لم تكن طبيعة النظام السوري الدموية القبيحة خافية على السوريين منذ وصوله للسلطة على جماجم رفاق درب الاسد الكبير، حيث بدأ بتدبير المكائد والمؤامرات بحق اقرب المقربين منه، ومن كانوا له اكبر الداعمين، واعتمد الاسد الكبير على تهديم مؤسسات الدولة وبناء دولة المخابرات، وشللية المنتفعين، حيث اعتمد الاسد منذ باكورة ايام حكمه على تعزيز النعرات الطائفية المقيتة، وزرع الشقاق بين مكونات الشعب السوري، فكان ديدن النظام المكر والخبث والدهاء المبنى على عالم من الوهم والكذب والانفصال عن الواقع في كل شئ ، ما لم يكن في خدمة مآربه واهدافة الفئوية الخبيثة.
وعبر ما يزيد عن اربعة عقود سوداء من تاريخ سوريا، اتخمت السجون السورية المتمددة على ارض الوطن الاسير، بالطبقة النخبوية من الشباب السوري ولاتفه التهم المعلبة والجاهزة، والعمل على تعزيز سطوة المخابرات وفروعها المتنوعة المتوالدة بشكل سرطاني تنهش في جسد سوريا، تبدد طاقاته من الشباب ومقدراتهم، بين الاعتقال والتغييب والترهيب والنفي والابعاد، او حتى الاعتقال دون توجيه تهمة، ليتوزع الشباب السوري في اصقاع الدنيا، وليكون عدد المغتربين يساوي تماما عدد سكان سوريا في الداخل، وبالتالي تحويل سوريا الى سجن كبير، يسبح السوريون بحمد القائد الاوحد الملهم التاريخي الفذ، الذي لم تنجبه امة خلت او حتى قادمة، وليحكموا على سوريا بالعقم ، الا من سلالة ال الاسد الميامين، ويكون الوطن هو الاسد، والاسد هو الوطن، شعارا وممارسة، ادت الى تعميق الهوة بين فئات المجتمع ، وتمدد شريحة الفقر، وتورم جيوب المنتفعين من النظام على حساب ثروات الوطن.
الثورات عبر التاريخ فعل تراكمي، حراك مجتمعي يحاكي طبيعة الاشياء، وعند نضوج مقومات الثورة، اندلعت الشرارة من درعا، على يد كوكبة من صبية مدارس ابتدائية، تنادى عندها الاحرار في عرض البلاد وطولها... ؟؟ واتسعت رقعة امتداد الثورة ، رغم تمادي النظام في استخدام كل انواع القوة، من قصف المدن والبلدات والقرى بالمدفعية الثقيلة، الى استخدام احدث الطائرات المقاتلة والصواريخ المتوسطة المدى، واستهداف كل مظاهر الحياة في ا نحاء سوريا، في محاولة لوأد الثورة، والاستئثار بالسلطة وارث عن وارث، وخابت كل مساعي النظام ومخططاته الخبيثة، رغم استجلابه للمخططين والخبراء من ابالسة اجهزة استخبارات موسكو وطهران وبكين وغلمان حزب الشيطان اللبناني ومرتزقة من انحاء العالم حتى اوكرانيا وفنزويلا شافيز!!! بعد فقدانه الثقة بكل الدوائر من حوله، واستمرأ النظام اقتراف الجرائم والمجازر وجز الرقاب، بموازاة حفلات الردح والكذب واللعب على الوقت حيال كل المساعي والمبادرات والوساطات الاممية والاقليمية مع تركيز قواته على تصعيد استخدام القوة والعنف ضد الشعب السوري الذي وصفه في كل خطاباته المهزوزة بان الشعب السوري قطعان من المتامرين والارهابيين والمرتزقة واتباع القاعدة ضد الوطن، واعلان راس النظام العصابة في اكثر من خطاب ان اجهزته القمعية ستتابع وستواصل محاربة اصحاب الاجندات الى اخر اسطوانة النظام المشروخة، ولا يمكن لصحائف ان تلم بكل وسائل القبح والرذيلة التي يستخدمها لمحاربة الثورة والثوار على امتداد التراب السوري، حيث عمدت اجهزة مخابرات النظام السوري ومنذ اندلاع الثورة السورية المطالبة باسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته الى اعتماد اقبح وأقذر الوسائل؟؟ من اغتصاب النساء والفتيات امام اعين اهلهن والاخرين، وليس اخرها تدريب مجموعات استخباراتية تسللت الى افواج وتجمعات النازحين السوريين الى بلاد الشتات على انهم نازحون، قامت بارتكاب مختلف انواع الجرائم في البلدان المستضيفة، للاساءة الى النازحين، والتاثير على عملية الاستضافة، وافساد الحاضن العربي للاجئين السوريين رغم ما يواجهونه من ظروف معيشية قاسية جدا.
وبعد القاء القبض على بعض من مرتكبي تلك الجرائم ومن واقع محاضر تحقيق السلطات الامنية في بعض البلدان العربية المستضيفة للاجئين السوريين تبين ان الجناة من عناصر الاستخبارات السورية، تم ابتعاثهم مندسين بين النازحين لارتكاب جرائمهم القبيحة والدنيئة والصاقها بالنازحين، وما يثير الاشمئزاز ويعكس بما لا يدع مجالا للشك بان هؤلاء المجرمين هم من طائفة واحدة مضمونة الولاء الاعمى للنظام وراسه، يتبجحون بان نظام البعث ليس بطائفي، وكان اخر مجموعة من الجرائم ارتكبت في ليبيا وتم استكشاف خيوط اللعبة المخابراتية القذرة.
انه النظام السوري الذي لا يشبهه الا نفسه، هو النظام الذي وقف ضد الثورة التونسية والمصرية ونظم حملات شنيعة ضد تلك الثورات، في حين ثارت حفيظة النظام وعنصريته للانظمة الدكتاتورية بوقوفه الى جانب النظامين الليبي واليمني وابتعاثه لطيارين مقاتلين سوريين لقيادة طائرات مقاتلة في تلك البلدان لقصف مدن ونواحي ثارت ضد تلك الانظمة، حيث تم القاء القبض على بعض من هؤلاء الطيارين في سوريا واليمن، وقدموا كامل الرواية، وهنا لا بد من التسليم بان في طبيعة النظام السوري الاستبدادي الاستخباراتي فصولا لم تدونها صحائف او ياتي على مثلها تاريخ او سيرة امة او شبه امة.
النظام السوري يحمل في ثناياه مقومات سقوطه وافوله، والشعب السوري يدفع فاتورة سكوته وخنوعه الطويل لهذا النظام المارق على الاخلاق والقيم والاعراف.......!!؟؟؟
* صحفي سوري مغترب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية