تفاصيل العملية "منذ ثلاثة أشهر قامت كتيبة البدر(أحد فصائل الجيش الحر في الغوطة الشرقية-القابون) بالقبض على العقيد أحمد الرّعيبي الضابط في الحرس الجمهوري وهو من القرداحة وكانت رجله مكسورة بسبب الإصابة بطلق ناري.
واستطاعت كتيبة البدر علاجه في مشفى ميداني بالغوطة، حيث تم إجراء عمل جراحي له، وتركيب (سيخ) برجله".
ويتابع "بعد فترة تمكنت نفس الكتيبة(البدر) من أسر ضابط آخر العميد حسين وجيه علوش من إدارة المركبات من وهو من محافظة طرطوس، أيضاً كان مصاباً بجرحٍ وتمّ علاجه من قبل كتيبة البدر في ظروف صعبة وضمن مشفى ميداني.
وبدأت المفاوضات مع المخابرات الجوية عن طريق وسطاء، وتحديداً مع العميد محمد رحمون.
كان رحمون في البداية رافضاً للتعاون، ثم وافق على الإفراج عن 30 معتقلاً مقابل الضابطين، العقيد الرعيبي والعميد علوش، على أن يختار هو الأسماء، وكانوا جميعاً من السجناء الذين تمّ اعتقالهم من القابون ظلماً وبهتاناً دون أن يكونوا مشتركين في أي عمل معارض، وكان يفترض الإفراج بطبيعة الحال.
غير أن قائد كتيبة بدر رفض هذا العرض لأنه كان يريد سجناء أمضوا فترة طويلة بالإضافة للثلاثين الذين قبل رحمون الإفراج عنهم.
وحين تمسك قائد الكتيبة بشروطه، أخذ رحمون يحرض أهالي السجناء في منطقة القابون، من خلال إشاعة أن قائد (كتيبة بدر) يرفض عرض الإفراج عن أبنائهم، مقابل الضابطين، وكان من الممكن أن تحصل مشكلة بين أهالي السجناء وكتيبة بدر، ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود.
واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن تمت مبادلة الأسرى الإيرانيين يوم 9 من الشهر الجاري، مقابل 1230 معتقلاً، وهنا استغل شباب كتيبة البدر الحدث، وسربوا فيديو الضابطين وهما يناشدان بشار الأسد ويلومانه على خذلانه بسبب رفض الأمن الجوي مبادلتهما مقابل 50 معتقلاً من المعتقلين ظلماً، وهما ضابطان سوريان".
ويكشف المصدر متابعاً "بعد نشر الفيديو على الفضائيات، عاد رحمون إلى المفاوضات، عن طريق وسطاء آخرين، وبعد أخذ ورد، تمسك قائد كتيبة البدر بمطالبه، واستطاع أن يحصل من المخابرات الجوية على 33 معتقلاً بالإضافة لثلاث نساء معتقلات كرهائن، مقابل العميد العميد الركن المهندس حسين وجيه علوش من إدارة المركبات.
واحتفظ بالعقيد الركن أحمد الرعيبي وهو الأهم بالنسبة للنظام-الكلام للمصدر- لسببين أولا لأنه من الحرس الجمهوري وثانياً لأنه من القرداحة، وذلك من أجل مبادلته على المزيد من المعتقلين في صفقة أخرى".
وحصلت زمان الوصل على النسخة الكاملة لتسجيل الفيديو الذي تم نشره ويظهر الضابطين وهما يناشدان رأس النظام.
وهذا نص ما جاء في الفيديو:
بسم الله الرحمن الرحيم أنا العميد الركن المهندس حسين وجيه علوش من الطائفة العلوية من مرتبات إدارة المركبات من محافظة طرطوس.
بسم الله الرحمن الرحيم أنا العقيد الركن احمد الرعيبي من الطائفة العلوية مرتبات الحرس الجمهوري نناشد سيادة الرئيس بشار الأسد والنظام الذي تخلى عنا ونحن أسرى لدى الجيش الحر منذ ثلاثة أشهر وقد قبض علينا ونحن مسلحين، وقد قام الإخوان من الجيش الحر بمبادرة الافراج عنا مقابل 50 معتقلاً من الأبرياء ومنهم النساء ولم نلقَ قبولاً من الجهات المختصة(في إشارة للأمن) وكان للمخابرات الجوية الدور الأكبر في عرقلة هذه المبادلة، ( يغص وتظهر الدموع في عينية)..
وأقول لك يا سيادة الرئيس هل نحن الضباط السوريين بتنا أرخص عليكم من الشعب الإيراني، أما أن السياسات الدولية تفرض أن نكون نحن الضحية في الأسر وغيرنا تحرر منهم من خارج القطر وبلا حساب وشكرا (يمسح الدموع عن عينيه).
أسامة براء - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية