الغبي الأمريكي والذي يسعى جاهدا من أجل عزل سوريا ... سوسن درويش

فقط مطلوب من سوريا ، استقبال النازحين من كل الدول العربية ، واغلاق الحدود بوجه الإرهابيين ، وقبول اتهامات الاغتيالات في لبنان ، وسماع الشتائم والتفاهات بحق رئيسها ومسؤوليها . هذا هو المطلوب من سوريا فقط لا غير . أما أن يكون لها دور في السياسة العربية أو الاقليمية أو الدولية ، فهو من الممنوع بتاتا . قبل عشرات السنين ، أشادت الصحف الخليجية ، بالموقف الحكيم للرئيس الراحل ، ابان حرب العراق مع ايران ، وذكرت وقتها ، تلك الصحف ، بمقولة الرئيس الراحل : اليوم ايران وغدا سيتوجه اليكم . وفعلا هذا ما حدث فبعد ايران ، توجه صدام الى الكويت ، وبغمزة امريكية من قبل صاحبة السيقان اولبرايت . وحتى لا ننتظر خمس وعشرون سنة أخرى حتى نعترف بالسياسة الحكيمة لسوريا اليوم ، علينا أن نستمع لما يقوله السوريون .  وحتى لو حصل سلام في النهاية ، يكون سلام شجاعة وكرامة ، لا استسلام ذل وخنوع . الغبي الأمريكي والذي يقود بعض الحمير العرب ، يسعى جاهدا من أجل عزل سوريا ، عن المشاريع المستقبلية للمنطقة ، ليس حبا بلبنان ولا بالخليج ، ولكن فقط ، من أجل ابقاء فتيل المشاكل والقلاقل مشتعلا . أمريكا تستعطف سوريا في الشأن العراقي ، وتعزلها في الشأن اللبناني ، والخطأ ليس خطأ أمريكا ، فهي عدوة أبدية ، وافقنا على عداوتها ، بل المشكلة ، بهؤلاء الثيران ، والذين ، بدأت السياسة الأمريكية بأكلهم الواحد تلو الآخر . سيأتي يوم ليس بالبعيد ، لن تبقى فيه الحال على ما هي ، سيأتي يوم ، تسقط فيه كل العروش ، وتهتز كل الإمارات ، وبنفس اليد الحنونة ، يد أمريكا ، أمريكا المستقبل ، لن تبقى على موقفها من انتهاكات حقوق الإنسان في دول الخليج ، ولا عن التزمت الديني ، الداعم للإرهاب الأصولي في العالم . سيأتي يوم الشرق الأوسط الجديد ، يوم نتذكر جميعا موقف الممانعة السوري ، ونترحم عليه .