أثارت إحدى المقالات المنشورة على الموقع ردود أفعال متنوعة معظمها كشف عن عقلية فرسان الالكترون أو الكرتون على صفحات (الفيس بوك) الذين لا يشقّ لهم غبار في "خطف اللقمة من راس الماعون".
و ذكرتنا تعليقات المقال بمقولة لأحد قادة العدو الاسرائيلي حين يصف العرب (بأنهم لا يقرؤون، وإن قرؤوا لا يفهمون و إن فهموا فلا يتذكرون)، نقولها بمرارة المتألم على بلد تكاد تمزّق أعاصير قذارة السياسة المحلية ولإقليمية و العالمية أشرعته، وهو العائم على بحر من دم تتلاعب بشعبه مزاجيات صبيان السياسة والعسكر، وتتلاطم بمركبه أمواج مراهقي المخابرات والشبيحة في الداخل والخارج.
"مقال سخيف والأسخف منه مَن نشره" خلاصة بعض ردود الأفعال لشبيبة أخذتها الحميّة منذ السطر الأول أو الثاني، وهذا لا ينفي مرور الخدعة المشروعة للكاتب على أناس فاح من تعليقاتهم عبق الوطنية ليجدوا في ذلك دليلاً إضافياً على "الشعب السوري واحد"، ونبذ الطائفية التي بدت ملامحها معششة في ثنايا سطور البعض الآخر.
"في سخف بطريقة طرح موضوع حساس متل هاد..الرجاء توخي الحذر في المرات القادمة والأخذ بعين الاعتبار أن هناك شبيحة تعمل على نشر مثل هذه الأخبار بسرعة كبيرة"، تعليق يفصح عن الطامة الكبرى المتمثلة بأن هؤلاء مدعي الثورة ليسوا سوى نسخة عمن يدعون محاربته.
لتنشر الشبيحة مثل هذه الأخبار و غيرها، فأن تعيش الثورة، يعني أن تنقلب على تلك الطروحات المتآكلة بفعل صدأ فساد الرأي الواحد، و أن تؤسس لمنظومة تفكير جديدة تدعو بالحد الأدنى إلى أن تستمع للطرف الآخر حتى النهاية، فتجهد نفسك وتشحذ صبرك ليعينك على استكمال قراءة المقال، ومن ثم تدلي بدلوك.
لذا نعد الأخوة القراء أيا كانت مستوياتهم و معتقداتهم، باجتراح أسلوب جديد لإعلام سورية المستقبل، سورية الحرة، فأمام جسامة تضحيات شعبنا صار لزاماً علينا أن نرجم بحصى مقالاتنا و أخبارنا و حواراتنا الشياطين الغارقة في نهر لم يتوقف عن الركود منذ نصف قرن، وليست تلك إلا محاولة للتخلص من المياه الآسنة التي راكمتها سنون الاستبداد المعشش في تلافيف أدمغتنا.
و لانتردد في الختام عن الثناء على كل من قرأ و اطلع وعسى أن يهدي المقال قرّاءنا الأعزاء إلى ضرورة توخي الصبر والمتابعة حتى النهاية، و لنعلم أن الجهل أخطر عدو يتربص بالنفوس، و"ألف شكرٍ لمن أطرى و من لعنا".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية