إذا ما طُلب من الغرب المقارنة، بين أحد أفراد جبهة النصرة بلحيته الطويلة وعصابته السوداء، و إحدى "شبيحات" قوات الدفاع الوطني اللواتي تقصّدت قناة "روسيا اليوم"في تقريرها إظهار أنوثتهن وانحناءات أجسادهن، لاشك أن من يقوم بالمقارنة، سيصدق أن النظام السوري يخوض حرباً ضد الإرهاب الهادف إلى تشكيل إمارات إسلامية في سورية..ولكن سماع المقاتلات الوافدات،بقرار أسدي، إلى ساحة الحرب وهن يرددن هتاف الاستعداد: "الأسد"، وهتاف الاستراحة: "سوريا".. ويصرخن هاتفات باللهجة المحكية "بين تلاتي ما منحتار؛ الله وسوريا وبشار"،يعيد للأذهان صورة الديكتاتور الإله الذي تمجده جنديات الجيش الوطني.

عصفوران بحجر واحد
على الرغم من أنَّ تجربة مشاركة الفتيات في عمليات التشبيح ليست جديدة على النظام السوري، حيث كانت تُمارس في الأشهر الأولى للثورة في حمص، وبشكل خجول غير معلن، إلا أن الإعلان عنها وتحويل الشبيحات إلى فدائيات تيمناً بالفدائيات الفلسطينيات، أثار جدلاً واسعاً.
وبينما دفع تجنيد الشبيحات، البعض إلى التفاؤل، لأن ذلك وفق عبد الله -الجندي المنشق-"محاولة لسد النقص الحاصل، في جيش النظام، نتيجة لانشقاق الآلاف، وموت العشرات يومياً".. كان للصحفية اللبنانية " لينا الخوري" المهتمة في الشأن السوري رأي آخر، تقول لينا: من المؤكد أن النظام السوري، يمشي في طرق تعبدها له روسيا، وأن الهدف من جيش الشبيحات "الرديف للجيش النظامي"، إظهار الوجه العلماني للنظام في سوريا.
وجيش النظام بحسب رأي الناشط شفيق، ليس بحاجة لمزيد من المقاتيلن، لأنه لايعتمد في حربه ضد الشعب السوري على من لم ينشق من الجيش أو على الشبيحة فقط، إنما على "إمدادات لا تنتهي من الجنود الإيرانيين إضافة لمقاتلين من حزب الله".

ويدلل الناشط على رأيه بأن الانتساب للجيش الوطني، طوعي..كما أن التقرير الذي بثته قناة "روسيا اليوم"، عن شبيحات الأسد انتقى-حسب الناشط-أكثر المقاتلات جمالاً وأنوثةً، ليوحي للعالم بأن هؤلاء الفدائيات، نسوة كن يعشن حياتهن بشكل طبيعي لولا هجوم الإسلاميين على أمن دولتهن.
والجدير بالذكر أنَّ أول وحدة نسائية لقوات الدفاع الوطني، تضم تسعة فصائل تشمل ما يقارب450 مقاتلة، تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عاماً.
|
لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية