أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رحلة العودة إلى الوطن تمر عبر "طلبات رسمية"... لاجئو الزعتري و"الضمير المتجمد"

صارت المخيمات الأردنية أو التركية واحدة على السواء في قواسم البرد والخذلان للسوريين ممن هجروا وطنهم سورية بحثاً عن ملجأ آمن من حرائق تشتعل يومياً ودمار يحرق الشجر والحجر في سورية بكل لحظة.

في طريق عودتها تروي الحاجة أم سالم (68عاماً)رواية الخذلان والوجع حيث ضاقت الخيم والمدن بأن تخفف منه:"من أول يوم وصلت فيه إلى مخيم الزعتري مع أبنائي وبناتي وزوجات أولادي ضاقت نفوسنا بالمكان وبدت وحشة الهجرة لبيوتنا وحاراتنا، صبرنا بعض الوقت عسى الفرج يأتي مع هذا الضيف (الكبير)أو غيره لكن شيئاً مما توقعنا لم يحدث" مضيفة "زادت مساحات الألم وضاقت بنا الأماكن وبدت لقيمات الخبز اليومي المقدمه فيها الكثير من المعاناة" وبكلمات بددت حرارتها برودة الطقس تلخص أم سالم المشهد"زحمة على كل شيء وبردٌ لا يُطاق وانعدام أبسط مقومات الكرامة الإنسانية نحن أبناء ثورة الكرامة لا تليق بنا مثل هذه المخيمات " مُجمِلة ما كان وراء قرار الرجوع:"لكل شيء قررنا العودة بيوتنا أولى بنا".

سوريون يتبادلون الرعب
قد يبدو قرار العودة خياراً فردياً، لكن صورة العائدين بكثرة هنا من مخيم الزعتري تقدم الدليل على ما تضيق به نفوس الناس وتدفعهم لقبول خيارات أسهلها تكتنفه احتمالات الموت في طريق العودة، إذ تشير بعض مصادر مخيم الزعتري إلى أن أعداد الراغبين بالعودة خلال الشهر الجاري ارتفعت عما سبقها، لكنها أيضا تسارع للإشارة إلى أن أعداد القادمين أيضاً ارتفعت، إذ وصلت لحدود(1200)قادم يومياً، فيما لا يتجاوز عدد الراغبين بالعودة من 200ــ300شخص. وتمر رحلة العودة كما رحلة اللجوء، إذ تبدأ بتقديم الطلب شفهياً ثم مكتوباً لدى الأمن العام الأردني في المخيم، والذي يسارع لتجميع الراغبين بانتظار وصول سيارات تقلّهم إلى مركز آخر للأمن العام ليتسلّموا بطاقاتهم الشخصية المودعة لدى الجهات الأردنية.

لحظات أشد صعوبة بمقارنتها بالقدوم بحسب أيمن عيس (26 عاماً)" في القدوم تشعر أنك تهرب من الموت هنا أنت تقترب منه لا تعرف بأي لحظة يصلك وفي أي مكان"، واصفاً الإجراءات بالمعقدة نوعاً ما خصوصاً توزيع البطاقات الشخصية والصفوف الطويلة، والأصعب لحظات القذف بحسب التسمية الرائجة، إذ يتم إفراغ السيارات قرب أحد المعابر الحدودية التي يسيطر عليها عناصر الجيش الحر الذين يسارعون للترحاب بأبناء الوطن العائدين إلى حضنه.

دعوة إلى العودة
يقول الشاب أيمن إن العودة بمنظوره الشخصي هي واجب على كل قادر على حمل السلاح ومقاومة نظام الطاغية لتحرير المدن وعودة الأهالي مجيباً على سؤال مغادرة الشباب أرض الوطن:" الجميع مستهدف بالقتل أو الاعتقال"  وعلى ضفاف الحدود الأخرى تبدأ رحلة معاناة جديدة سواء بطريقة نقل العائدين عبر ما تيّسر من وسائل نقل تصل في بعض الأحيان لاستثمار طاقة الحيوانات في نقاط عبور كثيرة في تل شهاب وحيط غرباً إضافة لصعوبات تالية لإيصال العائدين إلى قراهم المحررة والتي لا تخطئها قذائف النظام السوري يومياً.

وفي اتصال مع الشاب حمزة أحد الواصلين إلى مدينة درعا يسارع بالدعوة لجميع من في المخيمات للعودة للوطن، معتبراً أن أوجاع الداخل بكل ما فيها أرحم من ليالي الزعتري أو سواه من المخيمات لافتاً إلى أن العديد من القرى في المحافظة أنجزت استحقاقات التحرير ويمكن إيصال المساعدات للأسر المنكوبة ليس بطريقة المخيمات الممزوجة بالإهانات بل إيصالها كواجب أخلاقي ووطني وإنساني، ويشير الشاب إلى أن "بعض الأطراف تعمل على بلورة دعوات واسعة لعودة أهلنا بالمخيمات".

محمد المقداد - المفرق (الأردن) - زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي