أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمد الحوراني......عين تفوّقت على المخرز

اضطر محمد الحوراني أن يحمل سلاحه و ينزل إلى الميدان، ليخوض معركة لم يك يدري أنها الأخيرة له، فقبض على سلاح رافقه و ما فارقه أثناء الثورة التي شهد ولادتها في المهد عندما خرج من الجامع العمري في مظاهرة حجر الأساس لصرح الثورة السورية.

لم يكن ذلك السلاح سوى (مايك) و(كاميرا)، ولكن ما إن أدرك القناص المتربص أن هناك محاولة لتهريب الحقيقة إلى العلن، حتى عاجل ناقلها برصاص قادم من سلاح غير كاتم للحقد، ليضيف جريمة إلى سجل ضاق ذرعاً بالجرائم كماً ونوعاً!

ابن درعا الذي سبق له و أن طلب الشهادة عندما حمل سلاحاً و حارب الأمريكان في العراق، لم تكتب له هناك، فعاد أدراجه إلى ربوع الوطن ليجد في استقباله عناصر الأمن الذين أشرفوا على وداعه أيضاً بعد تشجيعهم إياه و زملاء له كثيرين كي يقاوموا الاحتلال الأمريكي، فمنهم من قضى نحبه في بلاد الرافدين، ومنهم من قضى وقته في بلاد الشام بمراجعة الأفرع الأمنية كمكافأة"مقاومة وممانعة"، و محمد الحوراني كان من الصنف الثاني، حيث تعرض لمحاولات ترهيب و ترغيب تصاعدت مع بداية الثورة و ذلك بهدف تجنيده للتعاون مع المخابرات.

و مع انطلاق الثورة تبدلت حياة ابن الثلاثة والثلاثين عاماً، ليترك السلاح الذي استخدمه ضد الأمريكان في العراق، و كذلك حرفته بنجارة الألمنيوم ويتخذ لنفسه سلاح الكاميرا و الكلمة، فعمل مراسلاً في درعا ل"شبكة شام الإخبارية" التي اشتهرت بنقل وقائع الثورة في كل المحافظات السورية، واستخدم بدايةً كاميرا كان يصور بها قريبه الشهيد أحمد المسالمة الذي قتل في أول اجتياح لدرعا "ولا كاميرا بنظره تعادل تلك الكاميرا".
ثم تدرج بالعمل حتى اعتمد مراسلاً لقناة الجزيرة بعد خضوعه لدورة تدريبية استمرت أسبوعين في عمان أظهر خلالها استعداداً للتأقلم مع العمل الجديد الذي أجبره النظام على ممارسته أملاً بنقل شيء من فظاعات معيب أن تبقى رهينة التكتم الإعلامي الذي يفرضه النظام برفضه دخول الإعلام الحر إلى البلاد.

أرض الميدان أثبتت أن محمد الحوراني-وهو الاسم الحركي له- كصحفي مواطن تفوّق على الكثير من المحترفين بمهنية و أخلاق رفيعة لبطل كان"يغشى الوغى و يعفّ عند المغنم"، و هو الذي رفض العديد من المكافآت مطبقاً أحد أهم شعارت الثورة "هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه"، حتى أنه تبرع بمكافأة قدمتها له الجزيرة لمعالجة الجرحى، ليعلن نفسه بأخلاقياته و صدقه و نقاء سريرته و تفانيه بالعمل واحداً من أيقونات الثورة السورية كإعلامي هزم النظام القاتل بكاميرا و مايك و أخلاق تليق بشهيد.


أسرة زمان الوصل
(127)    هل أعجبتك المقالة (130)

محمد خير الجهماني

2013-01-20

محمد الجوراني يضاف الى قائمة الشرف من ابنائ هده المدينة الحرة والثائرة عتلى الدوام وحتى النصر.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي