أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إلى محمد الحوراني... د . إياد أبازيد

ويغيب نجمك يا شهيد مخلف اللحن الحزين
وفت الحتوف نذورها في ثائر الوطن الأمين
هذا الشهيد يودع السهل المندى والعرين
ذاك الأبي مخلدا مشكاة ليل السائرين
صدق الكلام بفعله ومضى لجنات النعيم


إن القلب ليحزن … وان العين لتدمع … وإنا على فراقك لمحزونون … ولا نقول إلا ما يرضي الله .
من قال ان رؤوس الجبال لا تنحني والأشجار لا تركع والسحاب لا يسقط والنجوم لا تنطفئ .. بل يحدث كل ذلك عندما تزلزل الأرض وتنفض لبها لتقذف رجالا يتحدون الظلم .
انتفض لنبض الحياة الساكن في جذورك يا ابن أمتي ... يا ابن الأرض المحروقة بأمطار النار .... يا ابن القرى المهدمة على رؤوس ساكنيها ... يا ابن المجاهدين.. يا ابن المهجرين .. لن تسقط ، ولن تبكي حفنة جسد و أترابك تحت التراب .
أيتها النفس الهاجعة أيها الجسد الراقد أيها الشهيد بإذن الله ، الممزق بالجراح الموشوم بالآلام ، قف ... اسمع ... أنصت ... انظر ... فليستقم عودك ولترفع وجهك وينجلي بصرك صوب الضياء أنصت لتلك الأصوات همس الريح .. اسمع .... تدفق المياه في الغدران صلوات الجبال .. أنصت .... لتسبيح الطيور كلها تناديك طال انقضاء تلك الأيام ... انظر إلى الأفق البعيد البعيد القريب القريب .....
بسم الله الرحمن الرحيم (( يا أيتها النفس المطمئنة . ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي . وادخلي جنتي ))
من قال ان الأرض صلبة ، قاسية ، موحشة ،مقفرة .. قد كذب .
فهذه الأرض الجميلة تداعب أقدامك كلما يبدأ يوم ، وينطفئ نهار .. تدلك أطرافك .. تمد أصابعها الحنون أسفل ظهرك .. تتجول في تضاريس جسدك .. وتذر رياح أديمها حولك ، وفي الليل تضمك .. تدفئك .. تدس وجهك في صدرها الحنون .. تغرق في رائحة أمك .. وحليبها .. من يقول ان الأرض صلبة ، قاسية ، موحشة ، مقفرة .. فقد كذب .. هذه الأرض التي تنجب الرجال وتلقمهم خبز الحياة ليكبروا ، لتدفع عنهم أوجاع الذنب لندمهم هذه الأرض
سامحوني .. يا أمراء الشهداء بإذن الله .. يا شهداء أمتي بإذن الله .. اغفروا ثورتي .. وتناقضاتي وامسحوا عني دموع غربتي .. بين عشقي لكم وجنوني بكم فقلبي تهرأ .. من حزنه عليكم سامحني .. يا شهيد الشهداء بإذن الله .. وها أنا .. بحر غاضب ، تتلاطم أمواجه بين مد حنين إليك .. وجزر غضب على من قتلك ..
بسم الله الرحمن الرحيم (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)).
حملت تاريخي على أكتافي عندما حملت تؤم روحي.. استشهد محمد المسالمة بإذن الله .. ومات جزء آخر مني كان يكبرني حكمة وصبرا وأكبره شجاعة وعجالة .. علمني كيف أرتب فوضى عالمي الداخلي بعد انتهاء كل عاصفة تجتاحني ، وأعيد ترتيب حياتي وامتص انفلاتي وأُسكن غضبي و أروض أعصابي و احبس دموعي بعد سكون هزاتي ..علمني الاقتصاص وليس الانتقام ، وان حب الشهادة للصالحين .. استشهدَ محمد بإذن الله .. ومات جزء آخر مني فقررت أن اخلع جلد عشقك من جسدي كما يفعل الثعبان ، وأستعين على نسيان حبك بحب آخر ، أكبر منك ومني أردت رفيقا آخر و حبيبا آخر وعشا آخر يؤويني .. يحتضنني ويسكنني وأسكنه و أموت التحاما به ، مدفونا به ، لتذرو رياحه رفاتي ، أردت وطنا ، لكنك لم تقبل بالاستسلام كعادتك .
فاستوطنت غفوتي ... وسكنت أحلامي ويقضتي ... ووحدتي وغربتي .. آآآه يا غربتي أنقذيني من وحدتي ..أقدم لك ولائي وطاعتي ، ماضي و حاضري ومستقبلي .. وتقبل حبي لك أتوسل عطفك أن تساعدني ، ساعدي لي ضعفي وقلة حيلتي ...فكم تمنيت اللحاق بركبك ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ....آآآه يا للوعة العمر حين يمضي هباء ، ضاع العمر في أروقة التاريخ ، أدار وجهه عنا وتبرأ منا ، فنحن نمضي في طريق العتمة والمجهول من دون بوصلة أو خريطة .. بلا نهاية نتسرب عبر الماضي ونمتلئ بحاضر ممسوخ.


إلى العيون التي غابت شمسها عن دنيا البشر وأشرقت في جنات النعيم بإذن الله .
إلى الشهيد بإذن الله الذي أدمى القلب بفراقه.



(101)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي